غزة – عمرو طبش: نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صباح اليوم الخميس، ورشة عمل بعنوان الأزمات الإنسانية وانعكاساتها على الشباب في قطاع غزة.
قال منسق شبكة المنظمات الأهلية تيسير محيسن، إن استمرار الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني، له انعكاسات اجتماعية واقتصادية على كل فئات المجتمع، وخاصةً فئة الشباب، نظراً لارتفاع نسب البطالة في صفوف الخريجين، وانعدام فرص استكمال التعلم، وقيود الحركة.
وأوضح، أن كل هذه الأزمات كشفت عن لكثير من الظواهر الاجتماعية في صفوف الشباب، منها العزلة، الاكتئاب، الضيق، وانعدام الجدوى، مما سيترتب عليها ارتفاع نسبة الراغبين في الهجرة.
وأضاف محيسن، أن الانقسام الفلسطيني يلقي بظلال سوداء على مجمل حياة الفلسطينيين، مؤكداً أنه يجب تبني استراتيجية واضحة لدعم ومناصرة الشباب من خلال تمكين الشباب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، والعمل على زيادة فرصهم في مشاركة القرارات في الهيئات والمؤسسات التي تهتم في أمورهم، منوهاً إلى أنه يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
وفي السياق ذاته، قال مدير برنامج غزة للصحة النفسية الدكتور ياسر أبو جامع، إنه في ظل انتشار حالات الانتحار في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، يجب الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية التي زادت سوءًا وخاصةً في ظل وجود جائحة كورونا، حيث زادت حالات الفقر، والتي تسببت في ذلك.
وأشار إلى وجود قاعدة عامة، مفادها أن من حاول أو نجح في الانتحار، فتكون محاولته دون تخطيط مسبق، منوهًا إلى وجود مساحة لدى كل شخص عندما يتحدث أنه يفكر بالموت، يوجد مساحة من الوقت كي من يتمكن من استمع إليه من التدخل لإنقاذه، مؤكداً أنه من الضروري أخذ أي تهديد بالانتحار على محمل الجد دون استهتار.
وأوضح أبو جامع، أنه يجب على الأسرة تقديم الدعم النفسي اللازم للشخص الذي يهدد بالانتحار، والاستعانة بالاختصاصيين النفسيين بشكل سريع للمساعدة في إنقاذ الشخص المهددة حياته بالخطر.
وأكد، أن المطلوب من الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والرسمية، عمل خطة وطنية يتم من خلالها تقديم حلول اقتصادية سريعة، لإعطاء أمل للشباب في خلق فرص عمل، والعمل على المزيد من مشاريع الاستثمار الصغيرة، عوضاً عن مشاريع البطالة التي قد تعطي الشباب مزيداً من الوقت، ولكنها لا تؤدي بهم إلى التخلص من مشاكل الفقر والبطالة.
من جهته قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المحامي صلاح عبد العاطي، إنهم يتابعون بقلق شديد استمرار الأزمات الإنسانية في قطاع غزة وتفاقمها وانعكاساتها على قطاعات مختلفة، ومن بينها قطاع الشباب الذين ترتفع بينهم ظواهر الانتحار والمخدرات والتطرف وحتى الهجرة غير المشروعة، وتهتك النسيج الاجتماعي، والعجز عن تسديد رسوم الجامعات، ومظاهر الفقر والبطالة.
وأشار إلى أنه يجب معالجة هذه الانعكاسات السلبية بخطط إنعاشية وإسعافية سريعة، تقوم على تعظيم الاستجابة لاحتياجات الشباب المختلفة، والعمل على إشراكهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوفير حاضنة للشباب، مشددَا على ضرورة وجود تدخلات سياسية لرفع العقوبات الجماعية المفروضة على قطاع غزة، نظرًا لخطورتها على حياة الشباب والموظفين العموميين، متابعاً أنه يجب التوقف عن سياسة قطع الرواتب والتمييز على أساس جغرافي.
وطالب عبد العاطي، الحكومة في قطاع غزة بوقف الضرائب الباهظة، وتقديم كل الدعم لقطاعات الشباب، وتعزيز قدرتهم على المشاركة في انتخابات مجالس الطلبة، والبلديات، التدخل الفاعل لإيجاد حلول خلاقة من تكايا خير وإيجاد فرص عمل للشباب.
وأكد على دور المؤسسات الحقوقية في الرقابة ورصد الانتهاكات التي تمارس بحق الشباب، والعمل على متابعتها مع كافة الكيانات الدولية والسلطة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى تقديم توصيات وحلول في هذا المجال، والعمل على تعظيم مشاركة القطاعات المختلفة باعتبارهم وسيطا يوجه رسالة هؤلاء الضحايا إلى السلطات الحاكمة من أجل حثهم على القيام بواجبهم واحترام حقوق الإنسان.