غزة: أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور طلال الشريف، اليوم الثلاثاء، أن اعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة الفلسطينية المحتلة، للمناضل الفتحاوي، حسام خضر، سلط الضوء من جديد على قضية الانقسام الفتحاوي الذي لا يقل خطورة عن الانقسام الوطني.
وقال د. الشريف، في مقال له نشرها عبر "الكوفية"، اليوم، إن "موضوع اعتقال المناضل الفتحاوي حسام خضر على خلفية النقد من قريب أو بعيد للرئيس محمود عباس، قد أشعل الضوء من جديد على قضية الانقسام الفتحاوي الذي لا يقل خطورة عن الانقسام الوطني".
وأضاف، "الذي وضح بصورة جلية بعد إعتقال حسام خضر بأن الإنقسام الفتحاوي متشعب، وليس مقتصرًا على التيار الإصلاحي في حركة فتح، بقيادة النائب محمد دحلان رغم أنه الأكثر تنظيما وفاعلية".
وتابع، أن "ما عبر عنه السيد حسام خضر في حديثه بعد إطلاق سراحه، ينبئ بأن العلاقة بين جمهور فتحاوي واسع في مخيم، مثل مخيم بلاطة نابلس له من الصفة الإعتبارية النضالية والرمزية التاريخية للتركيبة السكانية ومقارعة الاحتلال الطويل والمشهود له في الإنتفاضات السابقة يحمل الكثير من المؤشرات على حجم الخلاف مع المركز في رام الله ومن يديرون البلاد".
وأوضح، "كان واضحًا أن إطلاق سراح حسام خضر كان إفلاتا من تدهور الخلاف لحالة أكثر حدية لو إستمر إعتقال حسام خضر، ولماذا تصل الحالة الفتحاوية لهذا الطريق؟ فالسلطة فتحاوية والمعتقل والرافضين للاعتقال كجماعة أيضا فتحاوية ؟".
وأكد د.الشريف، أن "هناك غير التيار الإصلاحي ومخيم بلاطة مجموعات رافضة لسياسة الرئيس وفريق الحكم، وحتى هذا فريق الحكم الفتحاوي به من القول الكثير من الخلافات الحادة والحدية تحت الجمر على خلفية الصراع على خلافة الرئيس لا تقل أهمية وخطورة عما تبين من إرهاصات حدية كانت ستتطور على خلفية اعتقال حسام خضر".
و أوضح د.الشريف، أن مجموعات فتحاوية مسلحة معارضة في جنين ونابلس، جبريل الرجوب ومؤيديه وماجد فرج ومؤيديه، وتوفيق الطيراوي ومؤيديه، حسين الشيخ ومؤيديه، محمود العالول ومؤيديه، ومراكز قوى داخل الحركة وأطماع التحالفات، والرئيس ومن حوله، ناهيك عن قصة فتح غزة المنقسمة على نفسها، وانقسامات أخرى في كل المناطق والهيئات والشخصيات الفتحاوية، فهل هذه هي فتح التي ستقود المشروع الوطني؟".
وأضاف، "الرئيس يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في فتح بحكم قيادته للحركة في هذا الإتجاه وهو بالمناسبة الخصم في كل هذه التشرذمات الفتحاوية، وعليه أن يدعو الجميع الفتحاوي لإجتماع تصالحي طارئ وسريع دون استبعاد أحد ليعيد تماسك الحركة قبل فوات الأوان والتعالي عن الخصومات مع الجميع، فخراب فتح يعني إنهيار التيار الوطني المركزي في منظمة التحرير، ما يعني تراجع مجمل التيار الوطني الفلسطيني قبل أن يؤول إلى ما آل إليه حزب العمل في إسرائيل الذي أضعف الحالة الديمقراطية وأدى لصعود الأحزاب الدينية واليمين الصهيوني ووضع المنطقة كلها في عداء لزمن طويل".
واختتم قائلًا، إن "المصالحة الفتحاوية ليست مستحيلة وبتحقيقها ستؤدي لمصالحة وطنية بالتأكيد".