متابعات: أكد الكاتب والمحلل السياي، حسن عصفور، اليوم الخميس، أن إسرائيل استغلت المحرقة من أجل تكريس بعض الحقائق السياسية المعاصرة، أولها أن اسرائيل دولة اليهود، مشيرا إلى أن هذا القانون العنصري الذي أقره الكنيست الإسرائيلي قبل فترة، والذي يُجسّد يومياً.
وأوضح عصفور، خلال لقاء على قناة "الغد"، أن إسرائيل تسعى من خلال المحرقة للتغطية على جريمتها السياسية القائمة الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة، بتهويد الضفة والقدس وفرض السيادة الإسرائيلية، لافتا إلى أنها رسالة لبعض العرب، أن دولة اليهود قائمة ولها وضع وعمق مختلف، ولا يوجد أي هزة سياسية يمكن أن تنال من هذه الدولة.
وبين، أن "المشهد الإعلامي الإسرائيلي الكبير، محاولة للهروب من واقع وتكريس واقع جديد في ذات الوقت، مستغلين بذلك تواطؤ الوضع الفلسطيني العام"، مشددا على أن إسرائيل تحاول تأسيس مفاهيم جديدة تستغلها لصالحها كما أنها تحاول تزوير التاريخ لخلق حقائق سياسية جديدة، رغم كل ما لديها من جبروت وأنها الدولة الوحيدة التي اقتلعت شعب واقتلعت أرض وغيرت ديمغرافية جديدة.
وتابع، أن "زيارة زعماء العالم إلى القدس، رسالة تأكيدية لما قدمه ترامب من هدية تاريخية لدولة إسرائيل بأن القدس هي عاصمة إسرائيل"، منوها أن هذا المؤتمر قدم قاطرة جديدة لترويج مثل هذه الفكرة في ظل غياب الوجود الفلسطيني وعدم وجود حركة سياسية فلسطينية.
وأردف، "كان علينا أن نستغل بشكل كبير جداً إعلاميا وسياسياً وشعبياً هذا المؤتمر لخلق رواية فلسطينية وإعادة إنتاجاها في ظل هذا الواقع سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو حتى في مدينة القدس"، مؤكدا أن "عدم وجود غضب شعبي جدي في الضفة الغربية والقدس، جعل من القضية الفلسطينية خبراً ثانوياً يمكن الاستعانة به لتمرير قضية ما".
وقال عصفور، "إن اغتيال الرئيس أبو عمار كانت بداية مرحلة لخلق حالة إضعاف الروح الكفاحية، ثم تلاه انتخابات 2006 وما أنتجته من انقسام"، مشيرا إلى أن الانقسام هو السم الحقيقي الذي أدخلته أمريكا وإسرائيل من خلال قطر إلى الجسد الفلسطيني.
وأوضح، أن "الخطر الكبير أن إسرائيل قامت بتحويل القدس إلى رمز لهذا الحدث، لافتاً إلى أن أبو عمار كان مدركاً أن الاحتلال والأمريكان يعملان على تهويد القدس بمقدساتها، وسيحاولان أن يجعلوا من القدس رمزاً يهودياً" مشددا على أن القضية هي تكريس المشروع التهويدي بطريقة مختلفة، والفلسطينيين متفرجين وكأنه حدث ببلد آخر ولا يمسنا بشكل مباشر.
وتساءل عصفور، "ماذا فعلت القيادة الفلسطينية تحديداً من أجل أن حماية حقوقنا في مواجهة هذه المؤامرة الجديدة لتهويد فلسطين وتاريخنا وثقافتنا"، مضيفا، "كان على القيادة الفلسطينية أن تستعد بشكل مباشر لعقد مؤتمر فلسطيني، من أجل فتح كافة ملفات الجرائم الإسرائيلية، إلى جانب الدعوة لعقد لقاء في القاهرة من أجل الرد على هذا التهويد الصريح للواقع الفلسطيني، والتحرك بشكل جدي نحو محكمة العدل الجنائية الدولية".
وختم حديثه قائلاً، "من يعتقد من العرب أن إسرائيل ستكون أقرب إليه من أي شيء آخر يكون واهم، وسوف يكون خادم عند هذه القيادة الإجرامية العنصرية الفاشية"، مؤكداً على أنه "لا يمكن لعنصري أن يحترم عربي".