الهجوم المستمر لنظام أردوغان على القيادي الفلسطيني محمد دحلان هو تصدير لأزمات تعترك داخل تركيا، وهي تدخل في الشأن الفلسطيني كما هو التدخل في معظم قضايا العرب.
واضح ان تركيا أصبحت اكثر عدائية مع معظم جيرانها باستثناء اسرائيل وجماعات الإرهاب التي اشرفت عليها ودربتها لتخريب بلدان عربية مثل ليبيا وسوريا والعراق، وقد أوجعها سقوط حكم الإخوان في مصر الذي لو استمر لبعض الوقت لكسبت كبريات اشقاء العرب واصبحت تحت تصرفها عوضاً عن قطر.
حزب اردوغان يتفكك وحكمه يضعف بعد تقدم المعارضة في الإنتخابات البلدية وسيطرتها على اهم المراكز الانتخابية، واقتصاده يواصل التهاوي ونظامه يزداد عزلة على المستوى العالمي ويبحث عن خصومات جديدة مع مطلع كل نهار كي يفك عن عنقه طوق الهزيمة الذي ضاق كثيراً وسيزيد مع أول انتخابات برلمانية ستشهدها تركيا.
كذبة النموذج التركي سقطت وانكشف اكثر الوجه الاستعماري لنظام اردوغان خلال عدوانه على سوريا، والوهم الذي صنعته ماكنة اعلام الإخوان المسلمون تلاشى على الحدود السورية وسيتلاشى أكثر بعد تطهير بلاد العرب من آخر ارهابي انبتته تركيا ليقتل العرب.
نعم، دحلان في الجبهة التي تربك أردوغان، في الجبهة التي ستسقط مستبد وضع تركيا في مرتبة ثاني اكثر دولة انتهاكاً لحقوق الإنسان، واكثرها اعتقالاً للمعارضين والصحفيين، والأقليات وأكثرها دعماً للارهاب والجماعات المتطرفة وتشارك اطماع اسرائيل في بلدان العرب.