الكوفية:خاص: يصادف، اليوم الإثنين، الموافق السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، اعتمده مجلس الوزراء في جلسته رقم (13) برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية المنعقدة بتاريخ 17 يوليو/ تموز 2019.
وسطرت المرأة الفلسطينية، بنضالها وتضحياتها وتفردها، أبهى حضور في مسيرة النضال الفلسطيني، بكافة الأشكال والصور، لتتقن كل الأدوار وفي شتى المجالات، لتجدها أسيرة وشهيدة وجريحة، ومربية أجيال وصانعة رجال، شكلت تاريخا حافلا بالإنجازات، لتحيك قصص إباء وعنفوان، يذكرها التاريخ للمرأة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، لنساء شريكات للرجال في الثورة والزنازين يحملن الوطن على أكتافهن بلا هوادة.
المرأة الفلسطينية سندان القضية
وتحدثت عضو المجلس الفلسطيني للتمكين الوطني، رانيا اللوح، بمناسبة يوم المرأة العالمي، في تصريح لـ "الكوفية"، عن المراحل التي خاضتها المرأة الفلسطينة على امتداد تاريخ قضيتنا قائلة، إن "للمرأة الفلسطينية تاريخا مشرفا لقضيتها خلال عقود التي بدأت خاصة في ظل الاحتلال، شريكة في كل مراحل النضال بدءا من معركة العفولة 1893 مرورا بمعركة البراق 1929، وفي عام 1948 عاصرت مرحلة النكبة التي شكلت منعطفا خطيرا على الأسرة الفلسطينية، التي صاحبها تهجير وطرد وضياع، فكان للمرأة الفلسطينية دور كبير في هذه المرحلة الصعبة، وكذلك وعد بلفور والتصدي له مما لها من تداعيات".
وأضافت اللوح، "تعددت أشكال النضال عند المرأة الفلسطينية وتبلور ذلك من خلال المشاركات عبر المجلس الوطني الذي انعقد لأول مرة في القدس عام 1964، واشترك فيهن 10 نساء باعتبارهن ممثلات للقطاعات النسائية المختلفة".
وتابعت اللوح، معددة إنجازات المرأة الفلسطينية، "عقد أول مؤتمر نسائي في القدس بحضور 129 مندوبة يمثلن الاتحادات والجمعيات والروابط النسائية الفلسطينية، وكذلك كان لها دور مابعد مراحل الستينات وتطور عملها إلى مؤتمرات ودخلت ضمن إطار منظمة التحريرعبر المجلس الوطني وتشكيل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام1965 وهو الإطار الجامع للنساء في الأحزاب والتنظيمات التي تتبع منظمة التحرير الفلسطينية 1965، وكل هذا وسائل وبوابات تدخل منها المرأة الفلسطينية لإثبات حقوقها ووسيلة من النضال لانتزاع حقها في ظل احتلال غاشم".
وأثنت اللوح، على الدور البارز الذي لعبته المرأة الفلسطينية، بعد تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في المؤسسات والوزارات بنسب عالية، مشيرة إلى مشاركتها الفاعلة في التنظيمات والأحزاب.
وأكدت، أن "المرأة الفلسطينية لم تترك أي مجال إلا وشاركت فيه، تاركة بصمات واضحة في الدفاع عن حقوقها وعن القضية الفلسطينية".
وقال اللوح، إنه "رغم نضال المرأة الفلسطينية الطويل، هناك ماينقصها وخاصة مايتعلق بالأحوال الشخصية، مطالبة بتحديث القوانين الخاصة بها، وإعطاء حقوقها وإنصافها وهذا واجب المجتمع الفلسطيني أن يعطيها، بعد أن أعطته كل شيء".
المرأة الفلسطينية مابين الزنزانة وتعذيب السجان
وتعتبر فاطمة البرناوي التي اعتقلت بتاريخ 14 تشرين أول/ أكتوبر 1967، الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقد حُكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد "مدى الحياة"، إثر اتهامها بوضع قنبلة في "سينما صهيون" في مدينة القدس، وتم إطلاق سراحها بعد 10 سنوات من الاعتقال.
فيما لم تسلم المرأة الفلسطينية من بطش وجرم الاحتلال لتشكل عنوانا للمقاومة، وتتعرض لكافة أشكال القمع بحقها، من اعتقالات مستمرة وتعذيب على أيدي السجان في الزنازين.
بالأرقام.. نضال مستمر مع تعاقب الأحداث والسنوات
بدروه، أفاد نادي الأسير، بأن انتفاضتي العام1987 والعام 2000 شكلتا النسبة الأعلى من حيث اعتقال النساء، وفي عام 2015 ارتفعت عمليات اعتقال النساء ومنهن القاصرات مع اندلاع الهبة الشعبية، حيث وصل عدد حالات الاعتقال بين النساء خلال عام 2015 إلى 200، وفي عام 2016 إلى 164، وفي 2017 إلى 156، وفي 2018 133، وعام 2019 إلى .128
وكشف نادي الأسير، أن عدد حالات الاعتقال لدى الاحتلال، العام الماضي 2019 في صفوف النساء بلغت 128؛ بينهن أمهات وقاصرات، لافتًا إلى اعتقال 29 فلسطينية منذ مطلع 2020.
المرأة الفلسطينية والكفاح المسلح
تخطت الأم الفلسطينية الدور العام للأمهات في التربية والتنشئة فقط، بل نجحت في الانخراط في كافة أشكال العمل الوطني الفلسطيني، وأعلنت انضمامها للمجموعات الفدائية، وشاركت في تنفيذ العمليات المسلحة، وساعدت في نقل الأسلحة وتخزينها، شريكة للنضال في كافة المواقع وتحت أي ظرف عبر تاريخ الثورة الفلسطينية.
فلسطينيات خلّدهن التاريخ
شادية أبو غزالة.. أول شهيدة فلسطينية
شكلت شادية أبو غزالة، التي عملت في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتبنّت العمل العسكري، نموذجاً للمرأة العربية المقاومة، حيث شاركت في العديد من العمليات ضد الاحتلال، وأثناء تحضيرها لقنبلة يدوية الصنع، كان المفترض أن تقوم بتفجيرها في بناية في تل أبيب، انفجرت أثناء قيامها بتحضيرها، وبذلك، تكون الشهيدة المناضلة شادية أبو غزالة أول شهيدة فدائية في الثورة الفلسطينية.
دلال المغربي.. عروس يافا
شابة فلسطينية نفذت عملية عسكرية، عرفت بعملية كمال عدوان في المنطقة الساحلية بين مدينتي حيفا وتل أبيب في 14 مارس/آذار 1978 أسفرت عن مقتل 36 إسرائيلياً، لترتقي شهيدة مع ثمانية من الفدائيين الفلسطينيين، لتلقب بـ "عروس يافا" التي قاتلت لأجل فلسطين وكل فلسطين.
وغيرهن الكثير الذين صاروا على دربهن في الكفاح والنضال، نعمة الحلو، ليلى شاهين، مريم أبو دقة، عبلة طه، ليترواح نضالهن مابين الأسر والاستشهاد والعمل السياسي".
انتفاضة الأقصى وعودة الاستشهاديات
وفاء إدريس أول استشهادية في انتفاضة الاقصى، نفذت عملية استشهادية في قلب مدينة القدس، قامت بتفجير حزامها الناسف بين مجموعة من الإسرائيليين في شارع يافا، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين، وإصابة 90 آخرين، لتبزغ شمس العمليات الاستشهادية من جديد، ويلحق بركبها الثائرات الفلسطينيات، دارين أبو عيشة، ريم رياشي ، عندليب طقاطقة، ايات الأخرس هبة دراغمة، هنادي جرادات
رزان النجار ملاك المواجهات
مسعفة فلسطينية متطوعة ميدانية، أخذت على عاتقها إسعاف الجرحى في مسيرات العودة في قطاع غزة، استهدفتها رصاصة متفجرة لقناص إسرائيلي اخترقت صدرها، لترتقي شهيدة، وهي تقدم واجبها الوطني.
