كتب شعبان قاسم: في موقف مخالف للإجماع الوطني، خرج وزير الخارجية، رياض المالكي، علينًا معلنًا استعداد فلسطين لإبقاء الباب مفتوح مع الاحتلال، وعقد لقاء مع الاحتلال في موسكو، في حال تراجعت إسرائيل عن قرارها بضم أراض فلسطيني في الضفة وغور الأردن، ما اعتبره سياسيون ضربة في مقتل وخرق للقرارات التي أعلنتها السلطة الفلسطينية بوقف جميع الاتفاقيات مع الاحتلال.
المالكي: مستعدون للجلوس مع الاحتلال
بتصريحات مستفزة، خرج علينا وزير الخارجية رياض المالكي، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية تدرس العديد من الخيارات للرد على الإجراءات التي بدأتها إسرائيل لضم أرض فلسطينية في الضفة أو وادي الأردن، مشيرا إلى أن من بين تلك الخيارات التوجه إلى المقاومة السلمية غير العنيفة أو المسلحة وحماية المؤسسات الفلسطينية وأيضا التوجه مجددا إلى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بعمليات الضم الإسرائيلية.
وقال المالكي، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت مع الصحفيين الأعضاء بجمعية الصحفيين في الأمم المتحدة في جنيف، إن "الفلسطينيين على استعداد للجلوس مع الإسرائيليين للتفاوض ولكن دون شروط مسبقة، وأن الفلسطينيين مستعدون للإبقاء على الباب مفتوحا إن لم تضم إسرائيل أراض فلسطينية".
الطيراوي: المالكي يغرد خارج السرب
اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، شن هجومًا على "المالكي"، والتي أعلن فيها استعدادع لعقد لقاء مع إسرائيل في موسكو عبر الفيديو.
وطالب الطيراوي، كل الفعاليات الوطنية وقطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة بضرورة الالتفاف حول الموقف الوطني الواحد ضد الضم وضد الاحتلال والاستيطان، والذي يجمع عليه الموقف الرسمي والشعبي والأهلي معاً .
وقال، إن وزير الخارجية غرد في تصريحه الأخير خارج السرب الوطني الجامع والموحد، ضد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وتهديداته بضم الأغوار وضم الضفة الغربية، واصفًا تلك التصريحات بمثابة "إعلان حرب شاملة على كل مكونات الشعب الفلسطيني مجتمعة"، وهو ما يستدعي استنهاض كل القوى الوطنية والفعاليات الشعبية للتصدي لعدوان الاحتلال وتهديداته، وليس للقائه في أية عاصمة من عواصم الكون.
ووجه الطيراوي، كلامه للمالكي، قائلاً، "حان وقت ذهابك إلى المنزل لمقابلة نفسك، لأنك لم تعد قادراً على التعبير عن الحد الأدنى الدبلوماسي، لطموحات الشعب الذي تمثله في الدبلوماسية العالمية كوزير خارجية، ولذي فإن الأمر يستدعي بشكل عاجل قيام رئيس الوزراء باستبدالك على الفور، في تغيير حكومي مستعجل وسريع وضروري تحتاجه المرحلة الدقيقة التي نمر بها كشعب وقضية ومنظمة وسلطة ودولة تحت الاحتلال".
واستهجن الطيراوي، تمنيات المالكي بألّا تقوم إسرائيل بتخريب عقد اللقاء المزعوم في موسكو عبر الفيديو، وكأنه يستجدي لقاء الإسرائيلي، الأمر الذي يتعارض مع توجهات القيادة في اجتماعها الأخير والذي تضمن وقف العمل بالاتفاقات المبرمة مع الجانب الإسرائيلي بما فيها التنسيق الأمني بشكل كامل وقطعي، وهو ما يستدعي مساءلة المالكي حول تصريحاته من قبل دولة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، واتخاذ الإجراء المناسب بإعفائه من منصبه كوزير للخارجية على الفور.
