غزة – عمرو طبش: استطاع المبرمج الفلسطيني محمود أبو غوش من سكان قطاع غزة، بالنجاح في اختراع برنامج يشخص المصابين بفيروس كورونا عن طريق صور الأشعة باستخدام الخوارزميات خلال 37 ثانية.
عن طريق أشعة "الترا ساوند"
ويقول المبرمج محمود أبو غوش لـ"الكوفية" عن بداية فكرته إنه استغل وقت الفراغ الذي فرض عليه بعد إعلان حالة الطوارئ في قطاع غزة بسبب جائحة كورونا، بتقديم خدمة لشعبه خاصة وللعالم أجمع، من خلال البحث عن إنجاز وابتكار برنامج يشخص الإصابة بفيروس كورونا في وقت قصير جدا، خاصة أنه عمل سابقا في دمج التكنولوجيا في التشخيصات المرضية "سرطان الثدي، اللوكيميا".
ويوضح أن الأمر الذي ساعده في ابتكار البرنامج هو التجربة الصينية التي نجحت في السيطرة على تفشي الفيروس في مدينة وهان، خاصة أنهم لم يستخدموا التشخيص العادي والذي يستغرق وقتا أطول، بل كانوا يستخدمون التشخيص عن طريق أشعة "الترا ساوند" والتي تعتبر من أسرع الطرق في تشخيص المريض.
كيفية تجميع صور أشعة
وبين أبو غوش أنه بعد سؤاله لأطباء متخصصين عن مدى صحة طريقة التشخيص بأشعة "الترا ساوند"، فوجد منهم من يؤكد، والآخر ينفى طبيا عن مدى صحة الطريقة.
ويشير أنه لم يتوقف عن البحث بعد سؤاله للأطباء، بل واصل في البحث عن شيء بديل، متابعا أنه وجد طريقة أخرى بالتشخيص عن طريق أشعة "إكس راى، والسي تي"، إضافة إلى أشعة "ألترا ساوند".
وكشف المبرمج أبو غوش عن أهم المعيقات التي واجهته أثناء عمله هو كيفية تجميع صور أشعة لأشخاص ومصابين بفيروس كورونا من العالم.
وأكد أنه استطاع بالتغلب على المعيقات من خلال تواصل مع أصدقائه المتواجدين في مجموعات بحثية في العالم، لطرح فكرته ومساعدته في توفير أكبر عدد ممكن من صور أشعة لأشخاص ومصابين بالفيروس في العالم.
يتم تزويده ببيانات لحظية لصور أشعة من 24 دولة
وبين أبو غوش أن فكرته لاقت إقبالا وإعجابًا لدى الأشخاص الذين بادروا في مساعدته بتوفير الصور، حيث بدأوا بإرسال ما يقارب 4 آلاف صورة أشعة بشكل يومي حتى وصلت قاعدة البيانات إلى 55 ألف صورة، مضيفاً أنه يتم تزويده ببيانات لحظية لصور أشعة المصابين من 20 دولة أجنبية، و4 دول عربية.
ويتابع أنه بعدما استطاع بجمع الصور لأشخاص مصابين، تواصل في عمله بجمع أيضا صور أشعة لأشخاص غير مصابين بالفيروس في العالم، لتدريب خوارزميات البرنامج على الشخص المصاب والغير مصاب.
ويواصل المبرمج أبو غوش، أنه بعد عملية جمع صور الأشعة، بدأ ببرمجة وتدريب الخوارزميات على قياس التشابه ووضع وزن للتشابه في المجموعة الاولى "مصاب"، والثانية "غير مصاب" لأن الأشخاص المرضى بالتهاب رئوي حاد، والمدخنين، والمصابين بالفيروس سابقا ستظهر صور الأشعة متشابهة عند الجميع سواء المصاب بالفيروس أو المدخن.
تصنيف الشخص بأنه مصاب أم لا خلال 37 ثانية
ويضيف أنه أدخل مجموعة من صور الأشعة على البرنامج بعد تدريب الخوارزميات استمر لمدة 5 أيام، لتجربة هذه الخوارزميات خارجة عن المجموعتين لتصنيف الشخص باتباعه للمجموعة الأولى "المصاب" أو للمجموعة الثانية "غير مصاب"، حسب وزن ومعاملات معينة مثل الجنس والعمر، مدخن أو غير مدخن ... إلخ.
ويوضح المبرمج أبو غوش في ختام حديثه لـ"الكوفية"، أن النتائج ودقتها تختلف نظرا لاختلاف حدة الفيروس من شخص لآخر حسب مناعته في الجسم، مضيفا أن النتائج تقدر دقتها بنسبة تترواح بين الـ 93% والـ 98% ، بعد إدخال صورة للمجموعتين في البرنامج وتصنيف الشخص بأنه مصاب أم غير مصاب خلال 37 ثانية.