اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024م
عاجل
  • شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي أبو حرب وجرغون جنوب وشرق مدينة خان يونس
  • مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في محيط التحلية بالشيخ ناصر شرق خانيونس
شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي أبو حرب وجرغون جنوب وشرق مدينة خان يونسالكوفية مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في محيط التحلية بالشيخ ناصر شرق خانيونسالكوفية سماع دوي انفجارات قوية في مرج ابن عامر شمال فلسطين المحتلةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في الجولان المحتلالكوفية مراسلنا: استهداف شقة سكنية في منطقة أبراج القلعة جنوب خانيونسالكوفية صافرات الإنذار تدوي جنوب وشرق حيفاالكوفية صافرات الإنذار تدوي في الجولان المحتلالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيتا جنوب نابلسالكوفية جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية في منطقتي الزهراء والمغراقة وسط قطاع غزةالكوفية بوريل: "إسرائيل" فرضت في غزة أطول تعتيم إعلامي في تاريخ الحروبالكوفية جيش الاحتلال: هاجمنا حوالي 1600 هدف لحزب الله في أنحاء لبنانالكوفية التعاون الخليجي: نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الأعمال الاستفزازية للاحتلال وتجنب تصاعد التوتراتالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلةالكوفية إطلاق نار كثيف يستهدف مستوطنة كوخاف يعقوب المطلة على مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلةالكوفية فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنانالكوفية تطورات اليوم الـ 354 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شركة مصر للطيران: تقرر إلغاء الرحلات الجوية المتجهة من القاهرة إلى بيروت الثلاثاءالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على منطقة العين في البقاع اللبنانيالكوفية فيديو | مستوطنون يدنسون الحرم الإبراهيمي في الخليل بحفل صاخبالكوفية 3 مصابين برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة الظاهرية جنوب الخليلالكوفية

هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

13:13 - 17 يونيو - 2020
توفيق أبو شومر
الكوفية:

استغربَ أحدهُم مِن إعلامِيٍّ بارزٍ، وهو يمدح أحد القادة، يكادُ يُخرِجه من بشريته، ما دفعني إلى أن أتذكَّر هذه اللقطاتِ من تاريخنا الأدبي العربي، فنحن، العربَ، عمداءُ (سِلك) الفخر والمدح الدبلوماسي في العالم أجمع!

قديما، وظَّفَ الأمراءُ العربُ شعراءَ كثيرين في بلاطهم، مهمتُهم مدحُ الأمراءِ بصورٍ طريفةٍ.

كان شعراءُ البلاط ومادحو السلاطين إعلاميي العصر السالف، كانوا الناطقين الإعلاميين الرسميين باسم الأمراء، مدحوا الولاة والأمراء، وثَّقوا هذا المدح في سجلات الشعرِ بعد أن صاغوا النِّفاق في طرائف خالدة في أدبنا العربي. من أبرز أبياتِ النِّفاق الطريفة بيتٌ شعريٌ نُسبَ خطأً للشاعر المتنبي، هذا البيت قاله الشاعرُ، محمد بن عاصم يمدح، كافورا الإخشيدي، بعد حدوثِ زلزال في مصر، قال:

ما زُلزلت مِصرُ من كَيدٍ ألمَّ بها....... بل رقصت من عَدلِكم طَرَبا.

لم يتوقف هذا النِّفاقُ على هذه الصورة الغريبة، بل وصل الحالُ ببعضِ الشعراءِ أنَّهم انتهكوا المقدسات، كما فعلَ الشاعرُ، ابن هانئ الأندلسي، المتوفَّى العام 973م، وهو يمدح الخليفة الفاطمي، المعز لدين الله، والغريب أن الخليفةَ لم يستأ من هذا المدح، بل انتشى طربا على وقع هذه الأبيات: ما شئتَ، لا ما شاءتْ الأقدارُ.... فاحكم فأنتَ الواحدُ القهَّار.

وكأنما أنتَ النبيُ محمدٌ....... وكأنما أنصارُك الأنصارُ.

أنت الذي كانت تبشِّرنا به....... في كتبها الأخبارُ والأحبارُ.

هذا الذي تُرجى النجاةُ به.... وبه يُحَطُّ الإصرُ والأوزار.

قديما قال العربُ: "أعذبُ الشعرِ أكذبُه" لأن الشعرَ الطريف هو الشعر الباعث على الدهشةِ، المحرِّض على تكوين صور الخيال، هذا الشعرُ المُغرقُ في نحتِ الصور الطريفة فَنٌ جاذبٌ للقارئين، باعثٌ للدهشةِ والابتسام، لذلكَ افتنَّ الشعراءُ في توليدِ الصورِ الطريفةِ.

بدأ الشاعرُ، المتنبي مسيرته الإبداعية بنحتِ الصور الطريفة، وكأنه فنانٌ تشكيلي رسم لوحةً فنيةً شائقة، قال في صباه، يصفُ معاناتِه كشابِّ، وكيفَ حوَّلتْه المعاناةُ إلى خيالٍ، لا وجود له في الواقعِ العملي، فقد صار المتنبي نحيلا كعود السواك قال:

رُوحٌ تَردَّدُ في مثلِ الخلالِ إذا.... أطارتْ الريحُ عنه الثوبَ لم يَبِنِ.

كفَى بجسمي نُحولا، أنني رجلٌ .... لولا مخاطبتي إياكَ، لم تّرني.

لم تقتصرْ الصورُ الشعريةُ على رسمِ النفسِ الفردية في لوحاتٍ طريفةٍ، بل امتدَّ إبداعُ نحتِ الصور الطريفة، إلى الفخر القبلي، الفخر بسطوة القبيلة والعشيرة، في مقابل المنافسين، مثلما قال الشاعرُ، بشار بن برد مفتخرا بقبيلته، مُضَر:

إذا غضبنا غَضبةً مُضريةً ..... هتكْنا حجابَ الشمسِ أو قطَّرتْ دَمَا.

إذا ما أعرنا سيدا في قبيلةٍ...... ذُرا مِنبرٍ صلَّى علينا وسلما.

سيبقى الشاعرُ الجاهليُ، عمرُ بن كلثوم عميدَ شعراء الفخر، فقد أرسى قواعد الفخر بصفتين قبليتين، الأولى كثرة العدد، والثانية، النفوذ والسطوة:

ملأنا البرَّ حتى ضاقَ عنَّا...... وظهرُ البحرِ نملؤوه سفينا.

إذا بلغَ الفِطامَ لنا صبيٌّ...... تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا.

إنَّ النفاق، والمدح الزائف من أبرز تراث العرب الشعري، وما مادحو الأمراء والسلاطين من إعلاميي الألفية الثالثة سوى نُسخةٍ مشوَّهةٍ من أدب المدح العربي، إنها نُسخة تخلو من الإبداع والطرافة، هم مقلدون، غير مبدعين، وفق قول الشاعر، رؤبة بن العجاج، يمدحُ عديَّا الطائي: "بأبِهِ اقتدَى عَدِيُّ في الكرم.... ومَن يُشابه أَبَهُ فما ظَلَم"!

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق