غزة- عمرو طبش: على مدار 18 عامًا اعتاد الحكواتي الفلسطيني فداء اللدواي، جمع الأطفال في أزقة مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، لسرد القصص القصيرة والحكايات للترفيه عنهم في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والوضع الاقتصادي الصعب التي يعاني منه القطاع.
هذا العام كان مختلفًا، فبعدما اعتاد "اللدواي" سرد حكاياته في تقليد سنوي خلال شهر رمضان على الأطفال، جاء فيروس كورونا فأوقف هذه العادة، ليحرمه من متعة لقاء الأطفال في شهر رمضان، وذلك بعد إعلان حالة الطوارئ، واجراءات الإغلاق في قطاع غزة، منعا لتفشي الفيروس.
رمضان بدون حكواتي
يقول الحكواتي فداء اللداوي "34 عاما" لـ"الكوفية" إنه كان يتجول في أزقة مخيم النصيرات ليروي للأطفال الحكايات والقصص من خلال المكتبة المتنقلة في شهر رمضان من كل سنة، موضحًا أنه بعد انتشار فيروس كورونا قرر تصوير مقاطع فيديو مصوره فيديوهات وهو يسرد القصص والحكايات لابنته ليان في المنزل، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتسلية الأطفال خلال شهر رمضان.
التغلب على الحظر "أون لاين"
ويبين أنه فكرته بنشر وبث فيديوهات هو وابنته ليان عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاقت إقبالًا وتفاعلًا كبير من قبل الأطفال وأهاليهم، منوها إلى أن عددا كبيرا من الأطفال والأهالي يتواصلون معه ليختاروا قصة معينة حتى يقرأها عليهم من خلال الفيديو.
رسالة للأطفال في زمن كورونا
ويتابع الحكواتي فداء، أنه يسرد القصص التي تواكب الوضع الذي نعيشه في قطاع غزة في ظل أزمة كورونا واعلان حالة الطوارئ، مشيرا إلى أنه من خلال القصص يوصل رسائل للأطفال بالحفاظ على أنفسهم والاهتمام بالطرق الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
متعة التواصل المباشر
ويقول، "الأطفال لما كنت أتواصل معهم وجها لوجه وقريب منهم كنت أحس كتير بالمتعة، ولكن بصراحة في ظل الأجواء يلي إحنا فيها وبعدي عن الأطفال كتير بحس بالملل، وأنه في شيء ناقص بحياتي لازم أعمله، فحبيت أنه أكمل مسيرتي في الحكواتي من خلال الفيديوهات".
ويشير الحكواتي فداء إلى أن فيروس كورونا أثر عليه بشكل سلبي بعد جلوسه فترات طويلة في المنزل لأنه كان معتادا بشكل يومي على سرد القصص والحكايات للأطفال ومقابلتهم، مضيفا أيضا أنه كان يحضر قبل رمضان الاستعدادات والتجهيزات لاستقبال شهر رمضان بالإضاءة والفوانيس بالمشاركة مع الأطفال، ولكن مع كورونا كل شيء اختفى.
ويوضح أنه يقوم بدورين في المنزل أولا بدور الحكواتي، وثانيًا بدور المصور من خلال تثبيت موبايله الخاص عليه هو ابنته أثناء سرد القصص والحكايات لتسجيل الفيديو وبعد ذلك نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
حكايات في زمن كورونا
أما طفلته ليان اللدواي "9 سنوات" التي كانت بجانب والدها دائما أثناء تجوله في أزقة مخيم النصيرات خلال شهر رمضان ليروي القصص والحكايات على الاطفال، تقول لمراسل الكوفية إن والدها كان معتاد على رواية القصص في الشارع للأطفال ولكن بعد أزمة كورونا قرر والدها بأن يصورهم وهو يقرأ لها القصص والحكايات، ومن ثم ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوضح ليان أن أغلب القصص التي يرويها والدها على الأطفال وهو في المنزل تحكي عن خطورة فيروس كورونا، وينصحهم بالالتزام بالمنزل.
وتنصح ليان الأطفال بضرورة الالتزام بالمنزل للحفاظ على أنفسهم من خطورة الفيروس، والاهتمام بالطرق الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.