بيروت - استشهد مواطنان وأصيب 10 آخرون برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، خلال محاولتهم العودة إلى منازلهم جنوب لبنان.
وأطلق جيش الاحتلال الرصاص والقنابل الغازية في محاولة لمنعهم من الوصول لبلداتهم؛ بعد أن اجتازوا حواجز الجيش اللبناني.
وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، باستشهاد مواطن في بلدة حولا، وإصابة عدد من المواطنين في بلدتي العديسة وكفر كلا تزامنا مع تحليق للمسيرات الحربية.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله؛ إلا أن "إسرائيل" قررت إبقاء قواتها في المنطقة.
وحذرت "إسرائيل" سكان الجنوب اللبناني من العودة إلى منازلهم، فيما اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بـ"المماطلة" في تنفيذ تعهداتها.
ويتواصل توافد اللبنانيين منذ صباح اليوم إلى بلداتهم الحدودية في ميس الجبل وحولا ومركبا، سيرًا على الأقدام ووصولهم إلى الأحياء الغربية.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أمريكية، يتوجب على "إسرائيل" سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير/ كانون الثاني، الموافق اليوم الأحد، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل".
وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد يوم الجمعة أن قواتها "لن تنجز الانسحاب"، زاعماً عدم تنفيذ لبنان الاتفاق "بشكل كامل" وأن "عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، أمس السبت، أن الرئيس جوزيف يجري اتصالاته من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق.
إلى ذلك، قال الجيش اللبناني في بيان له، أمس، إنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبيَّن أن التكليف سيسير وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".
وأشار إلى أن التأخير في عدد من المراحل ناتج عن مماطلة "إسرائيل" في الانسحاب، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب الجيش الإسرائيلي، وفق ما جاء في بيانه.
وقال حزب الله اللبناني، الخميس الماضي، إن المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، التي كانت مدتها 60 يومًا، شارفت على الانتهاء، مؤكدًا ضرورة تنفيذ الانسحاب بشكل نهائي وكامل وفقًا للاتفاق الموقع.
وساد وقف "هش" لإطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بين الجيش الإسرائيلي و "حزب الله"، بعد تبادل لإطلاق النار بدأ في الثامن من أكتوبر/ تشرين أول 2023، وتفاقم في 23 سبتمبر من العام نفسه ليصبح حربًا واسعة النطاق.
وارتكب الجيش الإسرائيلي مئات الخروقات للاتفاق، بدعوى التصدي لـ "تهديدات من حزب الله"، مما أدى إلى استشهاد 37 شخصًا وإصابة 45 آخرين، وفقًا لإحصائيات رسمية لبنانية.
وكان الاتفاق ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها في لبنان، على أن يتولى الجيش اللبناني مهمة السيطرة على الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.