- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
متابعات: عرضت القناة الإسرائيلية 13، جانبًا من تفاصيل جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، وشككت بجدواها بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
واستشهد أبو جهاد في أبريل/نيسان 1988، بعملية للموساد الإسرائيلي في تونس، بعدما "بعدما نسبت له مسؤولية توجيه الانتفاضة الأولى والتخطيط لعملية ضخمة في قلب تل أبيب، استنادا لتسجيل صوتي رصد مكالمة للراحل أبو جهاد مع فدائيين كان من المفترض أن ينفذوها".
وأشارت القناة في تحقيق وثائقي بعنوان "اغتيالات"، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إسحق شامير، تردد في المصادقة على العملية بسبب خطورتها وخشية فشلها وكلفتها لبعدها الجغرافي، وكون أبو جهاد يقيم داخل بيت محاط بالحراس، إلا أن رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها الجنرال الراحل آمنون ليبكين شاحك، هو من حسم الموضوع بعدما سأله شامير، فكان دعمه للعملية قاطعا، ويستدل من البرنامج التلفزيوني على أن "إسرائيل" كانت تعتقد أن اغتيال أبو جهاد، من شأنه وقف الانتفاضة الأولى التي أشغلتها وأحرجتها في العالم.
سيناريو مكرر وجيش من المجندين
ووصف التحقيق، عملية اغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية أبو جهاد، بأنها من أكبر عمليات الاغتيال التي نفذتها "إسرائيل"، حيث شارك فيها 3 آلاف شخص شخص بين التحضير والتنسيق والتنفيذ، إضافة إلى خمس سفن حربية وسفينة تحمل طائرات مروحية وتشكيلات من الكوماندوز ووحدات من الموساد ومن الوحدات الخاصة في الجيش والمخابرات.
وكانت تسريبات صحافية إسرائيلية سابقة، كشفت في الماضي عن مساعدات معلوماتية قدمها أحد جيران أبو جهاد، وكذلك رجحت أن أحد موظفي بلدية تونس سلم الموساد خرائط بيته، مما ساعد في تخطيط اقتحامه.
غير أن القناة 13، أوضحت في تحقيقها، أن الموساد حصل على معطيات وصور من داخل بيت الوزير بواسطة أشخاص دخلوه كضيوف، يقال إن واحدة منهم انتحلت شخصية صحافية أجنبية، وهذا ما أشارت إليه أرملة الشهيد "انتصار الوزير" في واحدة من مقابلاتها الصحافية، وحينما سئل رئيس حكومة الاحتلال الاسبق إيهود باراك عن معنى تجنيد ثلاثة آلاف شخص لقتل شخص واحد، قال إن أبو جهاد ليس رجلا عاديا، باراك نفسه الذي قال مرة لو كنت فلسطينيا لصرت فدائيا، سئل عما إذا كان يحترم أبو جهاد ومقاومته، اكتفى بالقول هذه المرة "لم تكن لأبو جهاد أي فرصة للنجاة والرد في تلك الليلة".
في روايتها قالت القناة العبرية الـ13، إن جنديا انتحل شخصية امرأة رافق جنديا آخر كانا أول من وصل بيت أبو جهاد، وحينما وصلا كان الحارس في مدخل البيت وهو داخل سيارة، فتظاهرا بأنهما ضلا الطريق فسألاه وخلال مشاغلته تمت تصفيته برصاصة من مسدس كاتم صوت، وعندها تقدم نحو البيت 25 جنديًا كانوا في محيطه، وبذلك كررت إسرائيل طريقة الاغتيال بالاحتيال على الحارس كما فعلت ليلة اغتيال القادة الشهداء كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت، قبل سنوات من اغتيال الوزير في تونس.
واستعرض البرنامج، تفاصيل كثيرة عن تخطيط وتنفيذ العملية، منها الاتصال مرتين في بيته بواسطة أحد أقربائه هو في غزة، تم اعتقاله خصيصا لهذه المهمة بغية التثبت من وجوده في البيت قبيل الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، خاصة بعدما بلغت معلومات طارئة وفحص إمكانية سفره لأوروبا في تلك الساعات المتأخرة من الليل.
كما كشف، أن المشرفين على العملية تثبتوا من ذلك من خلال مكالمة هاتفية لجندية إسرائيلية كانت في مقر قيادة العملية في وزارة الجيش في تل أبيب، فاتصلت عبر بدالة أوروبية وردت عليها انتصار الوزير، كما قالت القناة الإسرائيلية.
محاكاة لبيت الوزير
وكشف البرنامج الوثائقي عن عمليات تدريب كثيرة على اغتيال خليل الوزير، تم خلالها بناء بيت في منطقة الجنوب يطابق قياسات بيت خليل الوزير ومعطياته على ساحل بحر تونس، وقبل ذلك كشف موشيه يعلون أنه تم التدريب على اقتحام بيت أبو جهاد في بيت شقيقه بمنطقة حيفا دون تبليغه بالسر وبهدف التدريب، وعن كيفية إبقاء الموضوع سرًا وقيد الكتمان قبيل تنفيذ الاغتيال قال وزير الجيش الأسبق موشيه يعلون، إنه تم حجب هوية الشخص المستهدف بالعملية سوى عن عدد قليل من القادة العسكريين.
وتضمن التحقيق تفاصيل كانت قد نشرت من قبل، بعضها بشكل غير رسمي أو بالتلميح، منها قيادة يعلون بنفسه للعملية وقتها، وهذه المرة الأولى التي يعترف بها يعلون بالصوت والصورة بشكل واضح أنه شارك بالعملية بصفته قائد الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان، وقال إنه صعد للطابق الثاني من بيت أبو جهاد.
وتابع، "بعد تفجير مغلاق باب بيته سارع أبو جهاد لاستلال مسدسه وقد سمعنا صوت تجهيزه وكاد يطلق النار علينا ثانية قبل رميه بالرصاص".
يشار إلى أن صحيفة " يديعوت أحرونوت" كانت قد نشرت قبل سنوات تحقيقا عن جريمة اغتيال الوزير، وأكدت أن يعلون تثبّت بنفسه من موته وأطلق عشرات الرصاصات عليه وهو ممدد على أرضية بيته مع جنود آخرين أفرغوا بجسده مجتمعين نحو 70 رصاصة.
كما كشفت الصحيفة الإسرائيلية وقتها، أن الجندي الذي كان أول من أصاب الوزير برصاصات قاتلة قد قتل وتقطعت أوصاله بحادث سير وهو يقود دراجة في طريق وادي عربة نحو مدينة إيلات.