- قوات الاحتلال تقتحم الحي الغربي من البلدة القديمة في سلفيت
- طائرات الاحتلال تشن أحزمة نارية بالتزامن مع قصف مدفعي على شمال غزة
غزة – عمرو طبش: في ساعات الصباح من كل يوم يستيقظ المزارع سلامة مهنا، متجها الى غرفة صغيرة أقصى أرضه الزراعية التي تحتوي على أشياء ثمينة بمثابة "روحه"، ألا وهي حبيبات من البذور الوطنية الأصلية التي يحتفظ بها في عبوات مختلفة الأحجام، معتبرا تلك الغرفة "بنك البذور الوطني".
هدفها الحفاظ على جودة البذور الوطنية
يقول المزارع سلامة مهنا "62 عاما"، الذي يقطن في المناطق الشرقية لبلدة القرارة جنوب قطاع غزة، لـ"الكوفية"، جائت فكرته في بنك البذور الوطني بعد كثرة الطلب واحتياج المستهلك في الأسواق للمنتج الوطني الغير مستورد.
ويوضح أنه من خلال هذا البنك يتم التعاون مع المزارعين بإعطائهم عدد معين من البذور التي يحتاجونها بشكل مجاني، مبينا أنه يتم ارجاع تلك البذور مرة أخرى اليه من المحصول الجديد.
ويبين مهنا أن عملية تبادل البذور مع المزارعين هدفها الحفاظ على جودة البذور الوطنية من التلف وانتهاء صلاحيتها نظرا لعدم وجود إمكانيات خاصة تحفظ تلك البذور من التلف.
بذور وطنية تختلف كليا عن البذور المستوردة
وينوه أن جميع البذور الموجودة في البنك جميعها من الإنتاج المحلي، مضيفا أنه في حال عدم وجود بذور من منتج معين في قطاع غزة يتم طلبها من المزارعين في الضفة الفلسطينية بارسال عينات منها لتجربتها في الأراضي الزراعية بغزة.
ويوضح أنه يجري التجارب على الأراضية الزراعية الخاصة به لضمان نجاح البذرة وجودتها العالية وبعد ذلك يقوم بتوزيعها على المزارعين.
ويشير مهنا أن البذور الوطنية تختلف اختلاف كليا عن البذور المستوردة في الطعم واللون والرائحة، وتتحمل العطش والأجواء الحارة والقاسية، وتستطيع تخزين بذورها بسبب عدم تغير الجينات الوراثية للبذرة.
ويتابع حديثة لـ"الكوفية"، بان بنك البذور الوطني يحتوي على 28 صنفا من البذور البلدية منها " السبانخ، البقدونس، السلق، الجرادة، القمح، العدس، الشعير، اليقطين، الكوسا، البطيخ، الحمص".
مشروع يحتاج إلى دعم وتكلفة باهظة
ويوضح مهنا أن البنك يفتقر الى مكان للتخزين المثالي مجهز من جميع الإمكانيات لحفظ البذور بشكل سليم، وجهاز تجفيف البذور، وثلاجات خاص بالتخزين.
ويبين أن مشروع بنك البذور يحتاج الى تكلفة عالية، منوها أنه في الوقت الحالي يعمل بأقل التكلفة نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به قطاع غزة.
ويواصل مهنا الى أهم الصعوبات التي واجهها في عمله بتحديد نوعية البذور البلدية، مشيرا الى أنه يستعين دائما بمهندسين متخصصين في هذا المجال لمعرفة نوعية البذور.
ويطمح مهنا بأن يكون بنك البذور مشروع وطني لا أحد يملكه ليستفيد منه كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.