- طيران الاحتلال يشن غارتين على منطقة قاع القرين جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
- قصف إسرائيلي بالقنابل الحارقة على محيط بلدة المنصوري في قضاء صور جنوبي لبنان
لم تعد المعلومات والمواقف التي يدلي بها المسؤول هي فقط ما يتم تسجيله ورصده، بل أن البعض يذهب لتحليل لغة جسد المسؤول للوقوف على حقيقة ما تحدث به، وهناك مراكز مختصة تعكف على تحليل نقاط قوة وضعف المسؤول إستناداً على لغة الجسد التي باتت علماً يتناول كل شاردة وواردة في حركة الجسد، ويؤكد المختصون أن لغة الجسد تتفوق على قوة المعلومة في التاثير والإقناع وتكشف الكثير عن شخصية صاحبها، لذلك بات من الضروري لكل من يفرض عليه عمله التواصل مع الناس أن يلتحق بدورة تدريبية تتعلق بلغة الجسد.
المشهد الذي رصدته الكاميرا لرئيس وزراء الحكومة الفلسطينية د. محمد اشتيه وهو يقطع حديثه في مؤتمره الصحفي ليقول للناطق بإسم الحكومة ابراهيم ملحم "شيل ايديك من جيابك" ناله الكثير من التعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، من المهم اولاً القول أن وضع اليد في الجيب يوحي لدى الكثير منا عن حالة من الإستعلاء والكبرياء، ولا يتعلق هذا فقط بالثقافة العربية بل يشاركنا في ذلك بعض المجتمعات الغربية ومن ضمنهم الألمان، رغم أن علم لغة الجسد لم يحدد على وجه الدقة تعريفاً لهذه الحركة، فهو تارة يذهب بصاحبها إلى النزوع للإكتئاب والضعف وتارة أخرى تعبيراً عن الضجر والملل وأن لديه من المعلومات ما يود إخفاءها وفي أحيان أخرى تأتي تعبيراً عن الثقة بالنفس الذي قد تصل بصاحبها إلى حد التحدي والكبرياء.
أجاد الأخ ابراهيم ملحم في عمله كناطق بإسم الحكومة الفلسطينية سيما خلال أزمة كورونا، تحدث بطريقة مقنعة دون تهويل أو تقزيم للأزمة استطاع من خلالها أن يجذب الأضواء اليه، وأن يملأ ببراعة الفراغ الناجم عن التغيب الإعلامي لأعضاء الحكومة وبخاصة الوزراء ذوي العلاقة المباشرة بالأزمة، وعلى قاعدة من يعمل لا بد وأن يخطيء جاء الخطأ عندما وقف بجوار رئيس الحكومة في مؤتمره الصحفي واضعاً يديه في جيبه، وإن كنت أميل إلى أن الحركة ناجمة عن عادة أكثر مما تحمله من دلالات في لغة الجسد، إلا أن ذلك لا يحجب الخطأ ذاته، بالمقابل من خلال معرفتي بالدكتور محمد اشتيه فإنه يولي اهتماماً بلغة الجسد وما يرتبط بها من مؤثرات نفسية، أذكر أنه زارنا في بلدية خان يونس في مبناها القديم حين كان مديراً عاماً لبكدار، انتقد يومها اللون الرمادي المستخدم في طلاء المبنى من الداخل كونه يبعث عن الملل والاحباط في أماكن العمل، وحين طالبته بتمويل بكدار لبناء دور اضافي لمبنى البلدية لتخفيف الزحام فيه وافق مشترطاً تغيير اللون الرمادي.
لا أعتقد أن ملاحظة رئيس الوزراء هي محل جدل بل ردة فعله التي جاءت بطريقة عالج بها الخطأ بخطأ أفدح منه، فكان يمكن لرئيس الوزراء ألا يقطع مؤتمره الصحفي ويؤجل ابداء ملاحظته للناطق بإسم حكومته لما بعد ذلك، أو أن يبتعد قليلاً عن الميكروفون ويهمس بملاحظته في أذن الأخ ابراهيم ملحم، أو على أقل تقدير أن يلجأ لذات الطريقة التي تعامل فيها قبل أيام قليلة رئيس البرلمان المصري د. علي عبد العال حين قال مازحاً لرئيس الهيئة العامة للرقابة المالية "لما تتكلم شيل ايدك من جيبك" اثناء مناقشة مشروع قانون التمويل الاستهلاكي في البرلمان، وكون ردة فعل رئيس الوزراء حملت ملامح الجدية الممزوجة بالغضب فكل ما نخشاه أن تكون جاءت تحت تأثير من أوغل صدره من أعداء النجاح، وفعل خيراً رئيس الوزراء في تعقيبة على تداول الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه تربطه علاقة قديمة مع ملحم وفيها الكثير من الود والاحترام والتلقائية، وإنطلاقاً من ذات التعقيب وكون علاقة العبد الفقير بدولة رئيس الوزراء قديمة وفيها الكثير من الود والاحترام وإلى حد ما تتسم بالتلقائية فإنني أطالب رئيس الحكومة بأن يشيل يد الحكومة من جيوب من قطعت رواتبهم ومن جيوب آلاف الموظفين في قطاع غزة الذين طالت رواتبهم الخصومات وفي كل ذلك مخالفة فجة للقانون، وليعذرني دولة رئيس الوزراء فمن يضع يده في جيبه أهون بكثير ممن يضع يده في جيب غيره.