بوضياف أحد قادة الثورة الجزائرية كان مع بن بيللا وبو مدين وبو تفليقة وعندما لاحظ فساد جبهة التحرير الجزائرية بعد الاستقلال، ولإن بوضياف قائد نظيف فقد ترك العمل السياسي وذهب للإقامة الطوعية في المغرب وهناك عمل مشروع صغير لصناعة طوب البناء وتطور في هذا االمشروع وأصبح وضعه في بحبوحة وهدوء بعيدا عن صجيج ومؤامرات السياسيين، ونسي الجزائر والثورة والجبهة .. بعد عشرين سنة تفاقمت خلافات وفساد السياسييين في بلاده الجزائر وتعمق الصراع على السلطة والحكم واغتيالات التسعينات وجماعات الارهاب قبل ما تقلد بوتفليقة الرئاسة، وواستد البحث عن منقذ للبلد وذهب الكل لبوضياف الراجل المحترم لينقذهم بعد أن أجمعت القوى السياسية المراوغة على أن يطلبوا من بوضياف القدوم للرئاسة وبعد ترجاية وإلحاح وافق العجوز بوضياف على انقاذ الجزائر وحضر هو وزوجته للجزائر وفي المطار عندما هبطت طائرته كانت حشود الجماهير الغفيرة في استقباله كما تروي زوجته وعند هبوطه على أول سلم الطائرة وقف هو وزوجته يحيوا الجماهير وبخيرته السياسية مال على زوجته العجوز وقال لها شايفة هؤلاء الذين يهتفون بحياتي هم هؤلاء الذين سيقتلوني، وما إن مرت على رئاسته أربع شهور حتى نسفوه بالمنصة التي كان يخطب عليها ومات بوضياف .. هذه العبرة التي كان يدركها بوضياف وتردد في العودة لأنه فهم أن الظروف والثقافةومراكز القوى تغيرت كثيرا منذ الاستقلال، لكن لأنه قائد ظلت تتحرك فيه قصة القيادة..
عِبَرٌ التاريخ كثيرة وألمعها قصة "بروتس" أحد أعضاء مجلس الحكم في روما القيصرية مع القائد العظيم يوليوس قيصر، وحين أراد مجلس الحكم اغتيال قيصر وتآمروا عليه لأنه أراد إجراء اصلاحات في الحكم وكان بروتس الذي تبناه يوليوس قيصر بالذات بمثابة إبنه المدلل لعلاقة يولويوس قيصر بوالدة بروتس الجميلة وجعله ذراعه اليمنى ولكن حين تغيرت الظروف والمصالح واصبحت المؤامرة على يوليوس قيصر من مجلس الحكم واتفق اعضاء هذا المجلس بالانقلاب عليه وقتله بان يطعنوا يوليوس قيصر كل واحد منهم بضربة خنجر وحين بدء الحدث كما اتفقوا وبدأوا بطعنه واحدا تلو الآخر وهو يقاوم ويقاوم وعندما لمحت عيني يوليوس قيصر صديقه بروتس قادما نحوه صمد وحاول الوقوف مستبشرا أن بروتس سيحميه ويقف بجانبه فما كان من بروتس عندما اقترب منه إلا أن إستل خنجره وطعن به يوليوس قيصر الطعنة القاتلة التي أجهزت عليه فرفع يوليوس قيصر رأسه وهو غارق في دمه وقال قولته الأخيرة " حتى أنت يا بروتس" وذهبت تلك المقولة مثلا يتتاقلها الناس إلى الآن ...
الظروف والمصالح تتغير في السياسة والحكم والحرب ويتصرف أو يجبر او الناس على أفعال وسلوكيات غريبة لحفظ مكانتهم أو حياتهم أحيانا كثيرة ...
السياسة قذرة وبلا أخلاق وكذلك الحرب قذرة وبلا وفاء فالناس تحاول النجاة بذاتها فلا تغضبوا أيها النازحون من حرب غزة في رفح من تبدل طبائع البشر فهم في مأزق وجودي له علاقة بالمأكل والمشرب والخيمة لندرتها والحصار والدمار والموت .. صحيح معادن الناس تظهر في الأزمات الخانقة ولكن لا يلاموا فالحياة نقيضها الموت ومتزعلوش من بعض فمن يعرف لو لم يضرب بروتس بخنجره يوليوس قيصر كما الآخرين هل كان سينجو ويبقى حيا ام سيقتل مع حبيبه يوليوس قيصر وحتما كانوا سيقتلون بروتس .. إنها الحياة أو الموت وهكذا أيضا تفعل الحروب فعلها بالبشر ويصبحوا بنصف او ربع عقل ويتصرفون بغرابة وبغريزة البقاء.
ملاحظة :
يا حبيبي مجدي محدش رد عليا منذ سنوات لما كنت بكتب مثلث الفساد في بلدنا هم الأحزاب السياسية ومؤسسات السلطة ومؤسسات الإن جي أوز .. ال GOs وال NGOs وال PPs
وها هي النتائج بدهم يودونا عالكونغو بعد الإبادة