كتب – علي أبو عرمانة: "أخاطبكم اليوم بصفاتكم الشخصية والإنسانية موجهاً لما تبقى من ضمير إنساني لديكم، فربما تستيقظ فيكم مشاعر الإنسانية أيها السادة لقد أثبتت الأيام والشهور والأعوام السابقة أن ما زرعناه فيكم وفي ضمائركم لم ينفع معكم قط"، بهذه الكلمات افتتح شيخ الأسرى الفلسطينيين، اللواء فؤاد الشوبكي، رسالته لأعضاء اللجنة التنفيذية والمركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء المجلسين العسكري والثوري لحركة فتح".
والأسير فؤاد الشوبكي، أحد المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفتهم إسرائيل من سجن أريحا عام 2006، ومحكوم بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة تمويل سفينة الأسلحة المعرفة باسم "كارين ايه"، التي ضبطتها البحرية الإسرائيلية في عرض البحر الأحمر عام 2002.
ويقول الشوبكي، في رسالته التي وصلت القيادة الفلسطينية، مساء أمس الأحد، "كنت السند وقت الأزمات، وكنت الصديق لصغيركم وكبيركم وقت الشدائد والصعاب، وكنت الأخ وقت فقداكم لعزيز وغال، وكنت المعين لكم وقت الحرب ووقت السلم، ولم أبخل عليكم قط بما أُتيح لي وقتما كانت الدراهم شحيحة علينا أجمعين".
وأضاف، "أخاطبكم اليوم لأنني ابن هذا الوطن، ومن حق الوطن أن يقف معي كما وقفت وما زلت إلى اليوم وفي ظل أزماتي وشدائدي ومصاعبي واقفاً صلباً عنيداً لهذا المحتل الغاصب"، مشيرا إلى أنه تجاوز الثمانين من العمر، ولم يتبقَ لديه من العمر إلا أيام معدودات.
وتابع، "أود أن أذكركم بأنني قدمت نفسي قرباناً لقضية وطن يرزح تحت الاحتلال، وكنت الأكثر تضحيةً في الوقت الذي احتاجني فيه أبنائي، واخترت الوطن عن الابن والأهل وتحاملت على نفسي ورفضت الانصياع للمحتل من أجلكم جميعاً، كما رفضت البوح أو القول بشيء لهذا الغاصب"، مردفا، "اليوم وبعد معاناة في زنازين الذل والهوان وبعد أن تجاوزت من العمر عتيا وبعد أن هدني المرض والتعب حتى أصبحت لا أقوى على القيام أو الجلوس بدون مساعدة، أما كان منكم أن تذكروني ولو معنوياً أثناء اجتماعاتكم وجلساتكم، أليس منكم من هو حافظُ للجميل بأن يسأل عني أو يطالب القيادة بالحراك الشعبي والدولي لإطلاق سراحي".
وواصل قائلاً، "لا أستجدي منكم الرحمة أو العطف، ولكني أمد إصبع التخاذل لكم، لقد خذلتموني أيها السادة وبخذلانكم لأسراكم ستبيعون الوطن للحفاظ على مكتسباتكم الوقتية، لا تنسوا بأنكم لم تحققوا شيئاً خلال تلك الأعوام المنصرمة وما عادت قضيتنا مركزية، بل أصبحت قضايانا تنصب على الكراسي والمناصب والمكاسب".
واختتم الشوبكي رسالته، قائلا، "أيها السادة إن لم يكن أسراكم أولى أهدافكم ولُحمتنا من ضمنها، فعارُ عليكم أن تتبوأوا مناصب لستم أهلا لها، فلا أفاق حرية لهذا الوطن في ظلكم إن لم تنصروا الأسرى وتناصروهم فاعلموا بأنني الشهيد القادم على مذبح الحرية".
حملة وطنية
بدوره، أطلق تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في ساحة غزة، اليوم الإثنين، حملة وطنية دعما ومناصرة لشيخ الأسرى الفلسطينيين، القائد فؤاد الشوبكي.
ونظم تيار الإصلاح وقفة تضامنية حاشدة أمام ديوان عائلة الشوبكي، تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونصرة لشيخ الأسرى، فؤاد الشوبكي
وطالب نائب معتمد قيادة حركة فتح في ساحة غزة، سهيل جبر، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل والضغط على إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن الأسير فؤاد الشوبكي.
واستهجن جبر، موقف السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية من رسالة الأسير الشوبكي، والتخلي عنه وعن الأسرى البواسل في سجون الاحتلال .
سلطة عاجزة
من جهته، قال الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، الدكتور عماد محسن، إن "اللواء الأسير فؤاد الشوبكي يواجه الموت المحتم في سجون الاحتلال، بعدما خالفت إدارات السجون الإسرائيلية كل القوانين الدولية، وتجاوزت كل الأعراف بمنعها العلاج عن هذا الأسير الذي ناف عمره على الثمانين، ويعاني من مرضٍ عضال".
وأكد محسن في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن "السلطة الفلسطينية تقف عاجزة عن أي فعلٍ يمكنه أن يتيح له الموت في بيته، فقد انشغل من يهتمون بالتنسيق الأمني في شؤونهم، وتركوا من تأسست السلطة على أكتافهم يواجهون قهر السجان وظلم الاحتلال وجبروته".
الحرية للأسير فؤاد الشوبكي
إلى ذلك، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، حملة إلكترونية دعما لشيخ الأسرى الفلسطينيين، اللواء فؤاد الشوبكي.
وتصدر هاشتاج #الحرية_للاسير_فؤاد_الشوبكي مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين.
وكتب الناشط سائد البطش، "جل المتخاذلين بحقك سيدي يخافون أن يتم شطبهم في حال ظهورك، ترعبهم حتى وأنت مريض"، فيما كتب الناشط إيهاب الشوبكي، "لأنه فؤاد الشوبكي شيخ الأسرى، لأنه أكبر أسير على وجه الأرض، لأنه يعاني من عدة أمراض، لأنه ضحى بحريته من أجل الوطن، دعما وتضامنا مع العم القائد أبو حازم الشوبكي رفيق درب الشهيد ياسر عرفات".
وكتب الناشط فادي الحاج، "رسالة الأسير القائد الفتحاوي فؤاد الشوبكي تكشف عورة القيادة وضعفها"، فيما قال الناشط أمير درويش، " نرد على سيادة اللواء فؤاد الشوبكي من سجن غزة المركزي الكبير إلى سجن هداريم، ونحن أيضا مخذولين منهم كثيراً بحجم خُذلانك".
وقال الناشط محمد مقداد، " ما تلوموا القيادة، أصلهم مشغولين بتجهيز بيان نعي يليق بهذا القائد المنسي خلف القضبان الإحتلالية"، فيما كتب الناشط عبد الهادي حجاج، " صباح الخير لهذا الوجه الذي يحمل في تجاعيده وشيب رأسه كل القضية".
وكتب الناشط محمد الخراز، " أتعلمون من هو اللواء فؤاد الشوبكي يا قادة الصدفة، هو المنفذ والمتابع لأضخم وأكبر سفينة أسلحة هي سفينة كارين آيه، أشهر صفقة تهريب أسلحة في تاريخ الثورة الفلسطينية، والمخطط والمشرف على العملية الرئيس ياسر عرفات، والمنفذ والمتابع اللواء فؤاد الشوبكي المسئول المالي العسكري للسلطة، ومعه العميد فتحي الرازم نائب قائد جهاز البحرية أنذاك، وعادل مغربي مسؤول عمليات التهريب في حركة فتح، والحاج باسم شرار من حزب الله، وقوة فلسطينية خاصة".
وأضاف، "بدأ التخطيط للعملية في مارس 2001، ورصدها الاحتلال بدقة في صيف 2001، وغابت عن الأنظار عدة أسابيع، وتم تدريب وحدة إسرائيلية متخصصة لاقتحام السفينة، سيطرت قوات الاحتلال في عهد موفاز على السفينة الأكبر والتي كانت تحمل (54 طنا من الأسلحة بكافة أنواعها) واتخذ قرارا بحصار وقتل الرئيس أبو عمار بعد هذه العملية، وتم اعتقال اللواء فؤاد الشوبكي عام 2006 إلى يومنا هذا".