- صافرات الإنذار تدوي في عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلة
قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، إن جيش الاحتلال والمستعمرين وبعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذوا 16,663 اعتداء، طالت أراضي وممتلكات الفلسطينيين، مستغلة ظروف الحرب والعدوان الذي تشنه على شعبنا في قطاع غزة وفي كل أماكن الوجود الفلسطيني من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأضاف شعبان في تقرير صدر عن الهيئة، بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أن اللافت اليوم أن سلوك دولة الاحتلال لم يعد يستهدف المناطق المصنفة "ج" وحسب، بل تمددت الإجراءات لتطال المناطق المصنفة "ب"، بإعلانات تلغي ما بقي من اتفاقيات سياسية، وتتحدى من خلال ذلك الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن، والموقف الموحد للعالم الذي يدين الاستيطان، ويدين سلوك الدولة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية.
وتابع: أن دولة الاحتلال وهي تمارس البلطجة على الأرض الفلسطينية، لا تعتدي على المقدرات الوطنية الفلسطينية وحسب، بل تعتدي على الموقف الدولي، والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعل مسؤوليتها مضاعفة إزاء ما يحدث.
وأشار شعبان إلى أن هذه اللحظة الفارقة من عدوان الاحتلال على الأرض الفلسطينية، والإنسان الفلسطيني، تتطلب وبشكل عاجل حماية دولية، تضمن ردع وحشية الاحتلال ولجم إرهاب المستوطنين المرعي من مؤسسات دولة الاحتلال الرسمية.
وأضاف أن مجمل السياسات والإجراءات الاستعمارية التي تنتهجها دولة الاحتلال هي محض خطوات مخطط لها مسبقا وتم التستر بستار الحرب وبالحالة الأمنية من أجل تنفيذها والعمل على حسمها، من خلال حاضنة تشريعية يتم إنجازها للمشروع الاستيطاني، فمن جهة يتم إجراء تغييرات جوهرية وغير مسبوقة في هيكلية أداة حكومة الاحتلال في الضفة الغربية ما يسمى "الإدارة المدنية"، وهو التغيير الذي لا يعفي الشكل السابق من كونه أداة استعمارية وجدت لترسيخ الاحتلال والسيطرة على الأرض، مبينا أن طبيعة التغييرات التي تم إنجازها على الصعيد الهيكلي مثل استحداث منصب نائب رئيس "الإدارة المدنية" يتولاها شخص مدني بخلفية أيديولوجية يمينية استيطانية، ثم منحه صلاحيات غير محدودة، ثم تعيين مدير جديد لمجلس التخطيط كان يعمل في مجلس استيطاني (شومرون/شمال الضفة)، وسحب صلاحيات تخطيطية من السلطة الوطنية الفلسطينية ومنحها للاحتلال وتحديدا في المناطق المصنفة "ب"، وبادية بيت لحم الشرقية الممتدة من جنوب القدس وحتى شمال الخليل بمساحة 167 كم2، تظهر نية الاحتلال الحقيقية حول هدفها الاستراتيجي الذي يجري العمل على إنجازه من خلال الاستيطان والعبث والتقطيع الممنهج للأرض الفلسطينية وهو إعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
وبين شعبان أن أبرز ملامح مرحلة بعد العدوان الرهيب هو حالة تسريع الوتائر التي تنفذها دولة الاحتلال، فقد سرعت دولة الاحتلال وتائر إجراءاتها الاستيطانية الاستعمارية على الأرض، فمن ناحية، زادت في عمليات مصادرة الأراضي، ومن ناحية أخرى، سرعت في عمليات دراسة مخططات التوسعة للمستعمرات في الأرض الفلسطينية، وكذلك في مسألة بناء البؤر الاستيطانية الرعوية، كل هذا يجري بستار الحرب وبستار قوانين الطوارئ التي تم تمكين المستوطنين من خلالها بالسلاح وبالتشريعات التي تحرم الفلسطيني حتى من إمكانية الدفاع عن نفسه.
وقال شعبان إن دولة الاحتلال تسترت بستار العدوان الرهيب على شعبنا في قطاع غزة بتنفيذ عمليات استيلاء ممهنجة للأرض الفلسطينية طالت 52 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، منها 25 ألف دونم تحت مسمى تعديل حدود محميات طبيعية، و24 ألف دونم من خلال 7 أوامر إعلان أراضي دولة في محافظات القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم، 1233 دونما من خلال 52 أمرا لوضع اليد لأغراض عسكرية هدفت لإقامة أبراج عسكرية وطرق أمنية ومناطق عازلة حول المستعمرات.
وبيّن شعبان، أن دولة الاحتلال بدأت فعلاً بإنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات من خلال جملة من الأوامر العسكرية، بلغ عددها 12 منطقة عازلة حول المستعمرات، تركز معظمها في شمال الضفة الغربية وتحديدا محافظتي سلفيت ونابلس، في حين فرضت منطقتين في محافظة رام الله والبيرة والأخيرة في محافظة بيت لحم، محذرا من تمدد هذا الإجراء ليشمل مستعمرات أخرى، وبالتالي عزل المزيد من الأراضي ومنع المواطنين من الوصول.
