الولايات المتحدة الأمريكية دولة علمانية فيها كل الديانات والإثنيات والملحدين ومن كل الطوائف ويطبق فيها النظام الديمقراطي في الإنتخابات لحزبين كبيرين الحزب الديمقراطي والجمهوري ويتنافس كلاهما ببرامج إنتخابية تكون فيها قريبة لهذا الكل المختلف في الشعب الأمريكي الذي بطبيعته لا يشارك في هذه الإنتخابات إلا بثلث الشعب الأمريكي وقد تكون شريحة العرب سواء مسلمين أو مسيحين من الذين لا يشاركون في هذه الإنتخابات لتجربتهم السابقة بوقوف كلا الحزبين ضد مصالح العرب وخاصة القضية الفلسطينية وهذا ما نجح فيه اللوبي اليهودي والموساد الصهيوني منذ قيام دولة الكيان وإغتصاب فلسطين بمساعدة بريطانيا وأمريكا لكن الواقع داخل المجتمع الأمريكي بدأ يدخل سياسة كسر العظم بين الحزب الديمقراطي والجمهوري بسبب تصرفات ترامب والتي أظهرت فشله السياسي على المستوي الداخلي والخارجي لأمريكا كان آخرها الأحداث التي عقبت مقتل جورج فلويد وعلاقات ترامب مع روسيا في الإنتخابات الرئاسية السابقة وجائحة كورونا والكثير من التهم التي وجهت له لا حصر لها للحد الذي بدأ على الشعب الأمريكي التهكم عليه ووصفه الرئيس الوحيد في العالم يرفض إرتداء الكمامة ..
والسؤال للعرب جميعاً هل سنبقى جاليات مشتته كبيرة في عددها قليلة في نشاطها ؟!! وهل ستبقى الجالية الفلسطينية التي تجاوزت الربع مليون نسمة مكتوفة الأيدي دون أي نشاط سياسي بالتعاون مع الجاليات العربية وغيرها لإستقطاب المرشحين والدخول في المطبخ السياسي الأمريكي وعدم البكاء على السنوات السابقة التي ترك فيها اللوبي اليهودي يعبث في مصالح الأمة العربية كيفما شاء ..
قد يقول البعض أن اليهود في أمريكا ستة ملايين نسمة رغم وجود بعض الإختلافات الدينية والسياسية بينهم وأنهم يملكون المال والمصانع الضخمة لدعم مرشح عن غيره لدعم الكيان الصهيوني وهذه حقيقة لن ينكرها أحد لكن بالمقابل ماذا نفعل نحن كعرب ؟!! رغم أننا حققنا نجاح لا يستهان به في دخول أعضاء للكونجرس الأمريكي من أصول عربية .. ولماذا لاندعم مرشحين من غير العرب والذين يملكون الجرأة للدفاع عن المصالح العربية ؟!! هل العرب فقراء لا مال لهم ولا مشاريع ضخمة لهم ؟!!
هل لا يوجد مفكرين وسياسين عرب في أمريكا بحاجة للدعم السياسي والفكري والمادي ليأخذوا دورهم الريادي في الدفاع عن مصالح العرب ؟!!
بالطبع لا والف لا فرجال الأعمال والمفكرين والعباقرة من الجاليات العربية يغزون المجتمع الأمريكي ويشهد على وجودهم أكبر الجامعات والمختبرات المدنية والعسكرية وكم من مستشار يعين في مناصب رفيعة للبيت الأبيض وغيره ..
لكن للأسف العرب يعطون ولا يأخذون عكس اليهود يأخذون ثم يعطون بشروطهم التي غالباً ما تكون على حساب الشعب العربي..
إن الأعداد الكبيرة للعرب توصف بالإنتماء الضعيف لبلدانهم مما ساهم في بعدهم عن معترك السياسة وما قد تقدمه للمصلحة العربية وكبح جماح التغول الصهيوني على الدول العربية والقضية الفلسطينية .. إن ما فعله ترامب خلال فترةحكمه في التعدي على حقوق الشعب الفلسطيني ومنح المقدسات الإسلامية والمسيحية للكيان الصهيوني لهي مادة واحدة من عشرات المواد التي يجب على العرب العمل عليها لإسقاط هذا المعتوه في الإنتخابات القادمة وليكون عبرة لمن يأتي خلفه بأن الصوت العربي له قيمته إن شارك في أي إنتخابات .. فإن عجزنا عن تشكيل لوبي عربي علينا آلا نعجز في دعم من يستحق الصوت العربي في أي إنتخابات أمريكية قادمة .