- جيش الاحتلال يواصل عمليات نسف المربعات السكنية في المناطق الشمالية لقطاع غزة
- مدفعية الاحتلال تجدد قصفها العنيف غرب مخيم جباليا شمال غزة
نتحدث هنا عن الحرب ذاتها وليس عن نتائجها وخسائرها وما بعدها فالقاعدة الذهبية في الحروب مازالت فاعلة، المنتصر يفرض شروطه.
ونعود للعنوان ونطرح السؤال بصيغة أخرى ، هل تفاجات إسرائيل بضعف جيشها ام بقوة حماس وبمفاجآت أخرى عالمية؟
والحديث هنا ليس عن الضربة الأولى التي "فاجات" الجميع بما فيهم العرب واسرائيل والأقليم والعالم من حيث تغير نمط وطريقة العمل العسكري من التصدي والرد الفلسطيني على الهجومات الاسرائيلية إلى الهجوم الفلسطيني والرد الأسرائيلي.. وهنا ننوه لمنطوق المقاومة والنضال أصلا التي مارسها الشعب الفلسطيني منذ النكبة تعني رد فعل على احتلال أرض او ممارسات الاحتلال بعد احتلال أرض..
وإذا وسعنا الوصف لتجييش حماس عدة وعتادا وتخطيطا فإننا نقترب من أخر نموذج حرب عربية على إسرائيل وهي حرب أكتوبر التي بادر الجيش المصري بالهجوم وحقق انتصارا غير وجه المنطقة والصراع ونقلها إلى صراع العرب السلمي وصولا لمعاهدات سلام وتبريد الصراع العربي الإسرائيلي حتى وصل للتطبيع ومحاولات ونذكر في تلك الحقبة خطط سلام مع الفلسطينيين وأوسلو كنموذج بغض النظر عن النتائج من فشل او نجاح.
والآن هجوم حماس الأول والذي يعد انتصارا في حد ذاته وحرب غزة البرية التي لازالت مستعرة رغم مآسيها والدمار الذي حل بقطاع غزة وصمود المقاومة هي مرحلة جديدة ستغير المنطقة أيضا ومازالت تتفاعل باحتجاز الأسرى وارتباطه بمصير حماس كقوة عسكرية، وكذلك الترتيبات اللاحقة التي في علم الغيب.
هل تتوقف الحرب إلى هنا ويتوقف إطلاق النار كما يقول نتنياهو التوقف هو لصالح حماس فتصبح منتصرة في الضربة الأولى وفي الحرب البرية وننتقل لمرحلة ثانية قد تستمر معها حروبا أخرى أو ترتيبات سلام كما حدث بعد حرب أكتوبر أم ستواصل اسرائيل اضعاف حماس وتفكيكها تنظيميا وعسكريا كهدف إسرائيلي أول رغم صمودها حتى الآن وننتقل لمرحلة أخرى مختلفة تقوي فيها اسرائيل احتلالها ويستمر الصراع او يصل الضغط الدولي لفرض حل الدولتين كما يقال وهو احتمال ضعيف.
وإذا عدنا للعنوان أنا من رأيي ان:
حماس فوجئت بقوتها وبضعف الجيش الإسرائيلي بالضربة الأولى رغم ثقتها ببدء الهجوم، وفوجئت أيضا بما لم تتوقعه من دمار وخسائر في الأرواح الذي قامت به اسرائيل لقطاع غزة بهذا الححم وأن يصبح مصيرها هي على المحك حتى اللحظة.
كذلك فوجئت اسرائيل بقوة حماس وصمودها وتسليحها ومتانة تنظيمها وخبراتهم الفتالية واستماتة عناصرها في المعركة وفوجئت إسرائيل أيضا بضعف استعداداتها لهجوم الضربة الاولى وضعف خطتها وتحضيرات جيشها لما يناسب الهدف الذي وضعته وعدم تحقيقه حتى الآن من الحرب البرية وهو من شقين القضاء على حماس وتحرير أسراها بكل الطرق والوسائل.
المفاجأةالكبرى لحماس والشعب الفلسطيني وإسرائيل والتي كانت غير منظورة بالضبط وهي الرأي العام العالمي ومظاهرته الضخمة وتحولاته الايجابية نحو القضية الفلسطينية وهتافاته بحرية فلسطين وهذا الأثر الكبير الذي حذرت منه الولايات المتحدة إسرائيل وتصريحات الولايات المتحدة المتحولة من تأييد إسرائيل تأييدا تاما ودعما كاملا في البدء إلى القول الآن باستحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة.
بقيت نقطة "توسيع الحرب" في المنطقة وانا أستمع الآن لخبر الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن وتلك المهمة التي وضعتها الولايات المتحدة وهو منع توسع الحرب كهدف مضمون بقوتها وعملت ليل نهار لمنع ذلك بالتهديد بالقوة أو بالردع الدبلوماسي لحزب الله بالذات وايران وأذرعها وخاصة الحوثيين بعد هجومهم المتكرر على السفن في البحر الأحمر وإقران توقفهم بتوقف الحرب على غزة، فلا ندري هل هي أي الولايات المتحدة تقوم بهجوم وقائي على الحوثيين فتسكتهم، أم هي بذلك توسع الحرب بعد هذا الهجوم ليشمل حزب الله وايران؟
لا ندري ما تحمله الأيام القادمة وثأثير الهجوم على الحوثيين على استمرار الحرب على غزة لتحقيق اهداف اسرائيل، أم تتوسع الحرب ونصبح في حالة أخرى، ولا ننسى بأن هناك حرب الدبلوماسية لجهة أخرى نتجت عن الإبادة الجماعية والتي بدأت صراعاتها في محكمة العدل الدولية وماذا ستفضي من نتائج.