غزة: أكد المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد إلحاق الأذى والضرر بأوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الصحية، وتستخدم الاهمال الطبي المتعمد سلاحا لقتلهم بشكل بطيء.
وقال فروانة، إن "سوء الأوضاع الصحية وسلاح الإهمال الطبي القاتل، أدى الى استشهاد 69 أسيرا داخل سجون الاحتلال منذ عام 1967، وكان آخرهم الأسير "سعيد الغرابلي"، إضافة الى آخرين كُثر –لم يتم احصاؤهم- توفوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون بسبب سوء الأوضاع الصحية والإهمال الطبي".
وأضاف، "يتكدس في السجون الإسرائيلية نحو 700 أسيرا فلسطينيا، يعانون من أمراض مختلفة واعاقات جسدية ونفسية وحسية، بينهم 300 أسيرا يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة وخطيرة مثل أمراض: السرطان والقلب والفشل الكلوي وضغط الدم والسكري"، لافتا إلى أنهم لا يتلقون الرعاية الطبية الكافية أو العلاج المناسب، وهم بأمس الحاجة الى تدخل علاجي عاجل لإنقاذ حياتهم.
وأوضح، أن "أرقام الأسرى المرضى تتخطى ما هو ظاهر ومعلن، فليس كل من لم تظهر عليه أعراض المرض سليماً، ولو أُجريت فحوصات شاملة على جميع الأسرى الذين يُعتقد أنهم أصحاء، لوجدنا أرقام المرضى مضاعفة عما هي مذكورة".
وشدّد فروانة، على أن سوء الأوضاع الصحية داخل السجون الإسرائيلية واستمرار "الإهمال الطبي" يشكل جريمة وفقا للقانون الدولي الذي ألزم الدولة الحاجزة بضرورة حماية الأسرى لديها، وتوفير كل الرعاية الطبية لهم واتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة بما يحميهم من خطر الموت أو الإصابة بالأمراض، فيما سلطات الاحتلال لم تعمل وفقا لذلك فقط، وانما تتعمد إيذائهم وإلحاق الضرر بهم بمشاركة الجميع بمن فيهم الأطباء والممرضين.
ودعا كافة المؤسسات الدولية الى التخلي عن صمتها وتقاعسها وتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية والتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسرى والمعتقلين المرضى من خطر الموت، وباقي الأسرى الذين يُعتقد بأنهم أصحاء من خطر الإصابة بالأمراض في ظل استمرار وجود الظروف والعوامل المسببة للأمراض.
وطالب فروانة، الجهات الفلسطينية كافة بالعمل الجاد لتوظيف كافة الأليات الدولية واستخدام الأدوات المؤثرة بما يكفل الضغط المستمر على تلك المؤسسات، وبما يضمن توفير الحماية الإنسانية والقانونية للأسرى والمعتقلين من جانب، ومن جانب آخر المضي الى الأمام بخطوات فعلية تقربنا أكثر نحو المحاكم الدولية التي من الممكن أن تشكل رادعا للاحتلال وتحد من الجرائم المقترفة بحق الأسرى والمعتقلين.
وأكد أن غياب المحاكمة والمحاسبة والمسائلة القضائية هي مكّنت وتمكن الاحتلال وتشجعه على التمادي في جرائمه بحق الأسرى والمعتقلين، وعززت لدى الإسرائيليين ثقافة "الافلات من العقاب".