- إصابات بقصف الاحتلال مركبة في مدينة صور، جنوب لبنان
- جيش الاحتلال يطلق قنابل دخانية بشكل كثيف غرب مخيم النصيرات
كتب – علي أبو عرمانة: أكد نائب معتمد قيادة حركة فتح في ساحة غزة، سهيل جبر، أن نظام أردوغان لديه أطماع في غاز البحر المتوسط والشمال السوري، وكأن البلدان العربية أصبحت كعكة يقتسمها الأقوياء.
وشدد جبر، خلال تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، اليوم السبت، على رفض تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ادعاءات نظام أردوغان بحق دحلان، مشيرا إلى أن "هناك مسارات عديدة لمواجهة القرار التركي، على المستوى الشعبي والسياسي والقانوني والدولي".
وأوضح، أنه "قبل أشهر تقدمت أطراف دولية للوساطة بين دحلان والأتراك، ولكن يبدو أن هناك مصالح خاصة التقت، ما دفع نظام أردوغان لشن حملته ضد دحلان"، مبينا أنه "لا يوجد خلاف شخصي بين دحلان وأردوغان، ولكن جوهر القضية مرتبط بالمحاولات التركية الرامية للتمدد في المنطقة العربية".
وتابع، "نحن نرفض التدخل التركي وغير التركي في المنطقة، وسندافع عن مصالحنا العربية والقومية" متسائلا، "ماذا سيكون رد فعل العرب بعد أن يشاهدوا الجيش التركي وهو يقتل أفراد الشعب الليبي، أو غيره من أبناء الوطن العربي؟".
وأضاف، "لو أن هناك أطرافا فلسطينية تربطها علاقات بتركيا وتتحفظ على إبداء آرائها تجاه سياسات أردوغان، فنحن لن نصمت على هذا"، موضحا أن "تركيا لن تقدم على هذه الخطوات وبهذا الشكل، إلا بناء على مستجدات على أرض الواقع مفادها أن هناك مواجهة حقيقية بين من يرفض التدخل السافر في المنطقة العربية، ومن يتعاون مع النظام التركي لسرقة الثروات العربية".
وأشار إلى أن "المسألة تعدت الموضوع الشخصي، وأصبحت اعتداءً على الشعب الفلسطيني وعلى الحق الوطني الفلسطيني، وتدخلا في الشأن الداخلي"، لافتا إلى أن "الفلسطينين طول مسيرتهم رفعوا شعار عدم التدخل في شئون الغير".
وأردف، أن "منطقتنا العربية تشهد انهيارات كبيرة، فهناك قوى عربية حقيقية تتحالف فيما بينها للحفاظ على استقرار المنطقة أمام الأطماع التركية، وغيرها، ودحلان عبر في أكثر من مرة عن موقفه العروبي الصادق منبها من الأخطار القادمة للمنطقة العربية"، مشددا على أن "هذا المستوى التركي المشين، يحتاج لوقفة جادة".
وأضاف، "الأتراك يدركون تماما أن الموقف الفلسطيني طوال تاريخه لا يدعم الانقسامات العربية، وأننا لن نكون مع أي تحالف ضد أقطارنا العربية"، مبينا أن "دحلان كشف عورة النظام التركي، ما دفعهم لاستخدام هذا القرار المشين وهذا أمر طبيعي للدفاع عن مصالحهم".
وأكد، "نحن في تيار الاصلاح لسنا في مجال لنزاعات مع الأتراك أو غيرهم، لكننا في حالة دفاع عن مصالحنا الوطنية الفلسطينية والعربية لأننا جزء أصيل من القوى التقدمية في المنطقة العربية، ونفختر بذلك"، منوها إلى أن "مكان إقامة دحلان معروف ونشاطاته الإقليمية والدولية معلومة، وتركيا أحد الأطراف المستفيدة من حالة الانقسام العربي".
وتابع، "نحن جزء من تيار المقاومة العربية المدافعة عن المنطقة، وجزء من اصطفاف عربي تقوده مصر والسعودية والإمارات دفاعا عن مصالح الأمة العربية"، مؤكدا أن "انهيار البيت الفلسطيني الداخلي ترك الأبواب مفتوحة أما هذا العبث من قبل هذه الدولة أو تلك".
