- الإعلام العبري: أهالي مختطفين في غزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو بالكنيست للمطالبة بإبرام صفقة تبادل سريعة
العملية الإرهابية التي استهدفت قاعة للاحتفالات الموسيقية في احد ضواحي موسكو، يوم الجمعة 22/3/2024، والتي أدت الى مقتل أكثر من 143 شخصاً وإصابة اكثر من مئة آخرين بجراح، والتي نفذتها مجموعة إرهابية من 4 أشخاص يضاف لهم سبعة آخرون عملوا على مساعدتهم، تلك العملية التي جرى فيها إطلاق النار بشكل عشوائي وقصدي بإتجاه المواطنين في تلك القاعة، بغرض القتل ، هذه المجموعة الإرهابية التي جرى اعتقال جميع أفرادها من قبل الأمن الروسي، ورغم الإعترافات التي قدمت من قبل المنفذين، وبأن لهم إرتباطات مع جماعة "داعش" الإرهابية، التي أصدرت بياناً تعلن فيه مسؤوليتها عن هذه العملية، ولكن هناك شكوك قوية بأن هناك أطراف لها علاقة بها داخل نظام زيلنسكي في اوكرانيا، خاصة وأنه حسب الحديث الروسي من قبل الرئيس بوتين، بأنه جرى تهيئة معبر لهروب المنفذين بإتجاه اوكرانيا، وبأن التوقيت الذي جرى فيه تنفيذ هذه العملية، والتحذيرات التي أصدرتها السفارة الأمريكية لرعايا دولتها بعدم إرتياد الأماكن العامة قبل تنفيذ تلك العملية، لأن هناك خشية وتوقعات تقول بإمكانية قيام جماعات إرهابية بتنفيذ عمليات في أماكن عامة، يدفع للقول بأن محاولة الولايات المتحدة للقول بان "داعش" هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تلك العملية، ربما يشير الى أن هناك علم او معرفة من قبل جهات في نظام زيلنسكي بالإضافة الى إمكانية أن تكون بصمات أخرى امريكية وغربية، حيث التحقيقات مع تلك المجموعة الإرهابية، ستبين الصلات لتلك المجموعة والعلاقات والجهة التي مولت وخططت ورسمت عملية التنفيذ، والتي تحرص أمريكا على حصرها في تنظيم "داعش" الإرهابي كجهة وحيدة متهمة، وأن العملية لم تأت على خلفية الصراع الروسي – الغربي الدائر على أرض اوكرانيا،لأنها تدرك جيداً أن الرد الروسي على تلك العملية، إذا ما ثبت تورط نظام كييف فيها، سيكون قاسيا جداً، وسيتخطى كل الخطوط التي وضعتها روسيا لنفسها للعملية العسكرية في اوكرانيا ، وربما يطال رأس النظام، والرئيس الروسي السابق ميديفديف ونائب رئيس المجلس القومي الروسي قالا "الموت بالموت"، ليس فقط لمن شارك ، بل ولمن أرسل وخطط ودرب ومول، مما يجعل التشكيك في الرواية الأمريكية عاليا بحصر الإتهام في هذه العملية الإجرامية فقط بـ "داعش" هو أن "الولايات المتحدة الأميركية بدت، بصورة واضحة، أنّها تستخدم شمّاعة "داعش" للقيام بأعمالها القذرة، سواء في روسيا أو في الشرق الأوسط".
وكذلك بالنظر الى العامل الجغرافي، فإن معظم العمليات الإرهابية التي كانت تنفذ ضد روسيا تاتي من المناطق الجنوبية، مثل القوقاز وآسيا الوسطى، ولكن هذه العملية أتت من المنطقة الشمالية القريبة من دول أوروبا الشرقية واوكرانيا، وكذلك أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت ، بأن القدرات اللوجستية الكبيرة، ليس من السهل نقلها من مسافات بعيدة، وكذلك القدرات التدريبية العالية لهذه المجموعة، وكذلك لا يوجد اشتباك مباشر مع روسيا لـ"داعش"، بل الإشتباك المباشر مع أمريكا التي تقول بأنها قتلت عددا من قادتهم.
