اليوم الخميس 07 نوفمبر 2024م
عاجل
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز دير شرف
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة نعلين غرب رام الله
  • اندلاع اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في محيط مخيم نور شمس بطولكرم
قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز دير شرفالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة نعلين غرب رام اللهالكوفية اندلاع اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في محيط مخيم نور شمس بطولكرمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة نعلين غرب رام اللهالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف محيط الفخاري جنوب شرق مدينة خان يونسالكوفية إعلام الاحتلال يعلن إصابة جنود بجروح خطيرة ومتوسطة بنيران مقاومين في مدينة جنينالكوفية مراسلنا: انسحاب كامل لقوات الاحتلال من جنين ومخيمها بعد عملية عسكرية استمرت ٢٤ ساعةالكوفية قوات خاصة تقتحم حي أم الشرايط بمدينة رام اللهالكوفية الاحتلال يقتحم قرى بالشعراوية شمال طولكرمالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف وسط وشرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم ضاحية شويكة بمدينة طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة البيرةالكوفية تطورات اليوم الـ398 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية إصابة برصاص الاحتلال في بلدة اليامونالكوفية مراسلنا: إصابة شاب برصاص الاحتلال في دوار اليامون بجنينالكوفية دلياني: تصريحات أعضاء الائتلاف الحاكم المطالبة بعودة الاستيطان الاستعماري إلى غزة تكشف عن تجذُّر الدعم المجتمعي لسياسات الإبادة والتطهير العرقيالكوفية تطورات اليوم الـ397 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف بشكل متواصل مناطق مختلفة شمال قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم حوسان غرب بيت لحمالكوفية اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال عند مداخل بلدتي كفر دان والسيلة الحارثية في جنينالكوفية

لن تهزموا إنسانيتنا

11:11 - 27 مارس - 2024
جمال زقوت
الكوفية:

في أحد المشاهد التي عرضها نشطاء "السوشيال ميديا" ظهرت عشرات، وربما مئات القطط، في باحة مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، وهي تركض بصورة هستيرية تبحث عن بقايا طعام، أو ربما بقايا جثث لم تُوارى التراب . مشهد لوحده كفيل بإظهار المجاعة التي تضرب حياة الناس في قطاع غزة بفعل حرب الابادة، وهذه المرة بسلاح التجويع الفتاك.

كما وثقت الروايات العالمية في معظم الحروب غير العادلة ضد الإنسانية، فقد أظهرت الحرب على شعبنا مدى طاقة الحب الكامنة في قلوب أطفال غزة، فعشرات المشاهد وثقت أطفالاً يحرصون على حماية قططهم من الموت، بل ويحملونها بين ضلوعهم في رحلة النزوح كما لو كانت قطعة من أجسادهم، وجزءاً لا ينفصل عن حياتهم التي يطاردها القتل والموت في كل زاوية. إلا أن هذا التجويع وشح الغذاء والماء لم يحل دون أن يتقدم أحد هؤلاء الأطفال الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد ظهر مرتدياً رمز السلام على بلوزته الرثة ، وهو يحمل علبة مرتديلاً ليطعم بها القطط الجائعة حيث ألقى به النزوح مع عشرات القطط فريسة للجوع .

لعل الرسالة العفوية التي أرادها هذا الطفل، أو من وثق عطفه على القطط، بأن أطفال وأهل القطاع ورغم مشاهد الموت التي أرادت سلب إنسانيتهم قبل اقتلاعهم من بيوتهم وأرضهم، لن يسمحوا للغزاة القتلة أن يصادروا إرادتهم في الحياة، وأنهم سيتقاسمون كسرة خبزهم وما تيسر من غذاء مع قططهم تمسكاً وتأكيداً على إنسانيتهم التي باتت تحرك الإنسانية على اتساع الكون.

