خاص: "لا أستطيع التنفس".. كلمات نطق بها مواطن أمريكي من أصول أفريقية، يدعى جورج فلويد، وهو يتعرض لعنف مفرط من قبل رجل شرطة أمريكي من ذوي البشرة البيضاء دون مبرر، مما أدى في النهاية إلى مقتله، لتندلع احتجاجات عنيفة في 25 مدينة أمريكية، تخللها أعمال شغب وعنف ضد الشرطة الأمريكية، احتجاجًا على مقتل جورج فلويد الذي يعد واحدًا من ضحايا العنصرية الأمريكية ضد أصحاب البشرة السوداء
ليست الأولى من نوعها
قال الباحث المختص في الشأن الدولي، الدكتور محمد أبو سعدة، في تصريحات لـ "الكوفية"، اليوم الأحد، إن، " الولايات المتحدة شهدت العديد من حوادث قتل المواطنين الأمريكيين ذات الأصول الأفريقية، ولكن حادثة قتل جورج فلويد تشكل السبب المباشر في اندلاع الاحتجاجات بأمريكا".
تحذيرات في مارس من الفوضى
وأوضح أبو سعدة، أن هناك العديد من التقارير في الولايات المتحدة، صدرت في شهر مارس/ آذار الماضي، حذرت من إمكانية نشوب فوضى داخل البلاد احتجاجًا على طريقة إدارة ترامب لأزمة فيروس كورونا، وما ترتب عليها من إشكاليات اقتصادية كبرى مست بعض المواطنين خاصة ذوي الأصول الأفريقية، لافتًا إلى أن مقتل فلويد أدى إلى اشتعال تلك الحالة الرافضة لإدارة ترامب.
80% من أصحاب البشرة السوداء يتعرضون للعنصرية
وأضاف أبو سعدة، أن الأمر الثاني الذي أدى إلى اندلاع الاحتجاجات، هو الاضطهاد العنصري لأصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة، حيث أشارت نتائج استطلاع لمركز بيرو الأمريكي، إلى أن 80% من الأمريكيين أصحاب البشرة السوداء يتعرضون لسلوكيات عنصرية في البلاد، كما يتعرض 42% من المسلمين لاضطهاد عنصري.
وأكد أبو سعدة، أن الأرقام تعكس تطور الحالة العنصرية في الولايات المتحدة، بشكل أكبر في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار أبو سعدة، إلى أن 88% من أصحاب البشرة السوداء صوتوا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 لصالح هيلاري كلينتون، بناء على توصيات من الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، مؤكدًا أن هذا يدلل على وجود اضطهاد متجذر داخل المجتمع الأمريكي ومقتل فلويد أشعل الفتيل فقط.
أمريكا تاريخ من العنصرية
في السياق نفسه، قال المختص في الشأن الأمريكي، توفيق طعمة، إن التاريخ الأمريكي، هو تاريخ من العنصرية بداية من أواخر القرن التاسع عشر والتي شهدت العبودية وتجارة الرقيق لأصحاب البشرة السوداء مرورًا بالعنصرية ضد السود في ستينيات القرن الماضي وما تلاها من مظاهرات أدت إلى تغيير الدستور الأمريكي لتحقيق المساواة بين الأبيض والأسود.وأكد طعمة، أن العنصرية لا زالت منتشرة في الولايات المتحدة بين جزء كبير من أصحاب البشرة البيضاء، الذين ينظرون لأنفسهم وكأنهم الجنس المتفوق على جميع العرقيات، مشيرًا إلى أن حادثة قتل جورج فلويد ليست هي الأولى من نوعها، حيث قامت الشرطة الأمريكية، بقتل العديد من أصحاب البشرة السوداء بدم بارد بدون أي سبب تبرر له استخدام القوة المفرطة ضد الأبرياء.
تهريب ترامب
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مصادر مطلعة، أن موظفي الخدمة السرية في البيت الأبيض نقلوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مخبأ تحت الأرض كان يستعمل سابقا خلال الهجمات الإرهابية.
جاء ذلك بعد أن تصاعد التوتر خارج أسوار البيت الأبيض من قبل المحتجين على مقتل مواطن أمريكي من ذوي البشرة السمراء أثناء اعتقاله بعنف من جانب الشرطة.