اليوم الاربعاء 13 نوفمبر 2024م
بالفيديو// الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين في مدينة غزةالكوفية بالفيديو// أحداث كل تفاصيلها خطر.. مدير مكتب الكوفية في غزة يكشف وقائع استهداف مقر القناةالكوفية بالفيديو// طائرات الاحتلال تقصف سيارات التأمين لشاحنات المساعدات المرسلة إلى قطاع غزةالكوفية بالفيديو// ثمن "الطحين المسوس" في غزة يضاهي سعر رحلة إلى جزر المالديفالكوفية الدفاع المدني: استهداف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة بئر 19 في المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية الإعلام العبري: إصابتان طفيفتان في عملية دهس بالقرب من دير قديس غرب رام الله بالضفة الغربيةالكوفية حزب الله: استهداف شركة صناعات الأسلحة العسكرية في رمات هشارون بضواحي تل أبيب للمرة الأولى برشقة صواريخ نوعيةالكوفية بالفيديو// توغل غامض ومريب لآليات الاحتلال داخل مدرسة تؤوي نازحين شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: 5 شهداء وإصابات جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في مخيم المغازي وسط قطاع غزةالكوفية هيئة البث الإسرائيلية: مقتل مسلحين اثنين بتبادل إطلاق نار في طولكرم بالضفة الغربيةالكوفية تطورات اليوم الـ 404 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية حزب الله: استهداف قاعدة تل نوف الجوية التابعة لجيش العدو الإسرائيلي جنوب شرق تل أبيبالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم وتحاصر منزلاالكوفية وزير الإسكان الإسرائيلي: علينا استغلال حقبة ترمب لاستقدام آلاف المستوطنين الجدد إلى الضفة الغربيةالكوفية الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزةالكوفية جيش الاحتلال: رصد 5 صواريخ من لبنان واعترضنا بعضهاالكوفية مراسلنا: مفقودون تحت الأنقاض جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة صافي قرب دوار أبو شرخ شمال غزةالكوفية كاتس: لن نوقف إطلاق النار ولن نسمح بأي اتفاق لا يضمن تحقيق أهدافناالكوفية إذاعة جيش الاحتلال: مجلس الأمن القومي يقول إنه لم يتلق أي إنذار فجر هجوم 7 أكتوبرالكوفية خاص|| ممر نتساريم.. محور يعيد تشكيل خارطة قطاع غزةالكوفية

مَأزَق الثقافة السياسية في المجتمعات العربية

10:10 - 11 يونيو - 2020
د هشام عبد الرحمن
الكوفية:

  حقيقة الأمر، إن الثقافة السياسية العربية، باتت من بين أهم الموضوعات التي  تلامس اهتمام علماء السياسة العرب، باعتبار أن تنمية هذه الثقافة لا تتم بمعزل عن الثقافة السائدة في المجتمعات العربية، وأن أي نظام سياسي يحتاج دائماً إلى رضا المواطنين ودعمهم، والثقافة السياسية تؤثر فى الثقافة العامة للمجتمع عن طريق قيامها بمساندة استمرار أوضاع ما أو السعى لتغيرها, وبذلك تشكل مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تعطى نظاماً ومعنى للعملية السياسية، وتقدم القواعد المستقرة التي تحكم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسى العربي، وبذلك فهى تنصب على المثل والمعايير السياسية التي يلتزم بها أعضاء المجتمع السياسى العربي، كما أنها  تجد مصادرها فى الميراث التاريخى للمجتمعات العربية وفى الأوضاع السياسية والاقتصادية والأيدولوجية السائده . . فضلاً عن كونها محدداً لسلوك الأفراد تجاه النظام السياسي ومؤسساته، تؤثر في رؤية الفرد لدوره في العملية السياسية في مجتمعه وتسهم في تنظيم التفاعلات بين المواطن والنخبة الحاكمة, وفي المجتمعات العربية إن الثقافة السياسية العربية تعكس بشكل واضح خصائص ومكونات الثقافة السياسية الرعوية (ثقافة الراعي والرعية)، حيث أن خصائص الثقافة السياسية الرعوية التسلطية تتجلى بوضوح في جميع جوانب الحياة العربية، وبالتالي إن القيم والتوجهات وأنماط السلوك التى يتعلمها الإنسان العربي منذ نشأته وحتى نهاية حياته من خلال القنوات المختلفة  تعمل على ترسيخ روح العجز والإتكالية والإذعان لمن هم أقوى منه. بالاضافة إلى ارتباط الثقافة العربية بالأيديولوجية كمثل ارتباطها بالدين أو بالسياسة، يجعلها ثقافة غير خلاقة وفاشلة فى خلق الإبداع الإنسانى، فيصبح المثقف يدافع عن الأطروحات السياسية للدولة أو الحزب المنتمى إليه - بوعى أو دون وعى-  وحينما تخضع الثقافة لسلطة الأيديولوجية، فإنها تنحرف عن مسارها الأخلاقى والقيمي.

