متابعات: كشف الإعلام العبري، اليوم الأحد، عن تقدم بمفاوضات صفقة تبادل أسرى إنسانية بين حركة حماس وسلطات الاحتلال، لافتة إلى وجود دور روسي في إتمام الصفقة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن مداولات صفقة تبادل الأسرى "الإنسانية" تدور حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من كبار السن والأسيرات والأطفال، مقابل إعطاء "حماس" معلومات عن الأسرى الإسرائيليين لديها، وإطلاق سراح أسيرين منهم تصنفهما إسرائيل بأنهما مدنيان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية في قطاع غزة، أنه "في إطار المبادرة التي عرضها قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار الأسبوع الماضي، بشأن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة، فإن "حماس مستعدة لإعطاء معلومات عن الإسرائيليين الذين يوجدون لديها، مقابل إطلاق سراح سجناء كبار في السن ومرضى وأسيرات وقاصرين".
وأشارت إلى أن "إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط ممن أعيد اعتقالهم في 2014 وعددهم 55، ليس جزءا من المرحلة الأولى للصفقة، والتي هي على الطريق، لكن حماس تتوقع أن تجدد المطالبة بإطلاق سراحهم لاحقا".
وأردفت، "في حماس يقدرون أن تطبيق هذه الخطوة كخطوة إنسانية في ظل كورونا، والتي تشمل السجناء "الأضعف"، يمكن أن ينظر إليه بصورة إيجابية وأن يطلق المفاوضات".
وأكدت الصحيفة، أنه "لم تكن هناك أي علامات في السجون تدل على صفقة ظاهرة حتى في نهاية الأسبوع الماضي، كما أن محرري صفقة شاليط لم يحصلوا على أي معلومات عن إطلاق سراحهم في وقت قريب"، لافتة إلى أن "قيادة الأسرى وضعت مطالب منها تسهيلات في شروط الاعتقال الحالية، إضافة إلى ذلك طلبت إعادة جزء من السلع التي حظرت عليهم في السجون، وإخراج عدد من الزعماء المعتقلين في أقسام العزل منهم الأسير وليد دقة".
وتابعت، "مؤخرا كانت محاولة من قبل إسرائيل للفصل بين الإسرائيليين المفقودين، وتم الاقتراح على حماس، إطلاق سراح إبراهيم منغيستو مقابل خطوات إنسانية، لكن الأمر لم يخرج لحيز التنفيذ، ضمن أمور أخرى، بسبب عدم الاستجابة من جانب مصر التي تعاني من أزمة كورونا، كما أن قيادة حماس طلبت كجزء من العملية إطلاق سراح القاصرين الأسرى في إسرائيل والنساء، علما بأن الحديث يدور عن نحو 250 أسيرا، ولا يشمل المعتقلين الإداريين".
حماس ترحب
بدوره، أكد قيادي في "حماس"، أن حركته ترحب بأي دور روسي، لإبرام صفقة تبادل أسرى، شرط التزام الاحتلال ببنودها.
وبحسب موقع "عربي21"، قال القيادي الذي رفض الكشف عن هويته، أن "مصر هي وسيط طبيعي بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وكل طرف معني بوجودها لاعتبارات كثيرة"، مؤكدا أن "الاحتلال لا يمكن أن يتهرب من استحقاق الرد على المبادرة في النهاية".
وشدد على "جمهورية مصر العربية هي من تقود الوساطة بين الطرفين في كل المجالات ولن يختلف الأمر بشأن صفقة التبادل المتوقعة، أما روسيا، فنحن نرحب بدورها إذا وفق الاحتلال على هذا الدور".
وتوقع أن "يتدخل الطرف الروسي في وقت لاحق"، واصفا دور موسكو بالمهم والايجابي خاصة في متابعة التزام الاحتلال واحترامه لأي اتفاق في هذا الشأن".
وبين أن "روسيا حضرت في الحديث عن الصفقة، لأن رئيس المكتب السياسي لحماس، زار روسيا واتصل بنائب وزير الخارجية مؤخرا".
وحول ما ينشر في الإعلام العبري، قال القيادي، إنه "وفي ظل القيود، يبحث ويبني ويهدم، لأنها مقيدة من الرقابة العسكرية بشكل مشدد، لذا يقومون في بعض الأحيان بالتأليف أو النشر عبر مصادر ما خاصة فيما يتعلق بالوسيط الروسي في إطار قراءة الزيارة والاتصال رابطا إياه بدخول روسيا على خطها ".
بدوره، أكد القيادي في "حماس" محمود الزهار، أن "قيادة الحركة ستفحص كل اقتراح من جانب إسرائيل بجدة".
وأوضح الزهار، في تصريحات صحفية، أن "حماس أوضحت الشروط ونقلت إلى إسرائيل قائمة بأسماء السجناء الذين تريد حماس إطلاق سراحهم".
من جهته، أكد مسؤول ملف الأسرى في حركة "حماس"، موسى دودين، أن "حماس مستعدة للبدء في مفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة".
واعتبر دودين، في تصريح صحفي، أن مبادرة السنوار "فتحت نافذة فرص، وعلى إسرائيل استغلالها، وإلا ستضطر إلى إجراء مفاوضات بشروط أصعب".
وأشار قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، الخميس الماضي، إلى إمكانية أن تقدم حماس "تنازلا جزئيا مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى والأسيرات".
المراحل الأخيرة
في سياق متصل، ذكرت صحيفة الجريدة الكويتية، أن "صفقة التبادل المرتقبة بين إسرائيل وحماس، دخلت مراحلها الأخيرة".
وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، أن "إسرائيل وافقت بالفعل على الإفراج عن كل الأسرى والأسيرات لديها الذين تقل أعمارهم عن الثمانية عشرة، وما بقي قيد النقاش هو عدد الأسرى من كبار السن".
وأشارت إلى أن "النقاش لا يزال مستمرا حول السن المحددة والعدد، حيث اقترحت حماس أن يتم الإفراج عن جميع السجناء من الفئات الثلاث".
ونقلت للصحيفة، عن مصدر مطلع، أن "حماس وافقت على إطلاق الإسرائيليين الاثنين، وتسليم جثمان جندي واحد، وتقديم معلومات عن مصير الثاني".
من ناحيتها علقت قناة البث العبرية الرسمية "كان" على ذلك، بأنه "لم يؤكد النبأ أي مصدر إسرائيلي رسمي"، لافتة إلى أن "المفاوضات تتم عبر طرف ثالث، تقوده مصر، كما تلعب روسيا هي الأخرى دورا في التفاوض".
وبحسب "كان"، فإن "الوسيط حصل على موافقة الطرفين لكي يكون بمقدوره تقديم مقترحات من جانبه من أجل المساعدة في التوصل لحل"، مبينة أن "صفقة التبادل ستتم على مرحلتين، الأولى تتضمن إطلاق سراح الأطفال والنساء مقابل الإسرائيليين الاثنين، ومن ثم إنهاء مسألة الجنديين الاثنين مقابل السجناء من كبار السن".
وأعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، في 20 يوليو/تموز 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب على غزة، فيما أعلن جيش الاحتلال في مطلع أغسطس/ آب، فقدانه الاتصال بالضابط هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وفي يوليو/ تموز 2015، كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من سبتمبر/أيلول 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية عام 2016.