العيد شعيرة إسلامية جعلها الله لتكون يوم فرح وسرور للناس . لكن عيدنا هذا العام جاء في ظل مأساة كبرى حلت على أهلنا في غزة هاشم، نتيجة عدوان دولة الاحتلال الذي له أكثر من نصف سنة . فعيدنا هذا أتى ودولة الاحتلال ترتكب الموبقات بحق البشر والحجر والشجر، في ظل عون ومساعدة دولية كبيرة وعلى كافة الصُعد وكأن الذي يحصل من هذا الاحتلال هو ضد جماد وليس ضد بشر ، ليؤكد هذا الحال أكذوبة حقوق الإنسان التي يتغنى بها هذا العالم المتواطئ في الحرب على الناس العُّزل في غزة. وعيدنا هذا يأتي وما زالت الأمة مشتتة متنافرة وتنفرد بها قوى الشر قطعة قطعة ولذلك إذا بقي حال الأمة هكذا فلن تكون غزة القطعة الأخيرة التي يتم التفرد بها
أمام تغول وبطش قوى الشر سنبقى ندفع الثمن الغالي من دمائنا وأرواحنا وكرامتنا وأمننا ، فلذلك كان حقا على الأمة أن تعيد النظر سريعا وعاجلا في حالها وفي سبيل وطريق خلاصها ونهضتها وعودتها أمة عزيزة كريمة مصانة.
فعيد غزة هذا كان مؤلما وأكبر مما نتصور ، لكن ما يسر النفس ولو قليلا هو ما يُظهره أهل غزة من روح تحد عالية وصبر على شلال الدماء المُسال وعلى الإبادة التي يتعرضون لها ، وهذا أيضا إثبات آخر أن أهل فلسطين وأبناء الأمة قاطبة لن يتنازلوا عن هذه الأرض للمحتل مهما حل عليهم من بطش وقتل ودمار .
رغم مرارة الحال ووجعه وسوء الأوضاع يبقى هذ عيد له مكانته، ووجب علينا فيه أن نعظّم شعائر الله وما رأيناه من أهل غزة المكلومين من تعظيم لشعائر الله في هذا العيد إلا رسائل للجميع، أن أهل غزة مهما أصابهم فهم أهل صبر وإيمان وتضحية .
حقا علينا أن نبتهل للمولى عز وجل أن يجعل عيدنا القادم يأتي وقد رفع الغمة عن غزة وأهلها وسائر بلاد المسلمين، وأن يعيدنا أمة واحدة متحدة في كيان سياسي واحد، يقوم على أساس عقيدة الأمة ومبدئها فتحتفل الأمة بأعيادها كأمة واحدة محفوظة مصانة ومتحررة كافة ديارها.