القاهرة: قال القائد الوطني محمد دحلان، إن معركة «طوفان الأقصى» حدث تاريخي سوف تتذكره إسرائيل مثل حرب أكتوبر، مؤكدا: " إسرائيل سوف تنهي نفسها في اليوم الذي تقرر فيه دخول غزة بدباباتها".
وأضاف القائد دحلان في لقاء صحفي مع قناة«الغد» الفضائية، «نتنياهو كان يستسهل في السابق إمكانية أن يكون هناك تحدٍ حقيقي للقوة العسكرية التي بنتها إسرائيل على مدى سنوات، جزء منها حقيقي وجزء منها وهمي، واكتشفوا مؤخرا، وفي الأحداث الأخيرة أن جزءًا من القوة التي بنوها أصبحت وهمية في لحظة من اللحظات وانهارت، لكن هل يتجرأ أو لا يتجرأ فهذا مرهون بقرار أُعلن من قبل الحكومة الإسرائيلية أنهم ذاهبون إلى حرب على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني بالقطاع، وبالتالي لا توجد حرب برية، هم سيقتحمون قطاع غزة بعد أن يدمروا نصفه، وعمليًّا هذا ما يتم، تدمير منهجي لمنازل المدنيين الأبرياء».
وتابع، «معروف أن الجهاز العسكري لحركة حماس تحت الأرض، وبالتالي من سيدفع الثمن الآن في هذا الهجوم البري بنسبة 99% هم الأبرياء الذين لا دخل لهم ولا ناقة ولا جمل في ذلك».
وأضاف القائد دحلان، «دولة الاحتلال الإسرائيلي مجبرة وملزمة أمام الشعب الإسرائيلي على أن تقتحم قطاع غزة لسببين، الأول هو رفع العار عن التقصير الذي حدث في الجيش الإسرائيلي وفي الأمن وفي المؤسسات وفي النظام السياسي، فكلها انهارت في لحظة، في نحو 25 دقيقة انهار كل شيء، وبالتالي هم يريدون أن يروا صورة نصر، وهذه هي العقدة التي حكمت إسرائيل طوال الحروب السابقة على قطاع غزة، يريدون أن يبدأوا بصورة نصر وينتهوا بصورة نصر».
وأضاف دحلان، «الآن صورة النصر بالنسبة للجمهور الإسرائيلي تقول نريد أن نرى الدبابات في ساحات قطاع غزة، في رفح وفي خانيونس وفي كل مدينة وقرية، وبالتالي هذه الخطوة الأولى لاسترداد جزء من كرامتهم، بغض النظر عن حجم الدمار، أما السبب الثاني فيتمثل في أن كل شيء انتخابي في إسرائيل، كل شيء له علاقة بالكرسي، وهذا يدفعني للحديث عن ما هو سبب هذه الحرب أو العملية؟».
وردا على سؤال حول ما إذا كنا ذاهبين لفتح جبهة جديدة عند الجنوب اللبناني، أضاف القائد دحلان، «هذا السؤال يفترض أن يوجه لحزب الله الذي كرر عبر الـ15 سنة الماضية أنه يريد أن يحرر فلسطين وأن يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني».
ولفت دحلان إلى أن «هذه فرصة واختبار، فالشعب الفلسطيني قاد ولم يتوقف ولم ينتظر أحدًا للدفاع عن نفسه بإمكانياته المتواضعة، وما شاهدناه خلال الـ50 سنة الماضية دليل على صمود وقدرة الشعب الفلسطيني على البقاء».
وأشار القائد دحلان إلى أن «عدد الفلسطينيين الذين اعتُقِلوا منذ عام 1967 حتى الآن، تقريبا 700 ألف فلسطيني، منهم عدد كبير من الفتيات والنساء والأطفال، وواجبنا كفلسطينيين إذا جاء العون من أيٍّ من كان فأهلا وسهلا».
وأضاف دحلان أن «هذا اختبار لكل الأمة حتى تقف مع الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن بعض الناس الذين يتحدثون عن أن هذه حماس وهذه الجهاد، نحن نتحدث الآن عن مصير الشعب الفلسطيني ومأساته».
القدس وأبناؤها رأس حربة في الدفاع عن غزة
وقال القائد دحلان، إن القدس وأبناءها كانوا دائما رأس حربة في الدفاع عن غزة.
وأضاف أن «الكثير من الناس في لحظة الغضب يلقون باللوم على أبناء شعبنا في الضفة والقدس، القدس وأبناء القدس كانوا على الدوام رأس حربة في الدفاع عن الأقصى، فالذين حافظوا على القدس هم أيضا أهل القدس وليسوا فقط أهل الضفة»
أضاف إنه «حتى هذه اللحظة، فإن أبناء الضفة الغربية ممنوعون من دخول القدس، وبالتالي عمليًّا أبناء القدس هم حماة الأقصى والقدس الآن، يضاف لهم أبناء 48، والذين يستطيعون الحصول على تصريح الدخول للصلاة»
وقال: «لننظر إلى ما حدث مؤخرا، مواطن يقولون له لا أنت عمرك 70 سنة إلا يومين مثلا فلا تدخل للصلاة في الأقصى، ولا بد أن تكون 70 سنة، ثم في الخطوة القادمة ربما يقولون له لا يُسمَح لك بالصلاة إلا قبل أن تموت بيومين، هذا أحد الأسباب التي أدت إلى ما وصلنا إليه الآن».
وواصل دحلان: «الضفة الغربية مرت بعملية تدجين وتهجين رهيبة، وللأسف الشديد سلطة رام الله كانت سببا فيما وصل إليه أهل الضفة من خنوع، وأنا لا أعمم ذلك، فأهلنا في جنين ونابلس والقدس وأريحا يقاومون، ولكن ظروف السلطة هناك، هذا ظرف استثنائي ولا أريد أن نتحدث فيه في لحظة نشتّم فيها رائحة دماء أبنائنا في غزة، وبالتالي فاللوم غير واقعي في هذه اللحظة».
وتابع: «أيضا أنا لا أستبعد أن يكون هناك حراك جاد للتضامن مع أهلنا في قطاع غزة وللوقوف معهم».