- شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزة
خاص – كتب رامز صبحي:
جلس على مقهى في وسط مدينة القاهرة، وقد بدت على وجهه ملامح القلق المختلطة بمشاعر الحزن والعجز عن الاطمئنان على زوجته في قطاع غزة، بسبب انقطاع خدمات الانترنت والاتصالات.
قلقه الواضح وحزنه المكتوم على زوجته وأقاربه في ظل القصف والعدوان الغاشم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال دفع أحد الجالسين على المقهى للاستفسار عن سببه والاطمئنان عليه.
الرجل الذي خرج من قطاع غزة منذ سنوات للعمل في مصر، تاركا فؤاده في غزة مع زوجته وأقاربه وشعبه، اعتاد الاطمئنان على زوجته يوميا حتى بعد اندلاع الحرب والعدوان الغاشم على القطاع لم يترك فرصة للاتصال بها والاطمئنان عليها الا واقتنصها، حتى بدأ الاحتلال في ممارسة جريمة عزل القطاع عن العالم بقطع خدمات الانترنت والاتصالات.
أجاب الرجل بابتسامته المعهودة وكأنها يقين بنصر فلسطين وشعبه على آلة الحرب الإجرامية، قائلا " بقالي 14 يوما غير قادر على الاتصال بزوجتي".
قالها وهو يعاود الاتصال مجددا ليأتي صوتا آليا باردا كبرودة الطقس وخاليا من أي مشاعر قائلا "الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا"، ليعاود مجددا الاتصال وكأنه يحاول أن يهزم هذا الصوت الآلي وينتصر عليه بسماع صوت زوجته وهي تزف له أخبارا سعيدة عن أقاربه وشعبه.
"الاحتلال يقوم بعمل تشويش على الاتصالات وأحيانا أخرى يأتي الرد على الاتصال بالعبري وفي أوقات أخرى بأغنية لمسلسل كارتون بهدف استنزاف الرصيد"، بتلك الكلمات استطرد الرجل في حديثه وهو يعاود الاتصال مجددا، وقد صارت قصته محل اهتمام المقهى بأكمله فالجميع يتمنى لو ينجح هذا الاتصال.
الرجل ظل يحاول ويسعى للوصول إلى زوجته تارة عبر الهاتف وأخرى عبر الانترنت وجميع المحاولات باءت بالفشل في ظل عزل الاحتلال للقطاع عن العالم واستهدافه المتعمد لشبكات الاتصالات والانترنت من أجل التعتيم على جرائمه التي يرتكبها في القطاع لليوم الـ 123 على التوالي وسط تنديدات دولية وأممية بهذا الإجراء الإجرامي والذي يحول أيضا دون تواصل المصابين جراء قصف الاحتلال لمنازلهم مع طواقم الإسعاف والدفاع المدني، ليسفر عن ارتقاء آلاف الشهداء ربما كانت قد نجحت عمليات إسعافهم إذا نجح الاتصال.