اليوم الجمعة 08 نوفمبر 2024م
تطورات اليوم الـ399 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية فيديو | طلبة غزة يناشدون القائد دحلان بتسهيل سفرهم لاستكمال دراستهم في الخارجالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف للاحتلال محيط صالة حمدان بمنطقة الجنينة في رفحالكوفية جيش الاحتلال يواصل عمليات نسف المربعات السكنية في المناطق الشمالية لقطاع غزةالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 45الكوفية مدفعية الاحتلال تجدد قصفها العنيف غرب مخيم جباليا شمال غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم دوار الشهداء وسط مدينة نابلسالكوفية اتحاد "المواي تاي" يعلن موعد تنظيم بطولة المدارس الرابعةالكوفية ابنة غزة إيمان صوان تهدي فلسطين ذهبية بطولة العرب في الشطرنج الخاطفالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم عسكر الجديد في المنطقة الشرقية من نابلسالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة عمران في منطقة التحلية شرق خان يونسالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال محيط صالة حمدان في رفحالكوفية فيديوهات | الاعتداء على "إسرائيليين" مزقوا علم فلسطين في هولنداالكوفية مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة التحلية شرق خان يونسالكوفية طائرات الاحتلال المروحية تشن غارة شرق مدينة خانيونسالكوفية الكنيست الإسرائيلي يصادق على تعيين غدعون ساعر وزيرا للخارجيةالكوفية ارتفاع عدد الشهداء إلى 9 جراء قصف الاحتلال منزلا قرب عيادة الدرج وسط مدينة غزةالكوفية 8 شهداء في استهداف الاحتلال منزلاً سكنيا لعائلة حمادة بالقرب من عيادة الدرج وسط مدينة غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة حمادة في حي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية حزب الله اللبناني يعلن تنفيذ 21 عملية ضد الاحتلالالكوفية

وائل الدحدوح.. قبلات على يد حمزة

10:10 - 08 يناير - 2024
د. نبيل عمرو
الكوفية:

قال القاتل.. لن أمنحك نعمة الموت.. كي تعيش ما تبقى لك من عُمر.. متألماً حزيناً.

هذا ما قاله القدر لوائل الدحدوح... في الزمن الذي صار فيه الموتُ أمنية، والحياة حملاً ثقيلاً على من نجا.

واجه الموت الأول عندما عاد ليجد بيته قد تحول إلى مقبرة، دفن تحت ركامه من كانوا في انتظاره لقضاء ساعة معه، اختلسها من عمله الأكثر استدعاءً للموت من أي عمل آخر.

إبقَ قليلاً معنا.... قالت العائلة لوائل.
لا أستطيع فالملايين تنتظرني على الشاشات.... قال وائل ومضى.

الجندي المدجج بالسلاح.. والمحمي في جوف دبابة لا تخترقها القذائف، والمتحصن في خندق وراء أكياس الرمل، وفوقه أسراب طائرات قاذفة ومقاتلة ومسيرة لحمايته، يواجهه وائل بسترة واقية مكتوب عليها "صحافة"، وبالميكروفون  والكاميرا التي يحملها زميله المصور، وفي كل مكان على وجه الأرض تجري فيه حروب تكون كلمة صحافة هي الحماية الوحيدة، إلا في الزمن الإسرائيلي حيث مفردة صحفي تستدعي القتل، إن لم يكن إعداماً من مسافة صفر، أو قنصاً من بندقية، فالمسيرات وكاميرات الطائرات، إن أخطأت هدفاً عسكرياً فلا تخطئ الصدر المكتوب عليه "Press" حدث ذلك مع زميلة وائل شيرين أبو عاقلة، وها هو يحدث مع زميله وابنه حمزة، وكأن القدر عاقب الإبن بالموت، وعاقب الأب بحزن أبدي.

وائل الدحدوح.. الصحفي المتمكن، والمقتحم بشجاعة لكل ساحات الخطر، كان يؤدي عمله في الحرب الواقعة على مسقط رأسه وأهله كإنسان أولاً، وكمهني ثانياً، وكوطني أصيل دائماً.

وائل الدحدوح.. الذي خبأ حزنه في الموت الأول، لأقل من يوم واحد، ليعود إلى الميدان، ناقلاُ الحقيقة للملايين التي تنتظر اطلالته الهادئة، الأقوى من صخب وأزيز الطائرات.

وائل الدحدوح... إعلامي فيه كل المواصفات والشروط التي تجعل منه نموذجاً يقتدي به كل إعلاميي هذا الجيل، والأجيال التي تأتي من بعد.

وائل الدحدوح.. الذي التقطت الكاميرا الحزينة صورته وهو يقبل يد ابنه حمزة.. يقبلها عن الأمس واليوم والغد.

بكيت نيابة عنه، فدموع من فقد أعز الأحباب تتجمد في الحلق، وتغلف الروح بوجع لا يحسه إلا هو.

ودَّ وائل أن يظلّ ممسكا بيد حمزة وأن يذهب معه إلى بيته الأخير.. وكأني به يقول بلغة الصمت الأبلغ من الصوت... وداعاً يا حمزة، وداعاً يا حفيد غزة، وغداً سأعود لأوصل رسالتك ورسالتي.. إلى الكون كله.

لو عشت يا بني.. وشاهدتُ ذلك اليوم الذي تتوقف فيه هذه الحرب المجنونة، ويتوقف قتل أبنائنا وأحفادنا، ويتوقف فيضان الدم الذي غمر بلدنا الجميل.. فأول عمل سأقوم به.. أن أضع على ضريحك وردة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق