رام الله - خلال العام المنصرم، إذ استُشهد العشرات من رياضيين كما دمرت آلة الحرب الإسرائيلية المزيد من المنشآت الرياضية، وسط صمت غريب من المنظومة الرياضية الدولية.
ورغم المآسي والدمار اللذَين حلا بالرياضة الفلسطينية، فإن هناك عديدا من النجوم والأبطال صنعوا مجدا كبيرا لها، ورفعوا العلم الفلسطيني على منصات التتويج، كما حقق الفدائي الكبير نتائج أكثر من رائعة في المنافسات الإقليمية، وصعد لأول مرة بتاريخه إلى الدور الثاني من بطولة أمم آسيا.
وكما كانت السنوات السابقة، تحصل أبطال فلسطين في الألعاب الفردية على العديد من الميداليات، ولعل أبرزهم نجمة فلسطين خلال العام 2024 مريم بشارات التي توجت بلقب بطولة العالم، إضافة لعدد آخر من الألقاب، وتألق نجم التايكواندو عمرو حنتولي الذي حقق أفضل النتائج لفلسطين في الألعاب باريس وتأهل كأول فلسطيني للدور الثاني في لعبته، كما برز نجم عدد من الأبطال والبطلات في الكيك بوكسينغ، والشطرنج، والمواي تاي وغيرها.
أكثر من 700 شهيد وتدمير 286 منشأة
فقدت الرياضة الفلسطينية خلال العدوان، أكثر من 700 من كوادرها في شتى القطاعات، سواء أكانوا لاعبين ولاعبات في كرة القدم إلى كرة الطائرة والسلة وكرة اليد، والألعاب الفردية، أو الأطقم الرياضية والفنية من مديرين فنيين وحكام وغيرهم، إضافة إلى اعتقال وإصابة العشرات منهم وتسجيل حالات بتر في الأطراف لعدد من اللاعبين، بحسب اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
وتوزع شهداء الحركة الرياضية بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، إضافة إلى إصابة العديد منهم، واعتقال أكثر من 26 لاعبا.
ورغم أن الملاعب والصالات الرياضية، تُعتبر منشآت محمية بموجب القانون الدولي، فإن قوات الاحتلال استهدفت 286 منشأة رياضية، ودمرتها تدميرا كليا أو جزئيا، وحولت العديد منها إلى مراكز توقيف وتحقيق، تمارس فيها شتى أنواع التعذيب والقهر بحق أبناء شعبنا.
وكان من بين الشهداء الرياضيين، 368 لاعبا يمارسون كرة القدم في أنديتهم المحلية، و233 من مختلف الاتحادات الجماعية والفردية، و105 شهداء من الكشافة.
في غزة، من لم يغيبه الموت عن الملاعب، فستحرمه إصابته استكمال حلمه، فعشرات اللاعبين أصيبوا بجروح مختلفة، وبعضهم بُترت أطرافهم جراء الإصابة، ما سيحرمهم من استكمال مشوارهم الرياضي وتمثيل فلسطين في المحافل العربية والدولية.
وخلال حربها المسعورة على القطاع، لم تستثنِ قوات الاحتلال من بنك أهدافها المنشآت والبنية التحتية الرياضية، فحولت عددا من ملاعب القطاع إلى مراكز اعتقال وتنكيل وإعدام، مثلما حدث في ملعب اليرموك بمدينة غزة الذي يعد من أقدمها.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل جنودا من جيش الاحتلال يحتجزون عدة مدنيين في أحد الملاعب، بعد أن جردوهم من ملابسهم.
جرائم الاحتلال بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، أكدت من جديد ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع كل ما يتعلق بفلسطين، حيث لم تحرك اللجنة الأولمبية الدولية أو الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ساكنا وبقيا على الحياد، رغم بشاعة وحجم الجرائم الإسرائيلية.
