التدهور والوضع الكارثي الذي آلت إليه الأمور جراء العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية والتنكيل والتعذيب وجرائم القتل والمجازر الدموية التي يمارسها جيش الاحتلال أصبح لا يمكن استيعابها او تحملها من قبل أبناء شعبنا في قطاع غزة وخصوصا الأطفال كونهم يفتقرون الى ادني مقومات الحياة وخاصة في ظل انعدام وصول المساعدات العلاجية ما يهدد حياة الكثيرين من المرضى والمصابين، عدا عن شح المواد الغذائية والتموينية ما ينذر بمجاعة حقيقية .
تتواصل جرائم الحرب الإسرائيلية حيث يمارس ويستبيح جيش الاحتلال بعدوانه كل مناطق قطاع غزة في اليوم 137 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى وارتكب الجيش الإسرائيلي تسعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 30 شهيدا وعدد كبير من الإصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الى 28,985 شهيدا و68,883 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي .
وانتشر الجوع بشكل كبير في غزة والشمال حيث أعلنت الصحة وفاة طفلة من بيت حانون جوعا في حين ظهر العديد من المواطنين وهم يأكلون من حشائش الأرض لسد جوعهم حيث ان المساعدات لا تلبي إلا خمسة بالمائة من احتياجات النازحين .
باتت مجمل الأوضاع في قطاع غزة تشكل خطورة بالغة ووضع كارثي وخاصة في ظل استمرار عمليات الاحتلال بمحافظة رفح مع تصاعد تهديدات حكومة التطرف الإسرائيلية بمواصلة عملياتها في رفح بالرغم من التحذيرات الدولية من ارتكاب المجازر كونها تخطط لاجتياح رفح التي يتواجد فيها أكثر من مليون ونصف نازح تكدسوا في جنوب القطاع، وهم وكامل سكان القطاع يتعرضون لأسوأ أنواع التعذيب والتنكيل والقهر النفسي والجوع وتفشي الأمراض والأوبئة وشح الدواء، إضافة إلى المجازر اليومية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال .
وتستمر أيضا بالمقابل انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين المنظمة والمسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومركباتهم ومنازلهم ومقدساتهم، والتي تسيطر على مشهد الحياة اليومي للمواطن الفلسطيني عامةً وفي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية بشكل خاص، كان آخرها إمعان قوات الاحتلال في استباحة المناطق الفلسطينية واقتحامها وتصعيد جرائم هدم المنازل خاصة في القدس الشرقية المحتلة ومطاردة الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) لتفريغها من أصحابها الأصليين وتخصيصها لصالح التوسع الاستعماري العنصري، وكذلك الاعتداءات الهمجية التي ترتكبها عناصر الإرهاب اليهودي المنتشرة على هضاب وتلال الضفة الغربية المحتلة كما حصل في الاعتداء على طفلين في مسافر يطا، وإقدام تلك العناصر بزيها الديني المتطرف على نصب حاجز عند مدخل بلدة عصيرة القبلية في نابلس والتنكيل ب 3 شبان بعد أن انزلتهم من مركبتهم، واستمرار مطاردة رعاة الأغنام في التجمعات البدوية بهدف تهجيرهم من أراضيهم كما يحصل بشكل دائم في مسافر يطا والاغوار.
لا بد من العمل على الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورفض التهجير القسري، وإنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بناء على حل الدولتين وأهمية اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عملية نحو محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها دون أدنى اعتبار للقيم والأعراف الدولية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، والذهاب الفوري إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية .