اليوم السبت 04 يناير 2025م
عاجل
  • الصحة في غزة: الاحتلال يرتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدا و 273 إصابة
  • كتائب شهداء الأقصى في نابلس تعلن استشهاد أحد أفرادها أثناء تصديه لقوات الاحتلال في مخيم بلاطة
"بلومبرغ": التقشف بسبب الحرب قد يزيد الانقسامات في دولة الاحتلالالكوفية تطورات اليوم الـ 456 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة في غزة: الاحتلال يرتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدا و 273 إصابةالكوفية كتائب شهداء الأقصى في نابلس تعلن استشهاد أحد أفرادها أثناء تصديه لقوات الاحتلال في مخيم بلاطةالكوفية الأونروا تحذر من تداعيات قرار حظر إسرائيل عملها ومنعها من تقديم خدماتهاالكوفية سرايا القدس تبث مشاهد من تفجير منزل تحصن به جنود الاحتلال شرق مخيم جبالياالكوفية المجموعة العربية تطالب مجلس الأمن وقف حرب غزة وفق الفصل السابعالكوفية الحكم على ترامب في قضية شراء الصمت في العاشر من الشهر الجاريالكوفية الاحتلال يقتحم قرى وبلدات شمال مدينة رام الله واندلاع مواجهاتالكوفية قصف مدفعي وإطلاق قنابل دخانية قرب محطة الرضوان للمياه في منطقة النزلة غربي جبالياالكوفية مسؤول أممي: هجمات الاحتلال على مستشفيات غزة جريمة حربالكوفية 4 مجازر في غزة خلال 24 ساعة ترفع عدد الشهداء إلى أكثر من 45 ألفًاالكوفية فيديو || 5 شهداء من عناصر تأمين المساعدات بقصف إسرائيلي في خان يونسالكوفية "الاعلامي الحكومي": الاحتلال يواصل تدمير المستشفيات ويحرم ٤٠ الفًا من العلاجالكوفية الأمم المتحدة: أوامر الإخلاء في شمال غزة تفاقم الوضع الإنسانيالكوفية دلياني: استهداف ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة يعري الوجه الأكثر وحشية للإبادة الجماعية الإسرائيليةالكوفية الجزائر لمجلس الأمن: "إسرائيل" تستهدف تهجير فلسطينيي غزة ويجب محاسبتهاالكوفية "الهجرة الدولية" تدعو إلى وقف النار بغزة لإيصال المساعدات الملحةالكوفية قوات الاحتلال تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ243 على التواليالكوفية الاحتلال يتوجه لتقليص مساعدات غزة عند تولي ترامبالكوفية

في بعض التباسات كلمة «أقليات»

13:13 - 01 يناير - 2025
فايز سارة
الكوفية:

