غزة – عمرو طبش: تحدت مجموعة من النساء الفلسطينيات، الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها سكان غزة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي والأزمات المتلاحقة التي يمر بها القطاع، وذلك بإنتاج أشهى المأكولات الشهيرة على طريقتهم الخاصة داخل مطبخ "كرموسة" في مدينة خانيونس، وبيعها في الأسواق المحلية من أجل تحسين أوضاعهن الاقتصادية وإعالة أسرهن.
قالت مديرة مطبخ "كرموسة"، ختام عرفات، لـ "الكوفية"، إن "المطبخ تابع لجمعية براعم التنموية، حيث بدأ كمشروع تدريبي لسيدات مهمشات في المجتمع من أجل دعمهن اقتصاديا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة".
وأوضحت، أن "المطبخ بدأ قبل عامين بواقع خمس عاملات في التشغيل، حيث يتم إنتاج كميات كبيرة من الأصناف التي يعمل بها المطبخ، أهمها المفتول بنوعيه "أبيض وأسمر"، والكبة، والسمبوسك، ومعجنات، وأنواع أخرى من الحلويات".
وأضافت عرفات، أن "المطبخ يعمل طوال العام بواقع خمس عاملات، ولكن في شهر رمضان يتم مضاعفة عدد العاملات إلى 20 عاملة نتيجة زيادة الإنتاج والطلبات خلال الشهر الكريم".
وأشارت إلى أنه "يتم توزيع وبيع منتجات كرموسة إلى جميع أنحاء قطاع غزة، من خلال مسوقين تابعين للمطبخ".
وتابعت عرفات، "في ظل جائحة كورونا، يتم تحضير المطبخ من خلال أخذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على سلامة العاملات والمستهلكين"، مؤكدةً أنه "يتم تعقيم المطبخ بشكل مستمر ويومي، وتوفير الأدوات اللازمة للعاملات للوقاية من فيروس كورونا".
وأوضحت، أن "منتجات مطبخ كرموسة تشهد إقبالا واسعا في شهر رمضان من قبل المواطنين، وخاصة المفتول والسمبوسك والكبة"، مضيفة، "يوميًا يتم إنتاج 200 كرتونة سمبوسك، و200 صحن كبة، بالإضافة إلى 1000 كيس مفتول".
وكشفت عرفات عن أهم الصعوبات التي تواجهن في المطبخ، والتي تتمثل في استمرار انقطاع التيار الكهربائي، مما يؤثر سلبا على العمل بشكل كبير، خاصة أن جميع معدات المطبخ تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء.
بدورها، قالت العاملة، نسرين اربيع 34 عامًا، "نحن فريق متكامل من النساء نعمل في مطبخ كرموسة منذ عامين، نقوم بإنتاج العديد من المأكولات الشعبية منها المفتول، والسمبوسك، والمعجنات، والحلويات، وأي طعام حسب طلب الزبون".
وأوضحت لـ "الكوفية"، أن "العمل يبدأ في المطبخ منذ الساعة 7 صباحا، ليتم توزيع العاملات في المطبخ حسب المأكولات، أحدهن تقوم برق العجين الخاص بالسمبوسك، والأخرى تقوم بفتل المفتول، أما الفريق الأخر فيقوم بتجهيز الخلطة الخاصة بالكبة".
وأضافت، "بعد مرحلة الطبخ والتجهيز يتم الانتقال إلى المرحلة الأخير، وهي مرحلة التسويق إلى المحلات التجارية، والأماكن الخاصة ببيع المأكولات، وتوزيع الطلبات إلى الزبائن".
وأشارت إلى أنها "تعمل في مطبخ كرموسة من أجل إعالة أسرتها التي تعاني من ظروف معيشية صعبة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به قطاع غزة".