ما يمارسه الغزاة من تجويع وقتل الجوعى باستهدافهم المتكرر هي رسالة الموت، بأن لا حياة لكم هنا، إلا أن مشهد الطفل وهو يشارك ما تيسر له من طعام مع القطط الجائعة هي رسالة النصر الأقوى التي تقول لمجرمي حرب الابادة بأن هنا حياتنا وهذا وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وسنظل هنا نزرع العنب والزيتون ونطعم قططنا إلى الأبد، تماماً كما وثقت أحدى الڤيديوهات طفلاً يزرع نباتات خضراء عند حافة الخيمة التي نزح اليها، وظل يرعى هذه النباتات بما تيسر له من ماء.

هذه قصة الفلسطيني الذي تشرَّب حكاية النكبة في مخيمات القطاع، وكيف قاوم أجداد هؤلاء الأطفال جريمة الاقتلاع في مخيمات البؤس التي باتت معاقل الثورة والانتفاضات. فبعد خمسة وسبعين عاماً على النكبة التي قذفت------ بأبو إياد الفلسطيني------- الذي أرادوه بلا هويه، وأبو جهاد الذي غادر بيته طفلاً ليعود إلى كل بيت بكاه شهيداً في فلسطين وحمل نعشه على الأكتاف في مخيمات اللجوء، وذات الأمر لجورج حبش ابن اللد وضمير الثورة، وأحمد ياسين الذي هاجر طفلاً من قرية الجورة، وإدوارد سعيد أحد أبرز قادة الفكر الإنساني ، وياسر عرفات أبو الوطنية الفلسطينية، بعد هذه السنوات الطويلة من الصراع على الهوية والرواية أدركت إسرائيل الصهيونية أنها لن تنجح في الغاء الوطنية الفلسطينية التي يتوارثها الناس كمكون جيني في دمهم النازف. هذا ربما ما يفسر غريزة عنصرية المجرم الدموية الذي يستهدف الأطفال في أحضان أمهاتهم والأجنة في بطونهن، والخدج في حضّاناتهم. إنها جريمة الابادة بما تفضح ذعر الغزاة المجرمين من أطفال اليوم.. قادة المستقبل، وهم يتشربون الوطنية بالفطرة في مواجهة الإجرام والاقتلاع . إلا أنهم وكما ظهر ذلك الطفل يطعم القطط الجائعة، يختزنون في قلوبهم إنسانية تعري عنصرية هؤلاء الغزاة، فلا بد لها أن تنتصر .

لقد حركت حرب الابادة ما كان مسكوتاً عنه على مدار ما يقارب قرناً من التضليل المنظم والتطهير العرقي، حيث احتكرت رواية الغزاة المشهد الكوني، وكادت أن تنجح، لولا مشاهد البطولة الإنسانية في مواجهة ذعر المجرمين، ومشاهد الحياة في مواجهة الموت وعنصرية التمادي في محاولة الاطاحة بإنسانية الفلسطيني، بما في ذلك محاولات احتكار واستثمار كارثة الهولوكوست في صناعة كارثة النكبة، الأمر الذي كما يبدو أيقظ وما زال يوقظ الضمير الإنساني الذي يقف دوماً على ضفة الحياة من التاريخ، بما في ذلك في أوساط واسعة من اليهود ضحايا الهولوكوست الذين يرفضون تكرار ما جرى ضدهم بأن يتم باسمهم ضد إنسانية الفلسطيني. هذه حتمية التاريخ التي بحاجة لمن يحركها، فلا يكفي أن تكون دماء أطفالنا هي من يحرك عجلة هذا التاريخ الإنساني. فمن حق من يقفوا على مسار الكرامة الإنسانية في التاريخ أن يسألوا: أليس من حق هذا الشعب الذي يصوب تشوهات وزيف ما كاد أن يبدو أنه الحقيقة، ويُظهر مجدداً بصورة جلية مكانة العدالة في الفكر الإنساني، بأن تكون له قيادة جادة بحجم تضحياته العظيمة، وليس مواصلة تسول الفتات ؟!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق