تشهد الجامعات الأمريكية الكبرى، أنشطة طلابية قوية احتجاجاً على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمشاركة الأمريكية الرسمية فيها.
وكان مسلمو أمريكا هددوا بأنهم لن يصوتوا لبايدن، إذا ما وضع توقيعه على المساعدات المالية الضخمة التي أقرّها الكونجرس، والبالغة ما يزيد عن ستة وعشرين مليار دولار، والتي تضاف إلى المساعدات التي قُدمت على مدى أشهر الحرب، ذلك يعني أن حرب الإبادة التي وصفها السيناتور ساندرز بالمروعة هي حرب أمريكية بالأساس.
دعونا نذهب في التوقعات إلى حد اعتبار الاحتجاجات والمواقف والمبادرات المناوئة للدور الأمريكي في الحرب على غزة على أنها ستتطور لتصبح بيضة القبان في فرص نجاح بايدن في الانتخابات القادمة، فما الذي يعنيه ذلك؟
في حال سقوط بايدن فسيكون ما حدث له درساً لكل من سيترشح في الانتخابات، جمهورياً كان أم ديموقراطياً، إذ سيضطر بحكم مصالحه الانتخابية أن يضع في اعتباره وجود قوة جديدة وفعالة ومتنامية تعارض الحرب وتحاكم أي مرشح أمريكي على دوره فيها.
ولأن الإدارة تسحب من مال دافع الضرائب مبالغ طائلة تمس مستوى حياته كي تمول فيها الحروب التي أشدها دموية ولا أخلاقية حروب إسرائيل، فسوف يكون طلبة أمريكا ومسلموها وبعض يهودها قوة التغيير في الرأي والمزاج العام الأمريكي نحو مبدأ العدالة وحقوق الإنسان التي تتوغل إسرائيل في اهداره والاعتماد على الدعم الأمريكي لمواصلته.
نتنياهو صب الزيت على النار حين أصدر أوامره للإدارة بقمع المحتجين الذين وصفهم باللاساميين، كان ذلك واقعياً في زمن مضى أمّا الآن فقد صار اتهاما يطال أعضاء كونجرس وشخصيات أمريكية وازنة، ما صوّر للأمريكيين والعالم أن بلدهم تحولت من مرتع للصهيونية إلى مرتع للاسامية والفضل في ذلك كله يعود للثنائي بايدن ونتنياهو.