احتلت كلمة «أقليات» مكانة لافتة في الأحاديث عن سورية والسوريين في السنوات الأخيرة، وازداد استعمال الكلمة في الفترة بعد أن دخلت القضية السورية خط علاجها عقب سقوط نظام الأسد، وبدء العهد السوري الجديد الذي تديره غرفة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع زعيم «هيئة تحرير الشام»، والتعبير الأبرز لزيادة أهمية الكلمة تداولها في الأوراق والوثائق وفي أحاديث رجال السياسة من سوريين وعرب وأجانب من المتفاعلين مع القضية السورية.
والأساس في كلمة «أقليات» أنها تشير إلى حجم محدود من أكثرية ما. لكنها في الاستعمال السوري وما يتصل بسورية تشير خصوصاً إلى مجموعات من السوريين، إذ تستعمل أحياناً للدلالة على أقليات من جماعات ذات أصول قومية مثل الأكراد والتركمان والشركس، تشكل أقليات مقارنة بـ«أكثرية» العرب السوريين، وتستعمل أيضاً في إشارة إلى «أقليات» دينية - طائفية مثل أقلية المسيحيين على مختلف طوائفهم مقارنة بأكثرية المسلمين من الناحية الدينية، وإلى العلويين والإسماعيليين والدروز من طوائف مقارنة بأكثرية المسلمين من طائفة السنة.
استعمال كلمة «الأقليات» مقرون في أغلب الأحيان بمخاوف وحذر الذين يرددونها والقائلين بها من سوريين وغيرهم، لا سيما الغربيين في إشارة إلى مخاوف من انتهاك حقوق الأقليات في ظل النظام السوري الجديد، وتأكيد ضرورة حماية تلك الحقوق، التي لا يُشار إلى محتواها وحدودها حيث ترد، ما يجعلها مروحة واسعة من حقوق أدناها، كما هو معروف، حقوق ثقافية واجتماعية منها اللغة والعبادات واللباس والعادات والتقاليد، وأقصاها حق الانفصال، وإقامة دولة أقلوية منفصلة عن الكيان الأم.
استخدام كلمة «الأقليات» بما تقدم من مواصفات، منهج حديث العهد في سورية وفي المشرق العربي. إذ تواصل استخدامه محدوداً في منتصف القرن الماضي مع ظهور إسرائيل باعتبارها دولة يهودية، وازداد مع الانقلابات التي ضربت المشرق العربي، خصوصاً سورية، والتي ركزت أوساط فيها على المسحة الطائفية لسلطة «البعث» وأساسها اللجنة العسكرية، التي استولت على السلطة تحت يافطة «البعث» في انقلاب مارس (آذار) 1963، وكانت غالبيتها من العلويين والدروز والإسماعيليين، وعزز نظام الأسد والجماعات الإسلامية، لا سيما الطليعة المقاتلة، النزعات الطائفية بين أكثرية السنة والأقلية العلوية في سورية، وشاركت أنظمة الحكم السورية في العقود السبعة الأخيرة وأوساط من قيادات كردية في تصعيد النزاعات القومية في العلاقة بين العرب والأكراد.
وشكلت الخلفية المحيطة بتداول كلمة «أقليات» ملامح حذر السوريين ومخاوفهم منها، وتعزز هذا الاتجاه داخلهم في ضوء استخدام الكتاب والصحافيين الغربيين والسياسيين كلمة «أقليات» للدلالة على ما يواجهه بعض السوريين الموصوفين بأنهم من «الأقليات» من ظروف صعبة تحيط بحياتهم جراء سياسات الحكومات، أو بسبب موقف بعض الأطراف السياسية والاجتماعية المتشددة في سورية، كما حال جماعات إسلامية متطرفة مثل «داعش» و«النصرة»، وكله عزز المخاوف والحذر حول استخدام كلمة «الأقليات» في المنطقة وفي سورية خصوصاً.
غير أن المخاوف والحذر تكرسا في البلدان التي ظهرت فيها ترديات سياسية وأمنية مثل لبنان مع أوساط السبعينيات، والعراق بعد سقوط نظام صدام حسين 2002، أو ظهرت فيها هزات عنيفة للنظام الحاكم، أبرزها سورية، في أعقاب وصول بشار الأسد إلى السلطة العام 2000، وفي كل هذه البلدان تواصلت الأحاديث عن «الأقليات»، وسط الدعوة إلى تأمين وجودها، والمطالبة بصيانة حقوقها، وشاركت الدعوات دول عربية وغربية، بل إن نظام الأسد قدم نفسه، وأشاع أنه نظام يحمي الأقليات بالتوازي مع مواصلة حربه الشاملة على السوريين طوال نحو عقد ونصف العقد سبقت سقوطه 2024.
والمفارقة الغريبة أن الدول الغربية في أوروبا والولايات المتحدة، وأغلب دول العالم، لا تتناول كلمة «أقليات» ولا تتعامل معها في بلادها على نحو ما تفعل بها في التعامل مع المثال السوري، رغم أن «الأقليات» فيها تتنوع بصورة لا يمكن مقارنتها بواقع حال بلدان الأزمات العربية أو مثيلاتها خارج الخريطة العربية الشرق أوسطية، وهذا يطرح أسئلة حقيقية وجدية عن أسباب الازدواجية الغربية في التعامل مع كلمة «الأقليات» والوظيفة الأساسية لاستخدامها، وأسباب بعض الاستخدام الذي يؤشر لها، وكأنها سكين في خاصرة بلدان الأزمات والضعف، وربما للدلالة على أنها بلدان أدنى مستوى في بناها الاجتماعية من بنى بلدان الغرب المتقدم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق