- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
- طيران الاحتلال يشن غارتين على منطقة قاع القرين جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
- قصف إسرائيلي بالقنابل الحارقة على محيط بلدة المنصوري في قضاء صور جنوبي لبنان
كتبت زينب خليل: بين الحين والآخر تتعالى الأصوات عن انتحار شاب أو فتاة في قطاع غزة، بالشنق أو جرعات متزايدة من الأدوية، وحتى بالموت حرقا بألسنة اللهب، أوإلقاء النفس من علو مرتفع، والنتيجة واحدة "الموت".
شبح الانتحار يطرق أبواب قطاع غزة مجددا، مستقبل أجيالنا الشابة في خطر، لا يكاد يمر شهر إلا وخبر صادم بين الحين والآخر عن واقعة انتحار مأساوية تهتز لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، أجيال فقدت قيمتها تحت ظلال قبضة تصفية الحسابات التي تتسع فجواتها.
هذا الواقع المرير الذي يعيشه المواطنين في غزة نتيجة الحصار المفروض عليهم من كل جانب، زاد فيها الضنك والفقر، ولكن هذا الواقع لا يبرر لهم الإقدام على الانتحار لأن النصر لا يأتي إلا بعد تمحيص واختبار.
3 حالات من الانتحار تم تسجيلهما في قطاع غزة خلال هذا الأسبوع، حيث أقدم 3 شبان على حرق نفسهما، هربا من مثاقل الحياة وهمومها.
وأفاد مراسل "الكوفية"، بأن شابا سكب الوقود على جسده يوم الأربعاء الماضي، وأشعل النار فيه وسط محاولات عديدة من المواطنين إطفاء النيران التي اشتعلت سريعا، موضحا أن الشاب نقل إلى مشفى ناصر لتلقي العلاج ووصفت حالته بالخطيرة.
وأضاف، أن "شابا آخر"م- أ" 23 عاما، أقدم قبل ايام على إحراق نفسه بمخيم جباليا شمال القطاع، وفارق الشاب الحياة بمستشفى الشفاء بعد ساعات من اصابته بحروق، وفتحت الشرطة تحققا في الحادث.
كما أقدم شاب ثالث على الانتحار في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
تهتك للنسيج الإجتماعي
تحدث الناشط الحقوقي، د. صلاح عبد العاطي، عن أسباب و دوافع تزايد حالات الانتحار بشكل ملحوظ في القطاع من الجانب السياسي .
وأكد عبد العاطي في تصريحات لـ"الكوفية"، أن "الأوضاع في قطاع غزة غير أدمية للحياة نتيجة الحصار للعام الـ14 على التوالي، و استمرار الإنقسام السياسي و فرض العقوبات الجماعية على المواطنين والموظفيين العموميين مما ساهم في تدهور الأوضاع الأقتصادية".
و أوضح، أن المؤشرات الرقمية تشير إلى 74 % من سكان غزة يعيشون حالة من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 85% و نسبة البطالة 53 %، ما يعني العجز عن مواجهة الواقع والإحتياجات المختلفة و تراكم المديونات وارتفاع الضرائب نتيجة استمرار حالة الإنقسام .
وطالب عبد العاطي، بحلول جادة لوقف هذه الظواهر و تضمن إجراءات عادلة من السلطة برفع العقوبات من على المواطنين و تخفيف الضرائب، بالإضافة إلى الضغط علي المجتمع الدولي للوفاء بألتزاماته الإنسانية تجاه قطاع غزة.
هروب من الواقع
من جانبها ، أكدت الباحثة الاجتماعية هدي جودة، أن الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار كثيرة في غزة بسبب الظروف الإقتصادية والإنقسام و غياب القانون و المشكلات النفسية المحيطة بالأشخاص.
و أضافت جودة في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن السبب الرئيسي في الإقدام على الانتحار الضغط النفسي و إحساس العجز تجاه عدم القدرة على توفير الإحتياجات الأساسية في ظل غلاء المعيشة أملا في الهروب من الواقع .
و دعت مؤسسات المجتمع المدني والدينية إلى ضرورة التوعية بخطورة الانتحار.
خطر حقيقي
ظاهرة الانتحار باتت تشكل الأن خطرًا على الدولة الفلسطينية، خاصة وأن أغلبية المنتحرين هم من فئة الشباب، والدولة تنمو بشبابها، بينما لا يوجد خطوط وحلول للحد من هذه الظاهرة، فكلما نما الشعور باليأس عند المواطنين وأن حياتهم بلا معنى أو قيمة زادت نسبة ابتعادهم عن الواقع ودخولهم حالة التفكير بالانتحار والانتقال لحياة آخرى قد تكون بنظرهم بعد الموت أفضل مما يعيشوه.