أجاد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في دقة توصيف الحرب الهمجية الهجومية لقوات المستعمرة الإسرائيلية على قطاع غزة أنها:
1- «ليست حرب جنود ضد جنود».
2- بل هي «حرب جيش على درجة عالية الاستعداد ضد نساء وأطفال»، ضد مدنيين.
3- «ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى من التاريخ، في الواقع سبق أن حدث فعلا، حين قرر هتلر قتل اليهود».
دقة الوصف البرازيلي، أخرج حكومة المستعمرة ووزير خارجيتها عن ادعائهم بالهدوء والاتزان، ووجهوا انتقاداً حاداً يوازي ما أصابهم من عُري وكشف حقيقة مشروعهم الاستعماري التوسعي العنصري على فلسطين وضد شعبها.
الصهيونية وأدواتها وروايتها استثمرت المحرقة النازية ضد اليهود الأوروبيين ووظفتها لدفع اليهود الأجانب وترحيلهم وتوطينهم في فلسطين، وإقامة مستعمرتهم على وطن الفلسطينيين، بعد أن ارتكبت المجازر البشعة ضد شعب فلسطين بعيداً عن الإعلام والمراقبة، وطرد نصف الفلسطينيين وتشريدهم خارج وطنهم عام 1948.
وظفوا الهولوكوست النازي ضد اليهود الأوروبيين، باعتباره حدثا مأساويا غير مسبوق، ويسعون لأن تبقى في الذاكرة كحدث سياسي فريد، حصلوا مقابله على ما يقارب 150 مليار يورو تعويضاً عن تلك المذابح، ولهذا يرفضون تشبيه أي حدث في العالم بما يوازي الهولوكوست، ففجرها الرئيس البرازيلي دا سيلفا وقال إن ما تقترفه قوات المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني ومدنييه بقتل عشرات الآلاف، شبيه بما فعله هتلر ضد اليهود الألمان والأوروبيين.
سقطت مقولة «حق -المستعمرة- للدفاع عن نفسها» لأن ما تفعله من جرائم بحق المدنيين والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وقصف المنازل وتدميرها على أصحابها، فاق أي فعل مسبق لأي طرف استعماري عنصري فاشي همجي، كما تفعله قوات المستعمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وسقطت مقولة أن جيش المستعمرة يلتزم بالقوانين والأعراف الدولية، بل ينفذ سياسة الاستقواء العدواني الاستعلائي العنصري العدواني ضد المدنيين، بهدف قتلهم وترحيلهم وتشريدهم، كما تحاول وتسعى وتهدف، وعملت على ترحيل أهالي قطاع غزة من مدن الشمال والوسط إلى منطقة رفح، وحشر أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني مشرد على حدود سيناء لعلها تفرض الحرج على مصر، التي تتعرض «للضغوط والإغراءات» لعلها تفتح حدودها للفلسطينيين المشردين، بهدف التخلص من العامل الديمغرافي السكاني العربي من على أرض فلسطين، كما حصل عام النكبة عام 1948.
المستعمرة تسعى لتهجير فلسطينيي القطاع إلى سيناء، ومن ثم تنقل السيناريو بهدف ترحيل أهالي القدس والضفة الفلسطينية إلى الأردن، وما يفعله وما أصدره وزير الأمن المتطرف العنصري المستوطن بن غفير ومعه وزير المالية سموترتش وبموافقة نتنياهو رئيس الفريق العصابي من منع فلسطينيي الضفة وفلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وفرض شروط تعجيزية بهدف منع تأدية الصلوات والاعتكاف والمرابطة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، لهو اعتداء واستفزاز سافر مقصود، لخلق التصادم والمواجهة غير المتكافئة بين قوات المستعمرة والمدنيين الفلسطينيين.
معركة حرية فلسطين وانتزاع استقلالها متواصل، مع استمرار تراكم خطوات هزيمة المستعمرة واندحارها، وها هي معركة غزة باهظة الكلفة والثمن من تضحيات الفلسطينيين، وفشل وإخفاق حكومة المستعمرة من تحقيق أهدافها في قطاع غزة، وما المظاهرات والاحتجاجات الأوروبية إلا إضافات تراكمية لصالح الانتصار الفلسطيني.