خاص - كتب رامز صبحي: بصوت باكي ملؤه الرعب والقلق تحدثت الطفلة حلا حمادة في مكالمة هاتفية مع عمها، من تحت الأنقاض ووسط الحصار الإسرائيلي لها، وهي مصابة جراء تدمير الاحتلال منزلا لجأت إليه مع والديها وأشقاءها الثلاثة الذين استشهدوا جميعا بالقرب منها، في مدينة حمد السكنية بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت الطفلة حلا حمادة لعمها في مكالمتها، أنا "عطشانة .. وقتيش بدكم تيجو .. تعالوا قبل ما تليل .. مطولين .."، لتنتهي بعدها المكالمة ومعها أخبار الطفلة التي أطلقت صرخة استغاثة يسكنها أمل أن تنجو من موت لحق بوالديها وأشقائها الأطفال الثلاثة أمام عيناها.
وعلى مدار عدة ساعات بقيت الطفلة وجزء من جسدها تحت الأنقاض وهي على تواصل مع عمها تبلغه بالصوت والرسائل تطورات ما حدث معها مستغيثة به أن يبلغ جميع الجهات لإنقاذها.
عندما هدم المنزل على العائلة سقط جزء من جدار على أطراف الطفلة حلا فيما كانت قادرة للحظات مع والدها قبل استشهاده.
وأبلغت الطفلة حلا بآخر كلمات والدها لها حيث قال، "سامحيني أنا أكثر من هيك مش قادر".
وتسكن عائلة الطفلة حلا في حي الإسراء 2 غرب مدينة حمد السكنية غرب خانيونس، والتي شهدت توغلا مفاجئًا من قوات الاحتلال مساء السبت الماضي بالتزامن مع شن أحزمة نارية مكثفة.
ومنذ توغلها في المنطقة فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على حي الإسراء ومدينة حمد وواصلت إطلاق النار والقصف الجوي والمدفعي وشرعت بعمليات تجريف وتدمير في المنطقة.
ووفق ما فهم من حديث الطفلة مع عمها، فإنها وأسرتها حاولت مغادرة منزلهم مساء الأحد الماضي وهم يرفعون الرايات البيضاء إلاّ أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاههم فعادوا إلى منزلهم.
وقال عم الطفلة: إن ابنة شقيقه أبلغته باستشهاد والدها حازم فؤاد حمادة (42 عاما) ووالدتها رجاء حسين حمادة، وأشقاءها الأطفال: زينب وباسنت وفؤاد.
وأفادت الفتاة، في تسجيل صوتي، أنها أصيبت بجروح جراء القصف الاسرائيلي وسقوط جزء من ركام المنزل على ساقها ويدها.
وجاء صوت الطفلة ضعيفًا مرتجفا وفي خلفيته يسمع صوت إطلاق نار وحركة آليات إسرائيلية وهي تقول: إنها تحت الأنقاض وبجوارها والدها ووالدتها وأشقاءها الشهداء.
وأضافت: أنا عطشانة أنا تعبانة الحديد والركام على رجلي، متسائلة: وقتيش بدكم تيجو (متى ستأتون).. تعالوا قبل ما تليل (يحل الظلام) .. تعالوا أنقذوني.
ويوضح عم الطفلة، أن الاتصال مع أسرة شقيقه حازم انقطع الساعة الثانية فجر أمس الاثنين، وبعد 20 دقيقة تلقى اتصال من ابنة شقيقه حلا التي أبلغته بما حدث.
وذكر أنه استمر في التواصل مع ابنة شقيقه ومحاولة طمأنتها وحثها على إخراج جسدها من تحت الأنقاض وأن آخر رسالة وصلت منها كانت الساعة العاشرة صباح الاثنين، قبل أن ينقطع الاتصال ولا يعرف ما حدث معها.
وفي رسالتها الأخيرة قالت حلا: "أنا بخير.. أمانة ساعدوني قبل الليل وأنا عطشانة والدم حولي".
وسبق أن أثارت الطفلة هند رجب تعاطف العالم باستغاثتها وهي محاصرة في سيارة مع عدد من أفراد أسرتها بعد استهدافهم من دبابة إسرائيلية في مدينة غزة، وبقيت عدة أيام قبل أن يعثر عليها شهيدة هي وجميع من معها في السيارة.