المرأة الفلسطينية نموذج يحتذى به
وبهذه المناسبة، وجهت أمين سر مجلس المرأة- ساحة غزة، في تصريح لـ "الكوفية" رسالة للمرأة الفلسطينية في يومها، قائلة "كل عام ونساء العالم بخير والمرأة الفلسطينية بألف خير تلك المرأة التي تحمل كل المعاني الكفاحية والنضالية من أجل قضيتنا العادلة منتفضة ورافضة للمحتل وستبقى تناضل من أجل الحرية والعودة والاستقلال".
عبرت الحسنات، عن فخرها بالمرأة الفلسطينية، متابعة "هذه المرأة تعتبر نموذج يحتذى به لقد تفوقت وأبدعت في كل المراكز التي أحتلتها بالإضافة الى أنها تناضل من أجل قضاياها المطلبية كمواطنة كاملة الحقوق".
وطالبت الحسنات، القيادة الفلسطينية بإنهاء الانقسام وتوحيد كافة القوى الوطنية للتصدي لصفقة ترامب كونها مؤامرة تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، داعية لضرورة "وجود إستراتيجية نضالية وطنية لحماية كافة الحقوق الفلسطينية".
المرأة الفلسطينية قادت ثورة ولم تترك مكانها شاغرًا
من جهتها، قالت الشاعرة رحاب كنعان، والتي تلقب بـ"خنساء فلسطين"، كونها فقدت 54 شهيدا من عائلتها، في حديث لـ "الكوفية"، إن المرأة الفلسطينية قائدة، أثبتت وجودها في كل الميادين ولم تترك مكانها شاغرا، فهي قادت ثورة وهي الشهيدة والأسيرة والمناضلة".
واستعرضت كنعان، انخراط المرأة الفلسطينية في الكفاح المسلح، قائلة، إن "دلال المغربي المرأة الفلسطينية الأولى التي أعلنت جمهورية فلسطين، ولتلحقها امراة أخرى تحلق في سماء الوطن في طائرة إشارة إلى ليلى خالد، (خاطفة الطائرات) وفي السجون لم تخضع ولم تترك وبقيت تناضل".
وأوضحت كنعان، أن "الأم الفلسطينية تزف أبناءها شهداء وتحثهم على النضال والجهاد، وتطلق الزغاريد عندما تودعهم شهداء"، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية أصبحت مدرسة لكل البشرية بصمودها وعطائها وتضحياتها".
وأضافت، أن "المرأة الفلسطينية مشعل مضئ في واحات الأدب والثقافة، فهي التي تتواجد دائمًا صامدة ومعطاءة بالرغم من المؤامرات والحصار وتكاثر الخنساوات وتضحي ولا تمنع نفسها من العطاء".
وأكدت كنعان، أن "رسالة المرأة الفلسطيني في الثامن من آذار، تتمثل في ضرورة إنهاء الأنقسام"، مطالبة بحقها في المشاركة بأي قرار يخص الوطن، لأنها أثبتت وجودها في كل الميادين وبجدارة.
واختتمت حديثها لـ"الكوفية"، بالتأكيد على أن "المرأة الفلسطينية ستبقى تنادي بإنهاء الانقسام ثابتة على حقها في بناء الوطن".
وستبقى المرأة الفلسطينية، نهرا لا ينضب من التضحيات، وفولاذا يستمد صلابته من جذور أشجار الزيتون، ليعلم القاصي والداني، أن هنا فلسطين، وهنا خنساواتها.