أسوأ ظاهرة في جائحة الكورونا هي ظاهرة المناكفة وتبادل التهم والتربص لكل ما يصدر عن رام الله أو عن غزة من تصريحات أو خطوات لمكافحة الوباء، الله وأكبر حتى في الوباء متناكفين.
دراما لا بعدها دراما، سكارى يهذون كأنهم لم يتقنوا في حياتهم سوى الردح والمعايرة والمكايدة.
عندما تقرأ ما يصرحون أو يكتبون تتخيل أنهم يعملون أي شيء وعيونهم خلف رؤوسهم، لا ينظرون بتركيز في العمل الذي يقومون به، بل هم يلفتون خلفهم وكأن رقابهم مرضت وتصلبت في الوضع الخلفي للإنقسام، لتبقى أعينهم على خصم كل منهم السياسي، وكأنهم يخرجون لسانهم لبعضهم مجاكرة كل منهم للآخر، في منظر مؤذ لكل المسؤولية الوطنية والإنسانية التي أضاعوها وكأنهم ضيعوا القبلة.
الشعوب والدول والعالم منشغلون في الكورونا وغزة ورام الله منشغلون في بعضهم البعض، وصحيح المثل اللي قال قاعدين لبعض زي القرينة، وكأنه لا يوجد وباء مرعب، فهم على ما يبدو مغيبون عن أحاسيس البشرية الملتهبة على مصير المصابين ومن سيصاب غدا وكم سيفقدون من أرواح، وكأنه مش فارقة معهم لو مات كل الشعب.
غزة ورام الله وتوابعهم وسحيجتهم يجبرونا على عدم التركيز ويشغلون شعبنا من جديد بخلافاتهم، هذا يمنع وهذا بدو، وهذا يقول شمال وهذا يقول يمين، وكل يحاول التشبث في مملكته والدفاع عنها في مشهد تاريخي غريب عن كل عقل سليم، ولا هاممهم على ما يبدو تطورات وأحداث وكارثة ينبه منها المحتل بأنه خلال شهر من اليوم قد تصل الإصابات بالمعدل الآني لعدوى الكورونا في إسرائيل لمليون شخص، وكأن هناك غفلة من السياسيين والمتثقفين والكتتابة المشتبكين في فلسطين على تفاهات الحكم والإدارة فماذا سيفعل هؤلاء السكارى بالكراسي لو لا سمح الله ضرب الكورونا شعبهم.
المشهد محزن وكئيب، كلما صدمك هؤلاء كل صباح بما جهزوا لبعضهم لمعركة الغد بالليل الفائت، إلى هذا الحد هذا الحقد والصراع وعلى ماذا؟ على السلطة ..
حلوا عنا بخلافاتكم وتخلفكم عن العالم أجمع، منغصين علينا حياتنا بوباء وبدون وباء، فعلى ما يبدو أنكم فقدتم الإحساس بالخطر ، مش كفاية علينا الكورونا.