انقسمت إسرائيل من القاعدة إلى القمة على الموقف من المبادرة المصرية الهادفة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، يتيح عملية تبادل تعطلت لشهور، بفعل سعي نتنياهو لما يسيمه بالنصر المطلق.
الجمهور المؤيد لإجراء صفقة التبادل استناداً للمقترحات المصرية، لا يتوقف عند ذوي المحتجزين في أنفاق غزة، بل اتسع ليصل إلى قمة القرار السياسي "الكابينت" الذي ظهر أن لا دور له في القرار النهائي، الذي يتحكم به نتنياهو جملة وتفصيلاً.
الزيارة السابعة أو الثامنة التي قام بها بلينكن لإسرائيل، والاتصالات الهاتفية المتكررة التي أجراها الرئيس بايدن مع زعماء "المحاولة" واتصاله كذلك بنتنياهو، يبدو أنها لم تفلح في ثني نتنياهو عن موقفه الأساسي الذي يعتبر اجتياح رفح مفصلاً رئيسياً في حياته السياسية، وتتويجاً لابد منه لحربه الشخصية على غزة، لقد وضع نقاطه على حروف بلينكن وبايدن سواء تمت الصفقة التي تعمل عليها مصر أو لم تتم، فإن اجتياح رفح هو أساس سياسته في المرحلة المقبلة.
هو بحاجة إلى ذريعة "معقولة" لتنفيذ عملية اجتياح رفح ولا يخفي رهانه على كلمة "لا" من حماس، كي يحرر نفسه من الضغوط الداخلية والخارجية.
حماس مطلوب منها أن تزن الموقف بميزان من ذهب، وهذا ما يتوقعه منها كل الذين يتطلعون إلى كبح جماح نتنياهو وفريقه من أمثال بن غفير وسموتريتش ومن هم على شاكلتهم.