إدانة لأردوغان
من جهته، أكد القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي، عادل الغول، أن قرار إدراج السلطات التركية لقائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، محمد دحلان، يصب في مصلحة دحلان، ومعارضي نظام أردوغان.
وقال الغول في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، إن "مؤتمرًا دوليًا عقد منذ يومين في العاصمة البلجيكية بروكسل، شارك فيه رئيس البرلمان الأوروبي وعديد من النواب والمسؤولين الأوروبيين، وندووا بالسياسيات التركية في المنطقة، وتصنيفها كجرائم حرب".
وأضاف، أن "أردوغان وحزبه ارتكبا خطأ كبيرا عندما أصدرا مذكرة توقيف بحق النائب محمد دحلان"، مشيرا إلى أن القرار يصب في مصلحة دحلان ومعارضي نظام أردوغان.
وأوضح، أن "القرار يعطي المجال لدحلان في مطالبة الاتحاد الأوروبي بإعادة تفعيل اللجنة الدولية التي شكلت عقب الانقلاب المزعوم في تركيا عام 2016، للتحقيق في اعتقال عشرات الآلاف من كبار موظفي الدولة في تركيا والضباط في الجيش والشرطة".
وتابع، "حين أعلن الاتحاد الأوروبي عن تشكيل لجنة التحقيق اعترضت تركيا على الأمر، واعتبرت أن ما يجري أحداثا داخلية تخصها فقط، ولكن عندما يصدر قرار من وزير الداخلية بحق دحلان، وهو شخصية سياسية عربية غير تركية، فهذا يمنحه الحق لتوكيل محامين لرفع قضايا على نظام أردوغان، وتفعيل القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة".
وأكد الغول، على حق دحلان في المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق أوروبية محايدة، للتوجه إلى تركيا والتحقيق في ادعاءاتها ضده.
محاولة لإسكات دحلان
بدوره، أكد المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أن ادعاءات نظام أردوغان ضد قائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، محمد دحلان، تعبر عن حالة التخبط الداخلية التي تشهدها تركيا، بالإضافة للحال المأساوي الذي وصلنا له كفلسطينيين.
وقال أبو سعدة في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، إن "هناك حرف للرأي العام الفلسطيني وحرف للنضال الوطني الفلسطيني عن مساره، لقضايا ثانوية لا تخدم مشروعنا الوطني"، مشيرا إلى أن "القضية أكبر من قضية محمد دحلان".
وأضاف، "جوهر الصراع في المنطقة بين تيار الإسلام السياسي المدعوم من تركيا وقطر، وتيار الاعتدال الذي تقوده مصر والسعودية والإمارات"، لافتا إلى أن "تركيا اختارت محمد دحلان لتوجيه الاتهامات له، معتقدة أنه الحلقة الأضعف في المنطقة".
وتابع، "يبدو أن تيار الإصلاح الديمقراطي وعلى رأسه محمد دحلان، بات يشكل أحد الأقطاب السياسية في فلسطين من خلال الحضور الشعبي والجماهيري في غزة ومصر ولبنان وأوروبا، ويبدو أن هناك هجمة على التيار ومن المؤكد أن هناك قوى أخرى تدعم النظام التركي في هجومها على دحلان".
وأكد، أن "دحلان أحد أكثر الأصوات التي تتحدث علانية عن أطماع تركيا وتدخلاتها في المنطقة العربية، ما يدفعا لشن حملات ضده في محاولة منها لإسكات صوته الرافض لسياساتها".
وشدد على أن "الأزمات التي تمر بها حركة فتح على المستوى الداخلي والأزمات التي تعيشها القيادة الفلسطينية، خرجت عن الإطار الفتحاوي والرسمي الفلسطيني وهذا أمر مؤسف"، مبينا أن "هذا الأمر لا يصب في مصلحة حركة فتح أوالنظام السياسي الفلسطيني".