إذا استطاع مسلسل تلفزيوني المس بمكانة القضية الفلسطينية، تكون هذه القضية غير عادلة، وقائمة على التضليل حتى جاء هذا المسلسل ليكشف زيف دوافعها وعدم صواب مقوماتها، فهل هي كذلك؟؟ هل هي قضية تبدلات سياسية؟؟ أو وجهة نظر قطاع من الناس؟؟ هل هي ضعيفة إلى هذا الحد حتى يستطيع حشد من الممثلين ومخرج ومنتج ومحطة تلفزيونية زعزعة مكانتها في نفوس من يؤمن بها أنها حق وقضية عادلة!!.
قضية الشعب الفلسطيني، هي أولاً قضية شعب يُعاني من الاحتلال والعنصرية والاستعمار ويسعى نحو العودة والحرية والاستقلال، وهي في نفس الوقت قضية العرب لأن الشعب الفلسطيني جزء من أمة العرب وامتداد لهم وتربطه بهم تاريخ ولغة ومشاعر ومصالح يصعب إزالتها، وهي قضية المسلمين لأن القدس أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى سيدنا محمد ومعراجه إلى السماء، فهل يملك أحد شطب هذا التراث القيمي العقائدي، من يملك شطب مكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة يملك شطب مكانة القدس، فالثالوث الديني: القدس ومكة والمدينة مرتبط ببعضه البعض، وقدسيتهم امتداد لنفس التراث والعقيدة والتاريخ، أما المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي فهو يعمل على شطب ذلك وتغييره، فهل يستطيع؟؟.
القدس وبيت لحم والناصرة قضية مسيحية بامتياز وقدسية كنائسها: كنيسة الميلاد في بيت لحم، وكنيسة البشارة في الناصرة، وكنيسة القيامة في القدس، فمن يملك المس بقدسيتها وتراثها؟؟ هل الذين تأمروا على السيد المسيح وسلموه للاحتلال الأجنبي ليتم صلبه، يملكون القدرة على تغيير التاريخ وتبديله وتشويه صورته ومعالمه؟؟ كان السيد المسيح الشهيد الفلسطيني الأول من أجل الإيمان والحق وعدالة السماء وحرية الإنسان على الأرض، فهل يمكن شطب مسيحيتها؟؟.
فلسطين قضية الشعب العربي الفلسطيني أولاً، ولكنها قضية العرب المسلمين والمسيحيين وهي قضية اليهود الذين يرفضون الصهيونية السياسية الاستعمارية ويربطون مصيرهم مع حرية الشعب الفلسطيني ومستقبله واستعادة حقوقه وكرامته على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره.
وفوق هذا وذاك، قضية الشعب الفلسطيني قضية حقوق سياسية جسدتها قرارات الشرعية الدولية، والأمم المتحدة بقراراتها المعلقة بدءاً من قرار التقسيم 181، وقرار حق عودة اللاجئين 194، وقرار الانسحاب وعدم الضم 242، وخارطة الطريق 1515، وقرار عدم شرعية الاستيطان والمستوطنين 2334.
فلسطين قضية شعب مظلوم، وعدل مطلوب، ونضال مشروع، لن تلغيها قدرة مسلسل، وزعيق صحفي، وفلسفة كاتب، وتوجهات نظام، ولكن من يسعى لزعزعة علاقات الشعب الفلسطيني بأشقائه العرب، فهو كاره لنفسه وعروبته وإسلامه ومسيحيته وإنسانيته، ومن يستجيب من الفلسطينيين لفتنة وزعزعة علاقاتهم مع أي نظام عربي، فهو خاسر، لذلك على الفلسطينيين معالجة من يقف ضدهم بالصبر وطول البال والحكمة، ليتركوا معالجة الأذى والفتنة لدور أشقائهم العرب كل منهم في بلده، فالفلسطيني لا عدو له سوى واحد، العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضه، وسرق حقوقه، وينتهك كرامته.
معركة الفلسطينيين في فلسطين، وعلى فلسطين ومن أجل فلسطين فقط، ومن اجلها فقط