وسط هذه الانتهاكات، تتعالى الأصوات المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والهيئات الرياضية العالمية، مثل "الفيفا" و"اللجنة الأولمبية الدولية"، لإدانة هذه الجرائم والضغط على الاحتلال لوقف استهداف الرياضيين، والمنشآت الرياضية التي تُعد جزءاً من الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية.
تواصل توقف الأنشطة الرياضية المحلية
على الصعيد المحلي، لا تزال معظم الأنشطة الرياضية متوقفة منذ بدء العدوان، خاصة الألعاب الجماعية ومنها الدوري الفلسطيني للمحترفين، ودوري الاحتراف الجزئي، وغيرها من منافسات كرة القدم، إضافة إلى توقف معظم نشاطات الألعاب الجماعية ككرة السلة والطائرة، واليد، وعادت بعض الاتحادات الفردية لمنافساتها، تمهيدا للمشاركات الخارجية التي استطاعت من خلالها تحقيق نتائج مميزة لفلسطين على الصعيدين العربي أو الدولي.
"الفدائي" يبلغ الدور الثاني لأمم آسيا والدور النهائي لتصفيات كأس العالم
خاض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم "الفدائي" للمرة الثالثة تواليا بطولة أمم آسيا وحقق نتائج لافتة في البطولة، واستطاع لأول مرة في تاريخه بلوغ الدور الثاني بعد تحقيقه انتصارا كاسحا على هونغ كونغ وتعادل مع الإمارات، مع أنه كان الأفضل، وخسارة كبيرة أمام إيران في أول مباريات البطولة.
في الدور الثاني أمام قطر، قدم لاعبونا أداءً رائعا وتقدموا بالنتيجة عبر هداف الفدائي عدي الدباغ، إلا أن سوء الطالع والتسرع حرمانا من الفوز وتأهل المنتخب القطري بفوزه بهدفين لهدف، ليتوج بعدها العنابي باللقب الثاني في تاريخه.
الفدائي سبق أن شارك مرتين في البطولة خلال نسختي 2015 و2019، لكنه لم يحقق المطلوب، وتلقى 5 هزائم، وتعادلين مع منتخبي الأردن وسوريا في نسخة 2019، ونجح في تسجيل هدف وحيد خلال المشاركتين.
وشهد حفل افتتاح كأس الأمم الآسيوية 2024، الذي استضافتها قطر، حضورا فلسطينيا كبيرا، وسط ترديد أغنيات فلسطينية ومنها "ترويدة شمالي"، إلى جانب عرض بالزي التراثي الفلسطيني "الثوب".
كما منح قائد منتخب قطر حسن الهيدوس أداء قسم البطولة لقائد منتخب فلسطين مصعب البطاط، إذ جرت العادة أن يتم ذلك عن طريق قائد منتخب الدولة المضيفة.
كما نجح "الفدائي" في التأهل لأول مرة للدور الثالث والنهائي من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، بعد حلوله ثانيا في مجموعته خلف المتصدر المنتخب الأسترالي، متفوقا على المنتخب اللبناني الشقيق.
في أول مبارياته بالدور الحاسم، فرض "الفدائي" التعادل على المنتخب الكوري الجنوبي في العاصمة سيؤول، وبعدها تعرض للهزيمة أمام الأردن، ثم خسر أمام العراق وعمان، ونجح في اقتناص التعادل من المنتخب الكويتي، وعاد مرة أخرى وكسب نقطة من المنتخب الكوري بالتعادل معه بهدف لمثله في اللقاء الذي جرى في العاصمة الأردنية.
ولم يخض الفدائي أي لقاء على أرضه وبين جماهيره خلال التصفيات، بسبب تواصل العدوان على شعبنا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ليفقد عامل الجمهور خلال التصفيات، ويتبقى له 4 مباريات في التصفيات وهو يحتل المركز السادس برصيد 3 نقاط.
وتأهل منتخبنا الوطني إلى نصف نهائي بطولة غرب آسيا لكرة القدم للسيدات، بعد فوزه على نظيره السوري بهدف نظيف، في المباراة التي جمعتهما على ملعب رديف مدينة الملك عبد الله في مدينة جدة السعودية، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية.
