الكوفية:نيويورك - طالب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، المجتمع الدولي بالضغط على الأمم المتحدة لمعاقبة "إسرائيل" وعزلها بالكامل في حال لم توقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأكد المقرر الأممي على ضرورة فرض قيود مالية واقتصادية على حكومة الاحتلال، إذا لم يتم محاسبتها دوليا.
ولفت "فخري" إلى أن الفلسطينيين بقطاع غزة وخاصة الأطفال يقتلون ويموتون من الجوع أمام العالم، مشيرا إلى أن بعض دول الغرب تتساوق مع الإدارة الأمريكية في مشاهدة ما يحدث في فلسطين دون أن تحرك ساكناً.
وأشار المقرر الأممي على أن هناك نظام عنصري إسرائيلي يتفوق على الإنسانية التي يحتاج إليها الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن أمريكا وعددا من الدول الغربية تمنح إسرائيل الغطاء السياسي وتقدم لها كل الدعم رغم ازدياد الوضع سوءا بقطاع غزة والضفة الغربية.
ولفت "فخري" إلى أن "إسرائيل" تسعى لضم كل الأرض الفلسطينية بارتكاب أبشع الجرائم وممارسة الإبادة الجماعية.
وتعقيبا على حال منظمات الأمم المتحدة في ظل الحرب التي تشنها "إسرائيل"، بيّن "فخري" أن هذه المنظمات لم تتعرض للأذى والضرر في أي صراع في العالم كما تعرضت له في قطاع غزة.
وأوضح أن الهجمات الإسرائيلية شملت موظفي "الأونروا" للحد من استمرارها في القيام بواجباتها تجاه اللاجئين.
وفيما يخص حرب التجويع بقطاع غزة، صرح أنه للمرة الأولى في التاريخ الحديث تمارس دولة حرب التجويع كما تمارسها "إسرائيل" ضد المواطنين في غزة، مشددا على ضرورة وضع الأمم المتحدة حداً لاستخدام "إسرائيل" سياسة التجويع كسلاح بالحرب.
ووضّح أن الاحتلال خلق المجاعة في قطاع غزة من خلال تدمير النظام الغذائي أولاً قبل منع دخول شاحنات المساعدات الغذائية ومهاجمة صيادي الأسماك ورعاة الأغنام والمزارعين.
وردا على ادعاءات الاحتلال بشأن منع دخول المساعدات لقطاع غزة، أشار "فخري" زيف الادعاءات الإسرائيلية، لافتا إلى أنها مجرد حجج واهية وكاذبة؛ للتنكر لحق المواطنين بإدخال الغذاء والأدوية لهم.
وتابع "إسرائيل تحاول منع دخول المياه إلى قطاع غزة وتقوم بتبرير ذلك باستخدام لغة الحرب التي تؤكد أن كل شيء في القطاع أصبح مستهدفاً من قبل حكومة الاحتلال".
وبشأن الموقف الأمريكي من الإبادة الجماعية بقطاع غزة، قال "فحري": "نحن على تواصل مع مسؤولين أمريكيين، وهم لا يصغون لنا رغم أنهم يدركون حقيقة ما يحدث في قطاع غزة.
وأردف "لا يمكن تعليق أي آمال على هؤلاء المسؤولين الذين لم يغيروا موقفهم من الحرب"، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية الاستمرار بالضغط عليهم لثنيهم عن مواقفهم الداعمة لـ "إسرائيل".
وحول إتخاذ إجراءات لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة بغزة، علَّق "فخري": إن الفيتو الأميركي يمنع مجلس الأمن من التحرك ضد إسرائيل، وبالتالي لم يتم اتخاذ أي خطوة لوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".
وتابع المقرر الأممي: "الأمل السياسي الآن معلق على الجمعية العامة بالأمم المتحدة التي مررت قراراً هاماً أكدت فيه على ما جاء بالفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي وغير قانوني".
وفي السياق ذاته، أكد "فخري" على أهمية قرار محكمة العدل الدولية بإنهاء الاحتلال ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتتواصل الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 379 تواليا، إذ تصاعدت وتيرة الاستهدافات بمناطق القطاع كافة، بينما تكثفت بشكل كبير على مخيم جباليا شمال القطاع، في ليلة وُصِفت بـ"الأصعب" منذ بداية الحرب.
وتدخل مناطق شمال قطاع غزة اليوم الـ 15 للحصار الخانق والقصف الجوي والمدفعي، حيث يتركز آنفاً على مخيم جباليا، الذي راح ضحيته أكثر من 450 شهيداً منذ أسبوعين.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 42,500 شهيد، و 99,546 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفقا لمعطيات وزارة الصحة الفلسطينية.