خاص –رفح: لم تشأ الشابةُ فاطمة الزطمة الانتظارَ لحين انتهاءِ دراستِها الجامعيةِ والبدءِ في البحثِ عن عمل، إذ حدّدت هدفَها مبكرًا حتى لا تنضمَ إلى طابورِ العاطلين الذي يضمُ نحو سبعين بالمئةِ من الخريجين في قطاعِ غزة.
اختارت الزطمة، أن تؤسسَ مشروعَ "آيس كريم"، داخلَ متجرٍ صغيرٍ يناسبُ إمكانياتِها المتواضعة، ورفعت عليه لافتةً كُتب فوقها "هذه أنا"، كأنما تعلنُ تحدّيها لقيودِ المجتمع المحافِظ الذي يرفضُ –إلى حدٍ كبير- عملَ المرأةِ في مثل هذه المهن.
ويومًا بعد يوم ذاعَ صيتُ لفائفِ الآيس كريم التي تصنعُها فاطمة ذات الـ أربعة وعشرين عامًا، بين من يرغبون في الحصولِ على منتَجٍ صحي خالٍ من المواد الحافظة.
وتأملُ الطالبةُ الجامعيةُ في أن تتمكنَ من تحويل متجرِها الصغير إلى مشروعٍ كبير، يحملُ علامةً تجاريةً خاصةً بها، كما تحلم كذلك بامتلاكِ منزلٍ وسيارة، بينما يؤرقُ أحلامَها ويحول دون تحقيقِها كمُّ المسؤوليةِ الملقاة على عاتقِها حيث تعولُ أسرةً مكونةً من أربعةِ أفراد، بينهم والدُها المتقاعدُ وأمُها التي لا تعمل.
ويعاني قطاعُ غزةَ، الذي يقطنُه نحو مليوني نسمة، من قيودِ الحصار الذي تفرضه سلطاتُ الاحتلالِ منذ ثلاثة عشَر عامًا، فيما تزداد المعاناةُ يومًا بعد يوم جراءَ الانقسامِ الفلسطيني.