ومن ناحية أخرى لعل حصر المسؤولية عن هذه العملية الإجرامية والوحشية بجماعة" داعش"، ربما الهدف منه نقل الإهتمام الدولي وغيره عن ما يجري في قطاع غزة، وما تقوم به " اسرائيل" من جرائم وحصار وتجويع متعمد للمدنيين نحو هذه العملية الوحشية التي نفذتها "داعش"، كونها واحدة من الجماعات التي تتبنى فكرا تكفيريا وتختطف وتوظف الدين الإسلامي لخدمة من يعملون على تشغيلها وتمويلها، ونحن شاهدنا كيف جرت محاولة "تدعيش" حركة المقاومة الإسلامية حماس في معركة 7 اكتوبر من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون، وهذا من شأنه المساواة بين حركة حماس و"داعش" كتنظيمات إرهابية، وبالتالي وسم الإسلام بالإرهاب.
وكذلك لا بد من القول بأن الجماعات الإرهابية، من "داعش" و"نصرة" و"قاعدة" ومتفرعاتها وغيرها من المنتوجات الإرهابية، التي جرى توظيفها وتشغيلها وتمويلها وتسليحها من قبل قوى دولية وإقليمية وعربية وقفت على رأسها أمريكا وتركيا. فتركيا هي المشغل والحامي لتلك الجماعات، وتمدها بالسلاح والمال، وتوفر لها الجغرافيا الآمنة، من خلال إحتلال جزء من الأراضي السورية في منطقة ادلب وأريافها ، من أجل خلق حالة من عدم الإستقرار الأمني والسياسي في أكثر من دولة، وخاصة سوريا والعراق وليبيا، وكذلك جعلها تعيش حالة من الإستنزاف الداخلي، بما يمنع من تعافيها وسيطرتها على مواردها، وبالتالي أن تصبح معادية للمشاريع والمخططات والأهداف الأمريكية في المنطقة.
العملية أتت في توقيت مشبوه، مباشرة بعد إجراء الإنتخابات الروسية، التي جرت بسلاسة وبمشاركة شعبية واسعة، فاز فيها الرئيس الروسي بوتين بأغلبية ساحقة (87)% من الأصوات، للمرة الخامسة، كإحتفاء شعبي بهذا الرئيس الذي نجح في منع إسقاط روسيا مالياً عبر بوابة العقوبات المالية الأوروبية والأمريكية القاسية، وكذلك نجح في إحتواء الحرب التي قادها "الناتو" ضد روسيا بالإختباء خلف أوكرانيا.
بوتين قاد روسيا نحو نهوض إقتصادي جعلها تزاحم اليابان على الموقع الرابع إقتصاديا، وكذلك في الجانب العسكري باتت روسيا تتبوأ الموقع الأول عالمياً، وخاصة فيما يتعلق بأسلحتها النووية الإستراتيجة وصواريخها الفرط صوتية.
وروسيا التي كانت تستعد لكي تحتفل بالنصر، بعد أن وصل الجيش الأوكراني الى حد الإنهيار، وتحقيق روسيا لإنتصارات استراتيجية، جاءت هذه العملية الإرهابية التي خطط لها في دوائر مظلمة تعرفها أمريكا وبريطانياً جيداً، من وجهة اكثر من خبير ومحلل عسكري وسياسي، تريد القول للروس بأن احتفالكم بالنصر مبكر عليه، وسنغرقككم بعمليات إرهابية تستنزفكم داخلياً وتمنع إنتصاركم، وبالنسبة لأوكرانيا عليكم التفاوض معنا مباشرة من أجل إقتسام أوكرانيا.
هذه العملية الإرهابية والوحشية التي لن يتأخر الرد الروسي عليها، وربما عبر تصعيد عسكري غير مسبوق في اوكرانيا وسوريا، بضرب أوكار وقواعد ومقرات البنية الإرهابية في هاتين الدولتين، وهي قد تدفع بروسيا الى شن حرب شاملة على اوكرانيا، لكي تحسم هذه الحرب بشكل نهائي وتعلن إنتصارها، او ربما اذا ما سعى "الناتو" الى توريط جيشه مباشرة في الحرب على روسيا، من خلال التواجد في اوكرانيا، كما قال الرئيس الفرنسي ماكرون، حيث جرى نفي هذه النية من أكثر من دولة اوروبية، منها المانيا وايطاليا، ولكن اذا ما فرضنا أن "الناتو" قد يتورط في هذه الحرب بشكل عسكري مباشر، فهذا سيضع العالم أمام حرب نووية، وحرب عالمية ثالثة مدمرة.