- شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزة
تل أبيب: وصف الجنرال تسفيكا فوغل قائد قيادة المنطقة الجنوبية الأسبق بجيش الاحتلال، العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بأنه يعكس "جُبن" الساسة في إسرائيل.
يأتي بذلك، بعد عدة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلاله عشرات الجرحى وارتقى عدد من الشهداء، وبعد أن حطت الحرب أوزارها، يبقى تحليل النتائج سيد الموقف، حيث وجه جنرالات إسرائيليون انتقادات حادة للأداء العسكري والسياسي الأخير تجاه غزة، معتبرين أن "الردع الإسرائيلي يتحقق حين لا يتمكن الطرف الثاني في غزة من رفع رأسه، ولا يعود لمهاجمتنا كل عدة أسابيع من جديد"
وقال فوغل، إن "ما حصل من جولة التصعيد الأخيرة في غزة دليل على أن الساسة الإسرائيليين جبناء، لأن السياسة الإسرائيلية في غزة مترهلة جدا، وعلينا العودة لسياسة المبادرة من جديد، بحيث نقوم بمهاجمة التنظيمات الفلسطينية بدلا من الرد عليها".
وأضاف، في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، "بت أشعر مؤخرا بما يمكن وصفه تراجع الذكاء لدي، لأنني أسال نفسي: أي أهداف حققت إسرائيل في تصعيدها الأخير في غزة، فما زلنا منذ أكثر من عقد من الزمن بعد الانسحاب منها، ولدينا أكثر من مائة قتيل، وأكثر من عشرة آلاف قذيفة صاروخية، تم إطلاقها على إسرائيل، ومررنا بثلاثة حروب قوية، وعشرات الجولات البينية، هذه حياة لا تطاق للإسرائيليين".
وأشار أننا "اغتلنا أحد قادة الجهاد الاسلامي الذي سيأتي أحد بعده ليتسلّم مكانه، لن نبتلع هذا الطعم، يقولون إن حماس باتت مردوعة، وتبدي ضبطا للنفس، لكنهم لا يعلمون أن حماس ذكية، وعلّمت علينا، هم يقفون جانبا، وفي الوقت ذاته يقومون بتطوير بناهم التحتية العسكرية، يحفرون أنفاقا، ويدربون وحداتهم من كوماندوز النخبة".
وختم بالقول، أن "الساسة الإسرائيليين جبناء، ولا يستطيعون اتخاذ قرارات، والخروج إلى حسم المعركة، أعرف أن الثمن باهظ، لكننا مطالبون بدفعه من أجل مستقبل الدولة".
يتسحاق إيلان نائب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، قال إن "ما عاشته إسرائيل في الأيام الأخيرة لم يكن سوى جولة ابتزاز من الفلسطينيين، بسبب عدم قرار الحكومة الذهاب لعملية عسكرية واسعة في غزة، رغم أن الأمر يستدعي إعادة احتلال القطاع، صحيح أننا اغتلنا قيادات ميدانية متوسطة في غزة، لكننا تلقينا مئات الصواريخ، دون أن نرد بالطريقة المفترضة، والنتيجة أن هذه الجولة انتهت بطريقة جدا مهينة لإسرائيل".
وأضاف، في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "آن الأوان لإسرائيل وجيشها أن يضعا حدا للاستهتار بحياة مواطنيها، ممن لا ينامون، بتنفيذ عملية عسكرية لإعادة احتلال القطاع، كما أعدنا احتلال الضفة الغربية، وقمنا بإخلائها من المسلحين، في عملية السور الواقي في 2002، لأننا أقنعنا المستوى السياسي بأنه لا يمكن إحباط هجمات الضفة الغربية بعمليات جزئية متناثرة، بل العمل بجهود متواصلة لا تتوقف".
وأوضح، أنني "أدرك أن الثمن الذي سندفعه في غزة مكلف وصعب، لكن إسرائيل تدفع في هذه الجولات التصعيدية أثمانا ليست قليلة، أطفالنا أصبحوا مرضى نفسيين، ماذا سيفعلون حين يذهبون للجيش، هذه الحياة أصبحت لا تطاق، تخيلوا أن صواريخ من المكسيك سقطت على أمريكا، كيف سيكون رد فعل الأمريكان، أو رد فعل الروس على صواريخ تسقط من الصين أو منغوليا".
وزعم أنه "حين نفذنا عملية السور الواقي في الضفة الغربية، عارضها عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين لذات الأسباب التي يرفضون من أجلها اليوم تنفيذ عملية شبيهة في غزة، تحدثوا عن الثمن البشري، ومقتل الجنود، وأكدوا أن الدم سيسكب لقنوات الصرف الصحي، لكن السؤال: لماذا أقيم الجيش، أليس للدفاع عن المواطنين أم العكس، ولماذا يدفع الإسرائيليون 70 مليار شيقل ضرائب سنوياً".
وختم بالقول، إن "رئيس هيئة الأركان لم يكن موفقًا حين عقد مؤتمرا صحفيا، وأعلن فيه أن وجهتنا ليست للتصعيد، كيف يمكن لهذا الكلام أن يخرج عن قائد الجيش الأقوى في المنطقة، وكذلك من رئيس الحكومة، لقد تغلبنا على الانتفاضة الثانية بثمن باهظ من الدماء الإسرائيلية، وعمل متواصل، اليوم ليس في الضفة الغربية صواريخ قسام ولا عمليات انتحارية، كيف فعلنا ذلك، فقط من خلال السيطرة العسكرية".