غزة: قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، إنّ الرئيس عباس ألقى خطابه أمام أكبر محفل سياسي ودبلوماسي في المجتمع الدولي، حيث جدّد من خلاله نقل المظلومية الفلسطينية على يد الحركة الصهيونية التي استهدفت المشروع الوطني منذ مئة عام، والتي بدأت في نكبة 1948، وإن خطاب الرئيس محمود عباس، أمام مجلس الأمن، حقق مبتغاه بقدرٍ كبير في إيصال الرسالة للعالم بأنّ الشعب الفلسطيني يرفض ما تسمى "صفقة القرن"، وأنّه في أقصى درجات الغضب وقد ينفجر في كل الاتجاهات، إذا استمرت محاولات تصفية القضية الوطنية، وأنّ خطة "ترمب- نتنياهو" تستهدف المجتمع الدولي برمته".
وأضاف العوض، في تصريح صحفي، نحن نعتبر الخطاب جيدا بالمعني العام، ولكنّ المهم الآن ماذا بعد الكلمة"، مُردفاً "في تقديري يجب استمرار المسعى الدبلوماسي لمحاصرة خطة (ترامب - نتنياهو) في كافة المحافل الدولية بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".
وتابع، "من المهم ضمان الحصول على تأييد تسعة أعضاء لطرح مشروع قرار يدين خطة (ترامب - نتنياهو)، ومن ثم الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند متحدون من أجل رفض هذه الصفقة".
واستدرك العوض، "بالإضافة إلى الجهد الدبلوماسي، لا بد من ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي ومعالجة كل القضايا الداخلية وتعزيز صمود المواطنين بما يُمكنا من إسقاط هذه الصفقة ميدانياً على أرض الواقع".
ونوّه إلى أنّ الرئيس استخدم مفردات لا تلقى قبولاً لدى الشارع الفلسطيني، لكن على الجميع أن يُدرك أنّ هذه الكلمات تلقى قبول مجلس الأمن، وذلك من أجل محاولة تجنيد موقف دولي داعم للقضية الفلسطينية ورافض للصفقة، بالإضافة إلى محاصرة خطة (ترامب - نتنياهو).
ورأى أنّ الرئيس استعرض الخطط التصفوية التي تم عرضها على الشعب الفلسطيني، ولكنّه أفشلها بصموده، وخاطب المجتمع الدولي باللغة الدبلوماسية التي يفهمها العالم وهي التمسك بقرارات الشرعية الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وبشأن التهديدات التي أطلقها المندوب الدائم لإٍسرائيل لدى مجلس الأمن داني دانون ضد الرئيس محمود عباس، قال العوض، إنّ "تهديد ممثل الاحتلال للرئيس أبو مازن كان واضحًا، ويبدو أنّ الرئيس أصبح في دائرة الخطر".
كما أكّد على أنّ تهديد الرئيس ليس جديدًا؛ لكنّ الجديد هو وقاحة التهديد من داخل مبني الشرعية، مُطالباً المجتمع الدولي بالتوقف عند هذا التهديد الواضح.
وكان المندوب "الإسرائيلي" الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، قد دعا أمس الثلاثاء، إلى إزاحة الرئيس محمود عباس عن منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية، زاعماً خلال حديثه أمام الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنّه "لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه".
يُذكر أنّ مزاعم المندوب "الإسرائيلي" جاءت قبيل دقائق من بدء جلسة مجلس الأمن المنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حول خطة السلام الأمريكية المزعومة، المسماة "صفقة القرن".