كما أنهى منتخبنا الوطني مشاركته في النسخة الرابعة من بطولة غرب آسيا للشابات 2024، بالحلول في المركز الثالث، برصيد 4 نقاط، بعد خسارته أمام نظيره الأردني في المباراة الختامية للبطولة، التي جرت على إستاد مدينة العقبة.
على صعيد المشاركة الخارجية لأنديتنا التي كانت قليلة جدا، ودع ممثل الكرة الفلسطينية، هلال القدس بطولة دوري التحدي الآسيوي مبكرا وتحديدا من الدور الأول، بتعادله في مباراتين وخسارته في واحدة.
تعرض منتخبنا الوطني للناشئين لهزيمتين ثقيلتين في تصفيات كأس آسيا تحت 17 عاما، التي استضافتها الصين تايبيه، أمام العراق وأوزباكستان، وحقق فوزا يتيما على صاحب الضيافة منتخب الصين تايبيه، ليودع المنافسات مبكرا ويحتل المركز الثالث في مجموعته.
أما فدائي الناشئين فتصدّر مجموعته الثالثة في بطولة غرب آسيا لكرة القدم برصيد أربع نقاط، بفارق الأهداف عن المنتخب السوري، ليتأهل للدور نصف النهائي من البطولة.
خسر منتخبنا الوطني للمحليين لكرة القدم، من منتخب جنوب إفريقيا بهدف وحيد، في لقاء ودي احتضنه ملعب أثلون في كيب تاون.
نتائج مميزة لمنتخب فلسطين للبيسبول
حجز منتخبنا الوطني للبيسبول مقعده في الدور نصف النهائي من البطولة العربية الكلاسيكية، التي أقيمت منافساتها في إمارة دبي بدولة الإمارات.
واعتلى منتخبنا الوطني صدارة المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة بثلاث نقاط، بعد تحقيقه ثلاثة انتصارات مستحقة، كان آخرها على حساب نظيره السعودي بنتيجة 12 نقطة مقابل 2.
أحرز منتخبنا الوطني للبيسبول المركز الثالث في البطولة العربية الكلاسيكية، التي أقيمت منافساتها في دبي بدولة الإمارات، بمشاركة تسعة منتخبات آسيوية، جرى توزيعها على مجموعتين.
تراجع منتخب فلسطين لكرة السلة في التصفيات الآسيوية
خسر منتخبنا الوطني لكرة السلة، أمام المنتخب الأردني بفارق 6 نقاط وبنتيجة (81-87)، ضمن مباريات النافذة الثانية للمجموعة الرابعة من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025 التي تستضيفها السعودية.
وتصدرت الأردن المجموعة برصيد 8 نقاط من 4 انتصارات، تلتها السعودية برصيد 7 نقاط من ثلاثة انتصارات وخسارة واحدة، ثم العراق برصيد 5 نقاط من انتصار وثلاث خسائر، في حين تذيل منتخبنا المجموعة برصيد 4 نقاط، إذ خسر جميع مبارياته في النافذتين الأولى والثانية.
عمر حنتولي يحقق نتائج جيدة في أولمبياد باريس كأفضل لاعب فلسطيني
حقق لاعب منتخبنا الوطني للتايكواندو، عمر حنتولي، انتصاره الأول في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بفئة -58 كغم، وتأهل البطل الحنتولي لمنافسات الدور ثمن النهائي.
وسجلت فلسطين مشاركتها الثامنة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، ومثّل فلسطين في هذا الحدث ثمانية رياضيين، هم السباحان فاليري ترزي ويزن البواب، والعداءان محمد دويدار وليلى المصري، ولاعب الجودو فارس بدوي، ولاعب التايكواندو عمر إسماعيل، ولاعب الرماية جورج الصالحي، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل.
وكان قد رفع علم فلسطين في حفل الافتتاح الذي أقيم على نهر السين، فاليري ترزي ووسيم أبو سل.
