اللقاء والتواصل والتصريحات المتبادلة بين جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مع صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خطوة إيجابية صحيحة، وخيار صائب مطلوب لعله يُستكمل سياسياً طالما أن التفاهم قائم، والخلافات غير جوهرية، وأن العدو الذي يحتل كامل أرض فلسطين هو واحد، ويعمل على قاعدة الاستفراد، كل منطقة وشريحة وفصيل وحده، والحصيلة أنه يستهدف تحقيق : 1- مواصلة احتلاله لفلسطين وحرمان الشعب الفلسطيني حقه في أن يعيش حراً كريماً في وطنه، 2- ضرب وتصفية واضعاف فصائل المقاومة جميعها دون استثناء، رغم سياسة الاستفراد التي يستعملها موحياً أن الفصيل المستهدف هو وحده من تستهدفه قوات الاحتلال، وهي سياسة غدت مكشوفة عارية عن التضليل المتعمد الذي تلجأ إليه قوات المستعمرة وأجهزتها.
صالح العاروري قال لا تحتاج فتح لشهادة حُسن سلوك، على دورها ومكانتها، وهي الآن تقوم بما هو مطلوب منها على المستوى السياسي والدبلوماسي خدمة للشعب الفلسطيني، وأن الأدوار بين الفصيلين تكمل بعضها، في إطار المعركة الوطنية في مواجهة سياسات المستعمرة الاحتلالية التوسعية، وفي مواجهة القتل والتدمير والترحيل والتطهير العرقي، والعدو الواحد المشترك.
جبريل الرجوب أكد أن الفصيلين في خندق واحد، وأن كلاً منهما يؤدي دوره الوطني بما هو مطلوب، وأن نضال فتح مع حماس يصب في مجرى واحد، ودلالة ذلك ما قاله رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، عن أن أبو مازن يهتم ويسعى للسيطرة على قطاع غزة، وقال: «طالما أنا رئيس وزراء اسرائيل (المستعمرة) لن يحدث هذا، لأن أولئك الذين يعلمون أطفالهم الإرهاب، ويمولون الإرهاب ويدعمون عائلات الإرهاب، لن يتمكنوا من السيطرة على غزة بعد القضاء (الوهمي) على حركة حماس»، وهذا الموقف لا يقتصر على نتنياهو بل يعبر عن تأييد كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش وجدعون ساعر، إضافة إلى وزير الجيش يؤاف جالنت.
تصريحات جبريل الرجوب مع صالح العاروري لن تحظى بقبول وموافقة الأطراف التي تُغذي الانقسام وفي طليعتها المستعمرة، ولذلك على طرفي المعادلة الفلسطينية أن يتقدما بخطوات عملية نحو بعضهما البعض، لأن المعطيات دللت على أن فتح التي فجرت الثورة وقادتها لعشرات السنين لم تفلح في استكمال خطوات الانسحاب الإسرائيلي ونيل الحرية والاستقلال للدولة الفلسطينية المنشودة، وأن حماس لم تتمكن من تقديم نموذج يُحتذى في الإدارة المنفردة لقطاع غزة، وأن برنامج ومبادرة طوفان الأقصى من قبل حماس لن يصل بالشعب الفلسطيني لما يتطلع له من حرية واستقلال، فالثمن باهظ دفعه أهل القطاع، والمعركة مازالت في ذروتها، وتحتاج للكل الفلسطيني لأن يكونوا شركاء في معركة البرنامج الوطني الديمقراطي التعددي، نحو هزيمة الاحتلال ودحره، ونيل خطوات الاستقلال التدريجية نحو الانتصار .