وأضاف أنه وبعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر درست الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال ما مجموعه 182 مخططا هيكليا لغرض بناء ما مجموعه 23267 وحدة استعمارية على مساحة 14 ألف دونما جرت عملية المصادقة على 6300 وحدة منها، في حين تم إيداع 17 ألف وحدة استعمارية جديدة.
وتركزت هذه المخططات في محافظة القدس بـ65 مخططا هيكليا، منها 25 مخططا خارج حدود البلدية و65 مخططا داخل حدودها، تليها محافظتي سلفيت وبيت لحم بـ22 مخططا هيكليا لكل منها.
وأضاف شعبان أن المستعمرين قاموا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبحماية من جيش الاحتلال، بإنشاء 29 بؤرة استعمارية تركزت في محافظة الخليل بـ 8 بؤر، ورام الله بـ 6 بؤر، وبيت لحم بـ 4 بؤر، و3 أخرى في نابلس، إضافة إلى شق 7 طرق لتسهيل تحرك المستعمرين وربط بؤر بمستعمرات قائمة. مضيفا أن دولة الاحتلال قررت تسوية أوضاع "شرعنة" 11 بؤرة استعمارية وتحويلها إلى مستعمرات أو أحياء استيطانية تتبع لمستعمرات قائمة، وأحالت ما مجموعه 9 بؤر أخرى لإجراءات الشرعنة.
وأشار شعبان إلى أنه ومنذ السابع من أكتوبر نفذ جيش الاحتلال ومليشيات المستعمرين ما مجموعه 16,663 اعتداء، تركزت في محافظة الخليل بـ 2813 اعتداء، ثم محافظة القدس بـ2771 اعتداء، ثم محافظة نابلس بـ 2322 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون ما مجموعه 2777 اعتداء، تركزت في محافظات نابلس بـ 771 اعتداء، ومحافظة الخليل بـ 648 اعتداء، وتسببت هذه الاعتداءات باستشهاد 19 مواطنا فلسطينيا على يد مستعمرين.
بين شعبان، أنه وبعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أقدم الجيش والمستعمرون على التسبب بقصدية كبيرة على إشعال ما مجموعه 275 حريقاً في ممتلكات وحقول المواطنين كان آخرها الحريق والاعتداء على قرية جيت شرقي قلقيلية، وهذه الاعتداءات تركزت في محافظات نابلس بـ 120 حريقا، ثم رام الله بـ 42 حريقا وجنين بـ 26 حريقا. وتنوعت هذه الحرائق ما بين 79 حريقا طالت أراضي وحقول ومزروعات المواطنين، في حين استهدفت 196 حريقا ممتلكات المواطنين، من شقق سكنية ومبان وسيارات وغيرها.
وقال شعبان إن أبرز أشكال هجمات المستعمرين خطورة تلك المتمثلة بالبيئة القسرية الطاردة التي بات يفرضها هؤلاء، ما يؤدي إلى تهجير العشرات من التجمعات البدوية، مضيفا أن هذا المخطط هو مخطط دولة، تم إيكال مهمة تنفيذه للمستعمرين المستوطنين الذين هددوا المواطنين بالسلاح وحرموهم من مساحات الرعي والمياه.
وأدت إجراءات الاحتلال وإرهاب مليشيا مستعمريه إلى تهجير 28 تجمعا بدويا فلسطينيا تتكون من 292 عائلة تشمل 1636 فردا من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، كان آخرها تهجير تجمعات وادي الفاو وأم الجمال في الأغوار الوسطى وسيطرة المستعمرين على الموقع.
وبيّن شعبان، أن اعتداءات مليشيات المستعمرات وفي استهداف ممنهج للشجرة الفلسطينية لا سيما شجرة الزيتون، أدت لاقتلاع وتحطيم وتضرر ما مجموعه 14280 شجرة معظمها من أشجار الزيتون، كان لمحافظات نابلس وبيت لحم والخليل ورام الله النصيب الأكبر منها، مضيفا أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغت حتى اللحظة ما مجموعه 872 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها أكثر من 156 بوابة حديدية جرت عملية وضعها بعيد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وأشار شعبان إلى أن سلطات الاحتلال نفذت منذ السابع من أكتوبر ما مجموعه 689 عملية هدم في تصاعد كبير وخطير لإجراءات الاعتداء على المباني الفلسطينية، موضحا أن عمليات الهدم طالت 868 منشأة، بينها 373 منزلا مأهولا، 89 منزلا غير مأهول، و241 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات القدس بـ 221 منشأة، والخليل بهدم 204 منشأة فيها ثم محافظة نابلس بهدم 92 منشأة.
وبيّن شعبان، أن سلطات الاحتلال قامت بتوزيع 630 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية تركزت في محافظة الخليل وقلقيلية ونابلس وأريحا، مضيفا أن من بين الإخطارات 10 إخطارات إدارية تم تسليمها لأهالي قرية المالحة في برية بيت لحم الشرقية، وهي من المناطق المصنفة "ب"، مشددا على أن هذه الخطورة تنطوي على سابقة خطيرة تطال البناء الفلسطيني في المحمية الطبيعية التي تخضع للولاية التخطيطية لدولة فلسطين.