- مراسلنا: عملية الدهس قرب غوش عتصيون استهدفت جنودا في جيش الاحتلال
- عملية دهس قرب مفرق عتصيون شمال الخليل
القدس المحتلة – أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن جرائم الاختطاف والنقل القسري التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والقدس وسائر أنحاء الضفة الفلسطينية المحتلة تمثل انتهاكاً فاضحاً لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية. وشدد على أن هذه الجرائم، التي تأتي في تحدٍ صريح لأحكام المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، تشكّل خرقاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر بشكل قاطع نقل السكان المدنيين من الأراضي المحتلة إلى أراضي القوة القائمة بالاحتلال.
وأوضح دلياني أن هذه الممارسات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وفقاً لما ورد في المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واصفاً إياها بأنها تعكس استهتاراً منهجياً من دولة الاحتلال بالقانون الدولي وتكرّس سياسات الاضطهاد بحق شعبنا الفلسطيني. وأضاف: "هذه الانتهاكات ليست مجرد تجاوزات قانونية، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تستهدف كسر إرادة صمودنا."
وأشار دلياني إلى الظروف الكارثية التي يعانيها الأسرى في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، ومنها معسكر "عوفر"، حيث يتعرض أكثر من 1700 أسير لظروف قاسية تشمل التعذيب المنهجي، الاكتظاظ الشديد، والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية. وبيّن أن الأسرى يُجبرون على تحمل معاناة نفسية وجسدية مروعة تتضمن تقييدهم لساعات طويلة، والضرب الوحشي، والتجويع، وفق تقارير حقوقية موثوقة. ووصف دلياني هذه الممارسات بأنها "استراتيجية تتعمد استخدام المعاناة كأداة لكسر الروح الوطنية الفلسطينية."
وفي سياق أوسع، أشار القيادي في حركة فتح إلى أن هذه الجرائم تأتي في إطار سياسات الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، بالإضافة إلى سياسات التطهير العرقي والابرتهايد في القدس وسائر انحاء الضفة المحتلة. وقال دلياني: "إن هذه السياسات تمثل ترجمة عملية للأيديولوجية الصهيونية التي تقوم على التفوق العرقي والإبادة الجماعية، وهي انعكاس مباشر للعقلية المؤسِّسة لدولة الاحتلال." وأضاف محذراً: "الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم لا يمكن تفسيره إلا كقبول ضمني بممارسات تعيد إلى الذاكرة أشد فصول التاريخ ظلاماً."
وعن معاناة الأسرى في معسكر "عوفر"، أوضح دلياني أن العديد منهم فقدوا أكثر من 40 كيلوغراماً نتيجة لسوء التغذية، بينما يُحرمون من ضوء الشمس ويخضعون لتعذيب نفسي وجسدي مستمر. وأكد أن هذه الانتهاكات ليست سوى محاولات بائسة لإضعاف جسد الأسرى وروحهم.
وختم دلياني بالقول: "إن هذه الجرائم تمثل اختباراً أخلاقياً حاسماً للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات القضائية الدولية. السكوت على هذه الفظائع هو تواطؤ مع مرتكبيها." وأضاف أن شعبنا الفلسطيني لن يتراجع عن نضاله المشروع لتحرير الأسرى ومحاسبة مجرمي الحرب، مؤكداً: "إرادة أسرانا هي الصخرة التي ستتحطم عليها كل مخططات الاحتلال، وسيبقى نضالنا من أجل الحرية والعدالة في فلسطين مشتعلاً حتى تتجسد تطلعات شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة."