- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
غزة – ميرفت عبد القادر: في مثل هذا اليوم 20يناير/كانون الثاني من عام 1996، انتخب الشهيد ياسر عرفات، رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية، في أول انتخابات رئاسية فلسطينية، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وهو المنصب الذي شغله حتى استشهاده عام 2004.
ونافست المرشحة المستقلة، سميحة خليل، ياسر عرفات، على المنصب لكنها لم تحرز سوى 12.9% بينما اكتسح ياسر عرفات، صناديق الاقتراع بأغلبية الأصوات، وحصل على نسبة على 87.1%، ممثلًا عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
وجرت الانتخابات بناء على المادة الثالثة من اتفاقية أوسلو، التي تشير إلى ضرورة إجراء انتخابات عامة حرة ومباشرة، لاختيار أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وفي سبتمبر/أيلول 1994 تم الاتفاق بين الطرفين على البدء بالمباحثات الخاصة بإجراء الانتخابات في القاهرة بتاريخ 3 أكتوبر .1994
عملية الانتخاب
أعلن في 10 ديسمبر/كانون الأول 1995عن جداول الناخبين، وتم فتح باب الاعتراض عليه من 10 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 1995.
29 ديسمبر/كانون الأول 1995 نشر السجل النهائي للناخبين.
14يناير 1996 أُعيد فتح باب التسجيل للناخبين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، الذين تم الإفراج عنهم آنذاك.
من 5 يناير 1996 وحتى 16 يناير/كانون الثاني 1996 أجرت لجنة الانتخابات المركزية بعض التعديلات على سجل الناخبين العام، وكان من ضمن هذه التغييرات نقل بعض مراكز الاقتراع من دائرة إلى أخرى، أو القيام بإضافة بعض أسماء المقترعين إلى القوائم.
20يناير/كانون الثاني 1996 جرت الانتخابات، في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس، وأفرزت صناديق الاقتراع عن حصول ياسر عرفات على أعلى الأصوات معلنةً فوزه برئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.
انتخابات رئاسية وتشريعية في آن واحد
تنافس نحو 700 مرشح، لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني، وفاز في الانتخابات ممثلو حركة فتح ومناصروها بالأغلبية وحصدوا 88 مقعدًا، وبهذا الاكتساح أصبح عرفات يتمتع بالأغلبية في البرلمان الجديد وحققت الانتخابات التشريعية نجاحا مهماً للسلطة الفلسطينية.
الرقابة على الانتخابات
خضعت الانتخابات بجميع مراحلها، للرقابة المحلية والدولية، حيث جاء 660 مراقباً من كل أنحاء العالم، لتأمين سير الانتخابات في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس وكان يترأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وسط تغطية إعلامية عربية ودولية.
ويشار إلى أن بعد استشهاد ياسر عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، أصبح محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ثم رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية 2005، وفاز في الانتخابات ليكون ثاني رئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية منذ إنشائها في مايو/أيار 1994.
ولا يزال عباس، في ذات المنصب على الرغم من انتهاء ولايته دستورياً في 9 يناير/كانون الثاني 2009، ولم تجرَ أي إنتخابات رئاسية منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
أبو عمار أسس لنهج الفصل بين السلطات
قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. أسامة الفرا، في حديث خاص لـ "الكوفية" "كان يمكن للرئيس ياسر عرفات، أن يكتفي بالشرعية الثورية وبصفته رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ليتولى رئاسة السلطة الفلسطينية، لكنه أراد أن يرسي دعائم مؤسسات دولة تقوم على أركان السلطات الثلاث، وأن يكون الشعب دون غيره مصدرا لها".
وأضاف الفرا، "كانت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتي شهد العالم بنزاهتها وجاء أبو عمار رئيسا للسلطة الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع التي أرادها أن تكون مصدر الشرعيات دون سواها".
وأوضح الفرا، قائلًا، "بعد فوزه بأغلبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية كرس نهج الفصل بين السلطات، فحافظ على صلاحيات المجلس التشريعي دون تدخل منه ومن قبل السلطة التنفيذية وكذلك حصن السلطة القضائية باستقلال عن باقي السلطات بما يكفل لها القيام بمهامها".
وأشار الفرا، إلى أن "أبو عمار وضع الدعائم الأساسية لسلطة فلسطينية تمهيدًا للانتقال إلى الدولة بكل مكوناتها، وبرع في الحفاظ على قوة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثل الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده"، لافتًا إلى أنه "شيد أركان السلطة الفلسطينية طبقًا لمتطلبات الدولة".
وأكد الفرا، أن "ياسر عرفات لم يتوانَ لحظة واحدة عن فرض وتجسيد حلم الشعب الفلسطيني على أرض الواقع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".