كما اختتم منتخبنا الوطني للتايكواندو مشاركته في بطولة قطر الدولية المنصفة "G1"، محققا ست ميداليات، بواقع فضية وخمس برونزيات.
البطلة إيمان صوان تتوج بذهبية بطولة العرب في الشطرنج
تُوجت لاعبة منتخبنا الوطني للشطرنج، إيمان صوان، بذهبية بطولة العرب في الشطرنج الخاطف لفئة السيدات، التي تقام منافساتها في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.
وظفرت صوان ابنة غزة بالميدالية الذهبية، بعد أن قدمت أداءً لافتا، وحصدت 7.5 من أصل 9 جولات، قادتها لتحقيق المركز الأول على فئة منافستها.
واختتم منتخبنا الوطني للشطرنج، مشاركته في بطولة العرب للفئات العمرية، التي أقيمت في مدينة سوسة التونسية.
وظفر لاعب منتخبنا راجي صايل ببرونزية البطولة ولقب "FM" برصيد 6.5 نقطة، أما زميله يزيد الحايك فتألق في أول مشاركة دولية له، محققا 5.5 نقطة، بينما حققت تقوى الحموري 4.5 وأحمد عوض 4 نقاط.
حقق المنتخب الوطني للشطرنج للمرة الأولى بتاريخ مشاركاته نتائج غير مسبوقة، إذ تمكن من اقتناص المركز الرابع عربياً والـ87 عالمياً متقدماً بـ44 مركزاً، كما نافست الفدائيات بطلات العالم على الذهب، خلال أولمبياد هنغاريا للشطرنج الذي ضم 195 دولة للرجال والسيدات.
وشارك المنتخب الفلسطيني ضمن فئتي الرجال والسيدات، إذ نافست لاعبات المنتخب ولاعبوه حتى الجولات الأخيرة رغم المصاعب التي شهدتها المشاركة الفلسطينية، لا سيما تأخر إصدار التأشيرات للمنتخب، وإغلاق معبر الكرامة، وبالتالي الغياب عن منافسات الجولة الأولى.
وحقق المنتخب نتائج مميزة على المستوى الفردي، إذ استطاع البطل أحمد عبد الوهاب تحقيق لقب أستاذ اتحادي FM بعد إحرازه ست نقاط من أصل تسع، في حين حققت البطلة وجد النتشة لقباً دولياً CM، إذ تنافست والبطلة الفلسطينية الأخرى إيمان صوان على الميدالية الذهبية للطاولة الأولى حتى الجولة الأخيرة، قبل تعثرها بتعادلها مع اللاعبة الأيسلندية WGM التي تفوقها بـ100 نقطة في التصنيف، كما قادت صوان فريقها الفلسطيني إلى المركز 95 عالمياً من أصل 170 دولة مشاركة، فيما تألقت البطلتان يارا الفقيه وتقوى الحموري في الجولات، ليصبحن بذلك الفريق الخامس عربياً للسيدات.
نجمة فلسطين مريم بشارات تتوج بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه
أحرزت لاعبة المنتخب الفلسطيني للكاراتيه مريم بشارات الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للعبة التي استضافتها العاصمة الفلبينية مانيلا.
كما حققت بشارات، برونزية بطولة الدوري العالمي، التي أقيمت منافساتها في مدينة برتيش الكرواتية.
وتُوجت لاعبة منتخبنا الوطني للكاراتيه بشارات، بذهبية بطولة الدوري العالمي التي تقام منافساتها في مدينة لاكورونيا الإسبانية.
كما تُوجت بالميدالية الذهبية لبطولة العالم للناشئين والشباب تحت 21 سنة، بفوزها على اللاعبة المصرية في اللقاء النهائي.
ولعبت بشارات أمام اللاعبة المصرية في نهائي بطولة العالم للناشئين والشباب وزن فوق 61 كغم، المقامة في مدينة فينيتسيا الإيطالية، لأول مرة في تاريخ فلسطين.
كما حقق منتخبنا الوطني للكاراتيه 27 ميدالية ملونة في البطولة العربية بالأردن
