غزة: عمرو طبش: أثارت مشاهد الرعب في أفلام هوليوود الأمريكية، دهشتها، وإعجابها بفن الماكياج والخدع السينمائية، فبدأت حنين أبو هجرس، رحلة البحث في اساسيات هذا العالم الفني الساحر، عبر الإنترنت وموقع الفيديوهات يوتيوب، من أجل إتقانه ليس بهدف تقديم مشاهد خيالية كما تفعل السينما الأمريكية، ولكن لتجسيد واقع غزة المؤلم وفضح جرائم الاحتلال عبر أدوات بسيطة وخامات متوفرة في معظم المنازل، مثل القهوة، والشوفان، والدقيق، والقطن، والمناديل، والغراء، لتبدع من خلالهم مشاهد وشخوص تعبر عن واقع غزة المرير.
قالت الفنانة حنين أبو هجرس "24 عاماً" من مدينة خانيونس، لمراسل "الكوفية"، إنها اكتشفت موهبتها في فن المكياج والخدع السينمائية عن طريق الصدفة.
وأوضحت، أنها كانت تشاهد أفلام الرعب والأكشن، مما أثار استغرابها في كيفية تحويل الشخصية العادية إلى شخصية مرعبة في الأفلام.
وأضافت، أنها بدأت البحث عبر الانترنت وخاصة اليوتيوب، لتعلم الفن السينمائي الذي يشمل المكياج والخدع السينمائية، متابعةً أنها في البداية حاولت تطبيق الخدع السينمائية التي تعلمتها على أشقائها في منزلها، ثم طورت أدائها من خلال ابتكار واختراع أفكار جديدة في مجال الفن السينمائي، والتي بدأت بتطبيقها على أصدقائها وجيرانها، الأمر الذي لاقى إعجاب كبير من قبل المواطنين.
وأشارت إلى أنها في الوقت الحالي تستخدم مواد خام بسيطة، نظراً لعدم وجود المواد اللازمة للماكياج والخدع السينمائية في قطاع غزة، لافتة إلى أنها استطاعت بالمواد البسيطة إنجاز أكثر من شكل يوجد فيه خدعة سينمائية، منها الجرح بأنواعه، طلقات الرصاص في الجسم، والغرز، والحروق بأنواعها.
وأوضحت أبو هجرس، أن كل طريقة في الخدع تختلف عن الأخرى، فخدعة قطع الشريان، تستخدم خلالها العجينة والألوان الصناعية بالإضافة إلى الدم الصناعي، بينما خدعة الحروق تحتاج إلى مواد أخرى منها، القطن، ورق المحارم، القهوة، الشوفان.
وقالت أبو هجرس، إنها قامت بنشر صور الماكياج والخدع السينمائية على حسابها الشخصي على تطبيق إنستغرام، مما لاقى انتشارًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها وجدت تعليقات سلبية على عملها نظراً لوجود جروح، ودماء، قائلين، "غزة مش ناقصة دم" ، مؤكدةً أن والديها كانا يدعمانها مادياً و معنوياً في موهبتها الفنية.
وعن سبب اختيارها الجروح والدماء في أعمالها الفنية، أوضحت هجرس، أنها تسعى من خلالهما، إلى توصيل رسالة للعالم بتجسيد واقع غزة الذي يعاني من الحروب والقصف والدمار، بالإضافة إلى المشاكل التي يعاني المجتمع منها، مثل العنف ضد النساء والأطفال، متابعةً أنها في المراحل القادمة ستوظف الماكياج السينمائي في كشف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكشفت عن أهم الصعوبات التي تعاني منها، والمتمثلة في قلة الإمكانيات، وعدم توافر الأدوات والمواد الخام الخاصة بالماكياج السينمائي في قطاع غزة، لتطلق لموهبتها العنان.
وتسعى أبو هجرس إلى المنافسة في مجال السينما خارج القطاع، والمشاركة في معارض عربية ودولية لدعم القضية الفلسطينية.