جاد الله: تصريحات "المالكي" خالفت كل السياقات الوطنية
استنكر القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، غسان جاد الله، تصريحات وزير الخارجية رياض المالكي التي دعا خلاله إلى لقاء ممثل الاحتلال.
وقال جاد الله، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "من البديهي أن تجسد تصريحات رأس الدبلوماسية الفلسطينية ثوابت السياسة الوطنية تجاه الحلفاء قبل الخصوم، فما بالك والأمر يتعلق بالموقف من دولة الاحتلال".
وأكد جاد الله، أن تصريحات وزير الخارجية رياض المالكي جاءت خارج كل السياقات الوطنية، ومخالفة لقرارات الرئيس محمود عباس وقياداته والتى اُعلن عنها مؤخرا بقطع كل أشكال العلاقة مع الاحتلال.
وتساءل، لماذا يستمر "المالكى" كأكثر وزراء الخارجية بقاءً في موقعه في تاريخ شعبنا، لماذا يجثم هو وأمثاله على صدور أبناء شعبنا ويتنعمون بمقدراته الشحيحة، بينما هم في واد والمزاج الوطني العام في وادٍ آخر.
و تابع، "متى ينقشع غبار هؤلاء ويعود الوطن سيرته الأولى.. واحدا موحدًا مناضلاً ومضحياً من أجل تحقيق الحرية والاستقلال" .
"الديمقراطية": تصريحات تتعارض مع الإجماع الوطني
شنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، هجومًا على وزير الخارجية، رياض المالكي، معتبرةً أن ما جاء من تصريحات في مؤتمره الصحفي الأخير يحمل في طياته مواقف ونوايا خطيرة تتعارض مع الاتجاه العام الذي تتبناه الحالة الوطنية الفلسطينية في موقفها من إجراءات الضم على يد حكومة الثنائي نتنياهو – غانتس.
وقالت الجبهة، في بيان وصل "الكوفية" نسخة عنه، في الوقت الذي باتت فيه خطط الضم جاهزة كما رسمتها اللجان المشتركة الأمريكية – الإسرائيلية، وفي الوقت الذي بات فيه الضم هو خطة عمل حكومة إسرائيل الحالية، وفي الوقت الذي تحددت فيه تواريخ البدء بالضم، ما بين شهري يوليو/تموز، وأغسطس/ آب، مازال وزير خارجية السلطة يتحدث عن أن السلطة "تدرس العديد من الخيارات"، على حد قوله، متجاهلاً قرارات المجلسين الوطني (30/4/2018) والمركزي (15/1/2018) واللجنة التنفيذية، وسلسلة الخطط والدراسات التي أنجزتها أكثر من ثماني لجان، تشكلت على المستوى القيادي الفلسطيني الأول.
وأضاف البيان، أن تصريحات وزير الخارجية، تؤكد أن المراوحة في المكان، مازالت، كما يبدو، السياسية العملية الوحيدة المضمرة، من قبل السلطة، وأن قرارات الإجماع القيادي في 19/5/2020، باتت معرضة لتأويلات وتفسيرات لا تعكس على الإطلاق الأجواء التي سادت أعمال الدورة الأخيرة للمجلس الوطني، ولا تعكس الأجواء العامة للحالة الوطنية الفلسطينية.
وأبدت الجبهة، استهجانها من اللجوء بعد التجارب التفاوضية المرة، إلى أدوات فاسدة، لم تخدم سوى مشاريع الاحتلال، والسياسات الأميركية، كما هو حال اللجنة الرباعية الدولية، التي يدرك الجميع ماهي الأهداف الحقيقية التي كانت وراء استحداثها، وكيف استغلتها الولايات المتحدة في تنفيذ خططها.
وقالت الجبهة، إن العودة إلى "الرباعية الدولية" باعتبارها خشبة الخلاص، تشكل انتهاكاً لقرارات المجلس الوطني.
وأشارت إلى أن القضية الوطنية الفلسطينية وحقوق شعبنا المقدسة، أكبر بكثير من أن تكون موضوعاً للاختيارات الفاشلة والرهانات الخاسرة.
