نيويورك: توقع صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، أن يصل سعر خام القياس العالمي "برنت" بالقرب من 34.80 دولار للبرميل في عام 2020، بانخفاض قدره 43.3% عن متوسط عام 2019، وأن يعاود الارتفاع إلى 36.40 دولار للبرميل في عام 2021.
وأرجع الصندوق، في عدد أبريل/ نيسان 2020 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر بعنوان "الإغلاق الكبير"، هذا الانخفاض إلى حالة عدم اليقين التي تعززها جائحة فيروس "كورونا"، وتراجع إحجام الطلب العالمي على النفط وتراكم المخزونات وكذلك التخبط في موقف "أوبك+" تجاه خفض معدلات الإنتاج.
وذكر التقرير أن التوقعات تشير إلى ارتفاع سعر خام "برنت" إلى قرابة 45 دولارا للبرميل على مدى السنوات الخمس المقبلة، في ظل مخاطر سلبية مثل انهيار تحالف "أوبك +" وارتفاع أكبر من المتوقع لإنتاج النفط الصخري الأمريكي وسط تراجع الأسعار.
ولفت الصندوق إلى أنه منذ تفشي فيروس "كوفيد -19"، انخفضت أسعار السلع والمعادن بشكل حاد حيث أدت تدابير احتواء الوباء - أولا في الصين ثم في جميع أنحاء العالم - إلى انخفاض كبير في حركة السفر والنشاط الصناعي العالمي، ثم انخفضت أسعار النفط أكثر في مارس/ آذار بعد فشل "أوبك +" في التوصل لاتفاق حول كيفية الرد على توقعات تراجع معدلات الطلب على النفط.
وأضافت المؤسسة المالية أن أسعار النفط انخفضت 7.3% بين أغسطس/ آب 2019 وفبراير/ شباط 2020، حيث انخفضت من 57.60 دولار إلى 53.40 دولار للبرميل، قبل أن تنخفض بنسبة 39.6% في مارس/ آذار إلى 32.30 دولار للبرميل، بسبب تفشي جائحة "كورونا" في العديد من الدول، وأثرت تدابير الاحتواء بشكل مباشر على قطاع النقل، الذي يمثل أكثر من 60% من الطلب على النفط، وتراجع الطلب، وكذلك انهيار تحالف "أوبك +" في 6 مارس/ آذار 2020، مما أدى إلى أسوأ انخفاض يومي في سعر النفط منذ عام 1991.
كما توقع "صندوق النقد الدولي" أن تؤدي قيود السفر الدولية والمحلية في جميع أنحاء العالم والانخفاض الحاد في حركة المرور على الطرق إلى انخفاض غير مسبوق في الطلب على النفط في عام 2020 - مدفوعا في الغالب بانهيار استهلاك النفط في الربع الثاني الذي قد يتجاوز 10 ملايين برميل يوميا، أي حوالي 10% من إنتاج النفط اليومي العالمي.
جدير بالذكر أن دول "أوبك +" توصلوا إلى اتفاق، يوم الأحد الماضي، لتخفيض الإنتاج بدءا من الأول من مايو/ أيار المقبل بـ 9.7 مليون برميل لمدة شهرين، وتم تأخير الاتفاق المبدئي الذي أُعلن يوم الخميس الماضي لعدة أيام لإقناع المكسيك بتخفيض يبلغ 400 ألف برميل، غير أنها أصرت على تخفيض محدود قدره 100 ألف برميل.
وتمتد التخفيضات على عدة مراحل بداية من 2 مليون برميل من شهر يوليو القادم وحتى نهاية العام 2020، ومن ثم تقليلها بمليوني برميل أخرى من بداية عام 2021 حتى أبريل/ نيسان 2022.