إن السلوك السياسي العربي يعتبر نمطاً من أنماط السلوك الاجتماعي الموروث، إلا أنه يركز على النشاطات والفعاليات المتعلقة بحكم وقيادة وتنظيم الدول والمجتمعات، بغية تحقيق أهدافه وإشباع طموحات وتطلعات أفراده بشرط أن تنسجم هذه التطلعات والطموحات مع طبيعة النظام الاجتماعي التي تحاول القيادة تعزيزه والحفاظ على نهجه والعمل أيضاً على تطويره خدمةً لأهداف النظام  الحاكم.

وقد أظهرت التغييرات السياسية المتعاقبة في البلاد العربية, مدى حاجة المجتمعات العربية لإعادة دراسة الثقافة السياسية والإلمام بتراكيبها ومتغيراتها كونها هي من تنظم عمل وسلوك وآراء  الشعوب والأحزاب داخل المجتمع الواحد والدولة الواحدة, ومدى تفاعلهم مع الأنظمة الحاكمة.

ونشير هنا إلى ضرورة خلق حالة انسجام بين الحاكم والمحكوم في الأنظمة العربية، ليصبحا أكثر مرونة من أجل استقبال وعمل أي برنامج ومشروع وتنفيذ أي سياسة تتناسب ومجتمعهم، فمن هذا المنطلق نضمن أن تكون وحدة ثقافية متّحدة تقف سداً منيعاً في وجه أي خطر داخلي أو خارجي من الممكن أن يهدد  الدول العربية.  

إننا في المجتمعات العربية  بحاجة لثقافة سائدة  متجددة تحدد شكل المجتمع  العربي المعاصر ونظام الحكم والعلاقة بينهما. وهذا يحتاج لجهد مضاعف من أجل تعزز مفاهيم الديمقراطية والوعي من خلال عملية التنشئة السياسية أو نقل ثقافة المجتمع الأصيلة من جيل إلى آخر ويقوم بهذا الدور عدد من الأدوات أهمهما الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المختلفة. باعتيار أن الثقافة السياسية لأي مجتمع لا تعرف ثباتًا مطلقًا، ولكنها تتعرض للتغيير ويحدث هذا التغيير استجابة للتحولات التى تطرأ على المجتمع سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا, وللأسف فإن هناك  ثقافة مشوهة زرعت في الوعي العربي  الجمعي من أنظمة الحكم العربية خلال الحقب الماضية ثمثلت في روح الإذعان والإتكالية السائدة في الثقافة السياسية العربية، روح الإذعان للسلطة والإحساس بعدم القدرة على تغييرها، روح الاتكالية على الغير (الطبيعة والبطل المنقذ) لتخليص المواطن العربي من عسف السلطة وتسلطها. إن هذه الثقافة الرعوية بما تتضمنه من قيم الرضوخ والتسلط، وما تعكسه من أنماط سلوك تعمل بشكل مستمر ودائم على عرقلة بناء الديمقراطية في الوطن العربي.

من هنا تأتي أهمية القيام بحملة تجديد شاملة لكل مكونات الثقافة العربية من خلال عدة خطوات مدروسة تقع على عاتق النخب والمفكرين العرب، وكذلك على الأحزاب العربية أن تنتفض لتحمل مسئولياتها التاريخية قبل أن يجد المواطن العربي نفسه في تيه جديد، ودوامة أخري ما بعد تحولات متوقعة سيشهدها العالم  كله ما بعد  جائحة كورونا, وستنعكس بدورها على المجتمعات العربية دون شك مما قد يتسبب بانقلاب  جزئى لأنظمة حكم وربما تغييرات مهمة لخارطة الوطن العربي كله.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق