قامت دولة جنوب أفريقيا برفع قضية أمام محكمة العدل الدولية بوصف دولة الاحتلال مشتبهة بقيامها بارتكاب عمليات إبادة جماعية تجاه شعبنا في غزة.
يعتبر هذا التحرك ذو طبيعة نوعية خاصة أمام مشاركة العديد من بلدان العالم وخاصة الإدارة الأمريكية بالعدوان وتواطؤ بلدان اخري وصمت البعض الآخر.
ان المشاركة والتواطؤ والصمت يعتبر مشاركة وبتفاوت نسبي بين دولة وأخري.
تأتي مساعي دولة جنوب أفريقيا تعبيرا عن الضمير الإنساني وانتصار للضحايا واحتجاجا على انتهاكات دولة الاحتلال المركبة لمبادئ حقوق الانسان بتداخل بين العقاب الجماعي والتطهير العرقي ومخاطر التهجير القسري.
تأتي هذه الجهود تعبيرا عن صوت الملايين التي انطلقت في شوارع عواصم ومدن العالم الرئيسية رفضا للفظائع وجرائم الحرب الممارسة من قبل آلة الدمار والعدوان الاحتلالية بحق شعبنا في قطاع غزة.
جاءت صرخة دولة جنوب أفريقيا تعبيرا عن تصويت الاغلبية الواسعة في الأمم المتحدة عندما صوتت حوالي 153دولة لصالح وقف العدوان وعندما طرح الأمين العام غوتيريش اقتراحا على اعتبار ان ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية يهدد الأمن والسلم الدوليين وطرح إثارة ذلك بالأمم المتحدة وفق المادة 99من ميثاق الأمم المتحدة.
كيف لا تقوم بذلك جنوب أفريقيا وهي التي عانت من استعمار استيطاني مديد وطويل ومن عمليات من التميز العنصري عبر نظام الأبارتهايد التي كانت تتحكم به الأقلية البيضاء.
من الهام تنظيم أوسع حملة لإسناد مساعي جنوب أفريقيا من خلال منظمات المجتمع المدني ومنها المنظمات الحقوقية والعاملة في مجالات إنسانية متعددة.
مطلوب الدفع بجهود دولة جنوب أفريقيا أمام المحافل الدولية لتصبح قضية ذات إجماع وتايد من العديد من بلدان العالم.
من الهام أن تكون هذه المساعي جزء من نهج متواصل ومستمر في إطار الكفاح القانوني والحقوقي المشروع حتى لا تنجح دولة الاحتلال من الافلات من العقاب.