الشعبية: المالكي يتمسك بأوهام المفاوضات
حذرت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” من التصريحات المنسوبة لوزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، حول استعداد السلطة لعقد لقاءات مع قادة الاحتلال.
واعتبرت الشعبية في بيان لها الأربعاء أن “هذه التصريحات تعكس في جوهرها استمرار التمسك بأوهام المفاوضات والتغاضي عن دلالات تصعيد العدو الصهيوني إجراءاته وخطط الضم المعلنة التي تتأسس على أن كل الأراضي الفلسطينية هي أراض إسرائيلية ولا مفاوضات عليها”.
وأشارت الجبهة إلى أن “هذه التصريحات من حيث الشكل والمضمون، تعكس توجه ينقلب على الإجماع الفصائلي الوطني والشعبي بضرورة مواجهة الإجراءات الصهيونية، بالوحدة الوطنية وبخيار المواجهة مع العدو”، داعية إلى “محاسبة المالكي وعزل كل من يتبنى هذه التصريحات”.
وحذرت من “استمرار رهانات السلطة الفلسطينية على المناورة السياسية مع الاحتلال وداعميه، بما يعكس موقفًا ضمنيًا على تعطيل وتجاوز قرارات المجلس الوطني والمركزي، بل وينفي جدية ما أعلنته قيادة منظمة التحرير حول العلاقة مع الاحتلال خلال اجتماعها الأخير”.
وشددت الجبهة، على أن “الفرصة لا زالت قائمة لتحقيق وحدة شعبنا السياسية والنضالية، وفق رؤية وإستراتيجية وطنية تتشارك فيها كل القوى الوطنية واعتماد خيار المقاومة بكافة أشكالها والمقاطعة التامة للاحتلال والتوقف عن الرهان على المفاوضات".
العالول: التحلل من الاتفاقات لا رجعة عنه
قال القيادي بحركة فتح، محمود العالول، إن موقف القيادة الفلسطينية وقرارها بالتحلل من الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، نهائي ولا رجعة عنه ما دام هناك نية للضم وتنفيذ صفقة ترامب.
وأكد العالول، في تصريح صحفي، أن القرار لاقى إجماعا من كل فئات الشعب الفلسطيني والقوى الوطنية جراء تغول الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وأشار القيادي بفتح، إلى أن ما يبحث حاليا هو تبعات القرار على الأرض، مشدداً على أهمية التحالف والالتفاف والانسجام بين كل مكونات شعبنا حول القيادة في مواجهة الاحتلال وسياساته.
وأضاف، أنه تم البدء بحراك واسع في كل أرجاء الوطن بلقاءات تعقد مع جميع مكونات المجتمع من أجل الإعداد وإعادة تشكيل لجان الطوارئ والحراسة ولجان لرعاية أوضاع المواطنين الفلسطينيين.
وأوضح، أن حركته والقوى والفصائل الوطنية سيعقدان اجتماعين منفصلين للتأكيد على موقف القيادة الفلسطينية من التحلل من الاتفاقيات الموقعة في ظل قرار حكومة الاحتلال ضم أجزاء من أراضي دولة فلسطين.
ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية تواصل عقد الاجتماعات على المستويات كافة، سواء بخلية الأزمة أو الاجتماعات المستمرة للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح.
أعادنا "المالكي" مئات أو آلاف الخطوات للوراء، بتصريحاته "المستفزة"، التي خالفت الإجماع الوطني، وجاءت لترجح كفة الاحتلال، وتعيدنا لسنوات عجاف جديدة من المفاوضات العقيمة، يستغلها الاحتلال في توسعة رقعة الأراضي الفلسطينية التي يضمها كل يوم لسلطته، وتمنح المحتل الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط الضم، خاصة أن التصريحات هذه المرة جاءت من شخص يفترض أنه مسؤول وصانع قرار في فلسطين.. وفي الحقيقة إن كانت ذلة لسان فوجب عليه الاعتذار.. وإن كانت مقصودة فقد آن له الرحيل.